مع تصاعد وتيرة “الهجمات الغبارية” في سوريا.. دعوات رسمية للتفكير جديّاً بـ “الحزام الأخضر”
اجتاحت سوريا ودول الجوار منذ مطلع أيار الجاري عدة هجمات وعواصف غبارية، في وتيرة متصاعدة عن الأعوام السابقة، بحسب اختصاصيين، ما دفع كثيرين للتساؤل عن الأسباب.. وهل من متغيّرات طرأت؟ وحول فوائد الغبار على البيئة إن وجدت بالرغم من الخسائر المترتبة عنه، وآليات التحكّم به.
بهذا الشأن، قال مدير مشروع مراقبة العواصف الرملية والغبارية في المديرية العامة للأرصاد الجوية، هاشم شربا، لتلفزيون الخبر: “يمثل الربيع عادةً أكثر الفترات من السنة تأثراً بالظواهر الغبارية، وتميّز الربيع الحالي بتواتر كبير للعواصف الغبارية وخاصةً في الأجزاء الشرقية من البلاد”.
وأضاف “شربا”: “وامتدت العواصف للمدن الرئيسية بما فيها العاصمة دمشق، ويعود سبب كثرة هذه الحالات لعاملين، الأول، الظروف الجوية والمناخية، حيث شهدنا للعام الثاني على التوالي موسمين جافين في معظم المناطق الداخلية من سوريا، وهو ما ساهم بخلق تربة جافة متفككة تصبح عرضةً للحمل بالهواء وتشكيل عواصف غبارية”.
وتابع مدير مشروع العواصف الرملية والغبارية: “أما العامل الثاني فهو الممارسات والنشاطات البشرية التي تساهم في زيادة احتمال الانجراف الريحي للتربة، من تعدي على الغطاء النباتي وغيرها من ممارسات..”.
وإن كان هناك فوائد بيئية للغبار، أجاب “شربا”: “الخسائر المترتبة على العواصف الغبارية كبيرة ولا تقارن بالفوائد، فهي تتعدى التأثير على صحة الإنسان لتعطل حركة الملاحة والنشاط الاقتصادي، إضافةً لنقل الملوثات والعوامل الممرضة في الهواء من مكان لآخر”.
وأضاف مدير مشروع العواصف الرملية والغبارية: “بالنسبة للفوائد فهي بشكلٍ أساسي تزويد التربة ببعض المغذيات المعدنية، كما ينشط صيد الأسماك في حال وصول العاصفة الغبارية للمسطحات المائية والبحار، كما أنها تخفض درجات الحرارة لأنها تعكس أشعة الشمس عن سطح الأرض”.
وعن الآليات المتبعة لمجابهة هذه الظاهرة، قال “شربا”: “يُعمل عادةً على تثبيت التربة في أماكن المصادر الغبارية والأماكن المهيئة لتصبح مصادر محتملة إما عن طريق الزراعة وتثبيت التربة ومنع انجرافها بالريح من خلال جذور النباتات المزروعة، أو من خلال التثبيت الميكانيكي بالمواد الإسفلتية والخلطات الكيميائية التي تصب على سطح التربة في تلك المناطق”.
وأوضح “شربا” أن: “المنطقة تشهد تغيّراً في امتداد وحدة المنخفضات الحرارية السطحية، وهي منظومات ضغط جوي تنشأ عن التسخين الشديد لسطح الأرض، وتنجم هذه الحدة عن التغيّرات المناخية والاحتباس الحراري، وتعتبر هذه المنخفضات من أبرز عوامل تشكيل الظواهر الغبارية لذا فإن لها تأثير مباشر على المسارات والمصادر الغبارية”.
وتابع مدير مشروع العواصف الرملية والغبارية: “ويجري التدقيق حالياً بأثر تراجع الغطاء الحراجي في بعض المناطق على ظهور بعض المصادر الغبارية الجديدة التي كانت تعتبر في الأمس القريب مناطق شبه جافة وليست جافة”.
وأضاف “شربا”: “الضرر البيئي غير مرتجع أحياناً، وقد يأخذ وقتاً كبيراً للتعافي، لذا يجب إيلاء البيئة كامل العناية لأن حماية البيئة أقل كلفة دوماً من كلفة التعامل مع تضررها، لذا يجب التخطيط المستقبلي لزيادة المساحات الخضراء والتفكير جدياً بالحزام الأخضر لفصل المناطق الجافة والتقليل من مساحاتها”.
يُشار إلى أن مشروع مراقبة العواصف الرملية والغبارية، شراكة تضم وزارة الإدارة المحلية والبيئة، الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، الهيئة العليا للبحوث العليا، إضافةً إلى المديرية العامة للأرصاد الجوية.
ويهدف المشروع لمراقبة الظواهر الغبارية وتطوير منظومة تنبؤ وإنذار من العواصف الغبارية، إضافةً لتقديم الرؤى والحلول لمعالجة هذه الظاهرة والتقليل من آثارها.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر