حراج مصياف توثّق عودة طائر “الدرّة”.. وبيئيون: ربما يشكّل آفة للمحاصيل الزراعية مستقبلاً
وثّقت دائرة حراج مصياف التابعة لمديرية زراعة حماة ظهور طائر “ببغاء الدرّة” مجدداً، بعد غيابه عن المنطقة لسنوات طويلة، وذلك أثناء الجولات الاعتيادية ضمن المواقع الحراجية في مصياف.
وقال مدير زراعة حماة، أشرف باكير، لتلفزيون الخبر، أن: “طائر الدرّة نادر، ولم يكن ملحوظ لدينا ضمن الحراج السورية لفترة طويلة جداً، حيث كان يعتبر بحكم المنقرض، حتى تمّ لحظه مؤخراً من قبل دائرة الحراج في مصياف، وتوثيقه بالصور”.
وأضاف “باكير”: “عدد الطيور الملحوظة حتى الآن 2 فقط، وهو عدد قليل نسبياً، ولا نستطيع الحكم حالياً إن كانت عودته دائمة، ونحن بصدد تشكيل لجنة بالتعاون مع الحراج والتنوّع الحيوي في وزارة الزراعة لمراقبة هذا الطائرة، لحظ أعداده، ومنع اصطياده”.
وعن المؤشرات البيئية لوجوده، أوضح “باكير”: “دلالة على تجدد الحراج ووجود حماية حقيقية لها، وخاصةً بعد قانون منع الصيد، إضافةً إلى زيادة الوعي بين الناس تجاه قيمة الطيور النادرة، وضرورة عدم التعرّض لها أو اصطيادها”.
وفي سياق متصل، قال اختصاصي البيئة الحيوانية، الدكتور علي منصور، لتلفزيون الخبر: “طائر الدرّة أو طيور البادجي، اسمها العلمي Melopsittacus unduluatus وتعود شهرة هذا الطائر وشعبيته كحيوان أليف إلى ألوانه الزاهية، الأمر الذي دفع العديد من الناس لاقتنائه وتربيته، وهو أحد أنواع الببغاء”.
وحول موطن الطائر، أوضح الأستاذ في كلية العلوم، جامعة تشرين أن: ” هذه الطيور تعيش في أستراليا، وتوجد بأعداد كبيرة في المناطق الداخلية الصحراوية هناك والمناطق شبه القاحلة، وفي مناطق السافانا والأراضي العشبية والزراعية، والغابات المفتوحة، وعادةً ما يُعثر عليها بالقرب من الماء، وقد توجد في الساحل أحياناً”.
الضرر الاقتصادي
وتابع “منصور”: “تعد هذه الطيور عاشبة أو آكلة للحبوب، وتلجأ إلى الظل لتتغذّى على مدار اليوم وتستريح خلال الأوقات الحارة، وتعتمد في نظامها الغذائي بشكلٍ أساسي على البذور والحبوب كالذرة، والتي تتضمّن الأعشاب والمحاصيل بالإضافة إلى بعض أنواع الثمار”.
وأوضح اختصاصي البيئة الحيوانية أنه: “قد تشكّل طيور الدرّة مشكلة للمزارعين، إذ إنّها تأكل كميات كبيرة من بذور المحاصيل، وخاصةً عند زيادة أعدادها حيث يمكن أن تعد بمثابة آفة لبعض المحاصيل”.
وعن عودة لحظها في أحراج مصياف، قال اختصاصي الطيور والحشرات: “ربما يعود ظهور هذا الطائر في هذه المحميات من جديد بعد أن كان منقرضاً خلال الأعوام السابقة إلى كمية الأمطار الوافرة هذا العام، ووجود الظروف الملائمة للتغذية والأماكن المناسبة للتعشيش”.
وتابع البيولوجي: “وربما يعود سبب عودة ظهوره إلى نجاح زوج من هذه الطيور أو عدة أزواج في الهروب من القفص إلى البرية والتكاثر فيها، وللتحقق من أسباب عودة ظهوره نحن نحتاج إلى مراقبته لعدة سنوات، بطبيعة الحال”.
وحول إمكانية أن تشكّل “الدرّة” آفة لمحاصيلنا الزراعية مستقبلاً؟ أوضح “منصور”: “طالما بقي حجم جماعة هذا الطائر دون مستوى الضرر الاقتصادي (وهو المستوى الذي يسبب فيه الكائن الحي ضرراً للمحصول الزراعي لا يمكن تحمله) فلا يستدعي ذلك مكافحته”.
وتابع الاختصاصي: “أما إذا وصل حجم جماعته إلى مستوى الضرر الاقتصادي فيجب مكافحته، إما بالسماح بصيده ضمن فترة محددة من قبل المعنيين أو مكافحته حيوياً بواسطة أعدائه الطبيعية، ولكن ينبغي مراقبة نشاطه عدة سنوات لمعرفة إن كانت عودة ظهوره عرضية أم دائمة”.
يُشار إلى أن سلالات “الدرّة” البرية تشتهر بلونها الأخضر، رأسها الأصفر، وأجنحتها السوداء، إضافةً إلى مناقيرها الصغيرة جداً، وذيولها وأجنحتها الطويلة ذات الشكل المُدبب، يصل وزنها حتى 35 غرام، ويتراوح حجمها عموماً بين 17- 20 سم من المنقار إلى الذيل.
يُذكر أنه غالباً ما يبقى الأزواج معاً لموسم واحد فقط، وعلى شكل أحاديي الزواج، أي أنّ الذكر يبقى مع أنثى واحدة فقط والعكس (ولهذا السبب تسمى أيضاً طيور الحب)، وهي تحتاج لوفرة الماء العذب، وتعتبر الطيور الجارحة كالصقور والحدآت والبيزان أكبر مهدداتها.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر