العناوين الرئيسيةرياضة

قراءة في مشاركة تشرين وجبلة آسيويا

اختتم ممثلا سوريا مشاركتهما في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بخيبة جديدة، أضيفت على سجل نكسات كرتنا السورية المتلاحقة.

وبافتراض أن مباريات كأس الاتحاد الآسيوي، كانت ختام موسم مشاركاتنا الخارجية، أندية ومنتخبات، للعامين 2021/2022، فإن “القفلة”، لم تشذ عن سابقاتها، ولحق المشاركة، بأسلافها في تصفيات المونديال، تصفيات آسيا الأولمبية، وبطولة غرب آسيا للناشئين والشباب.

فرصة مهدرة
وحصد كل من تشرين وجبلة 4 نقاط فقط، لم تكن كافية لبلوغ ربع نهائي المسابقة الآسيوية، فودع الأول وصيفا، والثاني ثالثا في مجموعته، وغادر الفريقان نسخة صنفت سهلة نسبيا، كما سابقتها في العام الفائت.

وقياسا لحداثة عهد الفريقين بالمشاركة في البطولة، فإن نظامها الحالي القائم على تجمع من ثلاث مباريات، يعد الأسهل قياسا بنظام الذهاب والإياب، فخمس نقاط مثلا نالها “الرفاع الشرقي” البحريني، كانت كافية لتأهله للدور الثاني من المسابقة.

وأقيمت البطولة بهذه الشاكلة عامين متتاليين، فشلت فيهما فرقنا تشرين، الوحدة، وجبلة، باستغلال الفرصة السانحة للسير مشوارا طويلا في البطولة، وودعت جميعها منذ الدور الأول، لتنتهي المسابقة بشكلها الحالي، وتتوقف العام المقبل، على أن تعود لنظام الذهاب والإياب، ابتداء من موسم 2023/2024.

ويأتي استعراض طبيعة البطولة لتبيان حجم الفرصة السانحة التي أهدرها ممثلونا، لتصحيح مسار الأندية السورية في البطولة، بعدما قادت النتائج السيئة المتتالية منذ العام 2010 وحتى 2021، لخسارة مقعدنا المباشر في الكأس، وتحول حصتنا من مقعدين، إلى مقعد ونصف.

مرشحون
وأهدر تشرين وجبلة فرصة جيدة لتصحيح المسار، بعدما دخل الأول بشخصية بطل الدوري لثلاث مواسم متتالية، وهو أمر كاف لفرض نفسه مرشحا أقله للوصول للدور النصف نهائي، خاصة مع تعزيز الصفوف بلاعبي الخبرة، كمحمد الواكد وتامر حاج محمد.

ودخل جبلة المسابقة بتشكيلة صنفها متابعو الدوري، أقوى من تشكيلة بطل الدوري، مع تواجد أفضل صانع لعب بالدوري حسين جويد، وأفضل هداف سوري بعد العمرين، محمود البحر، في تشكيلة “النوارس”.

دورينا غير
بيد أن عوامل عدة ربما تكون قد أسهمت بخروجنا السريع من البطولة، لعل أولها شكل وطبيعة مسابقاتنا المحلية، بكل ظروفها السيئة، من تأجيلات، سوء أرضية، تراجع بالمستوى، والفساد الذي لم يعد خافيا على أحد.

ويعني ذلك أن نجوم الدوري، والفرق التي تظهر بمظهر “زعيم البطولة”، ليست بالضرورة أن تكون كذلك، ونطاقها لا يتعدى التنافس المحلي، ومن ينجح في دورينا بشكله الحالي، ليس بالضرورة أن يكون ناجحا على المستوى الإقليمي والقاري، لاختلاف الظروف كليا بين المجالين.

وليس أدل على ذلك استذكار النتائج الجيدة لأنديتنا حينما امتلكنا دوريا قويا، ففي سبع سنوات حصد الأندية المحلية لقبين قاريين مع الجيش والأهلي، وثلاث وصافات، مع الوحدة، والكرامة مرتين.

مشاكل معتادة
وزاد من طين التجهيز بلة، مارافق رحلة الفريقين للإعداد للبطولة من مشاكل، فحضر الخلاف أولا بين مدربي جبلة القديم علي بركات، والجديد التونسي صابر بن جبرية، على هوية من سيكون قائد العملية التدريبية قاريا، قبل حل الخلاف.

وفي تشرين، حضر الجدل بعد غياب اسمي نجم الفريق التاريخي ومساعد المدرب الحالي، عبد الله مندو، ومدرب اللياقة خالد مشرف، عن البعثة المتجهة للبطولة، لاعتبارات تتعلق بعدد الافراد المحدد لكل بعثة، وتفضيل إداريين أو لاعبين ليسوا بالمستوى اللازم لسد حاجة آسيوية، قياسا بحاجة الفريق لخبرة “المندو” و “المشرف”.

ضغط الدوري
كذلك، عانى الفريقان من ضغط الدوري بشكل مكثف قبل البطولة، وفي رمضان، لغاية إنهائه قبل كأس الاتحاد الآسيوي، ليتمكن الناديان من تسجيل لاعبين جدد قبل المسابقة القارية، وهنا سبب من أسباب الفشل الخارجي.

فالناديان كانا على علم بموعد البطولة سلفا، وبمشاركتهما القارية، وكان حريا بهما التعاقد مع لاعبين يضيفون للفريق، منذ الصيف الفائت، والحفاظ على لاعبيهم المهمين وعدم التفريط بهم، وفي ذلك مصلحة لهما قبل غيرهم.

التأخر بالتدعيم
ولو حدث ذلك، لتفادى الفريقان ضغط الدوري وما سببه بانهيارات لياقية عانا منها، ولكسبا انسجام تلك العناصر التي التحقت بالفريق، قبل البطولة باسبوع، وتجنبا دفع فاتورة عدم الانسجام، والذي سببه تأخر التدعيم.

وكان بالإمكان لو أنهى الفريقان تعاقداتهما سلفا، تجنب الاصطدام مع اللجنة المؤقتة حول صوابية التعاقد مع لاعبين جدد من عدمها، وما أفرزه ذلك من توتر كاد يطيح بمشاركتهما، وأثر على أجوائهما قبل أيام من البطولة، قبل حل الأمر وفق صيغة غير واضحة المعالم إلى الآن.

وأسهم تأخر التدعيم ودخول الدوري بتشكيلات غير مكتملة، بظهور الفريقين بالدوري بمظهر لم يرض كثيرا عشاقهما، فأنصار تشرين عانوا الأمرين ذهابا، قبل تصحيح المسار وحسم اللقب، بمساعدة انهيار الوثبة المفاجئ، وفقدانه قرابة 13 نقطة في 5 مباريات متتالية.

فيما عانى جبلة بالدوري وحل بمرتبة متأخرة على جدول الترتيب، وخرج مبكرا من كأس الجمهورية التي يحمل لقبها، ليدخل الفريقان البطولة بجاهزية ذهنية أقل من اللازم، ويودعا البطولة سريعا.

مقدمات = نتائج
وهكذا كانت مقدمات الفريقين في مشاركة سهلة نظريا مقارنة بنسخ سابقة، ليختتما مشوارهما القاري، بدروس لابد من الاستفادة منها في قادمات الأيام.

يذكر أن جبلة انتهى موسمه الكروي بانتهاء البطولة، فيما يستعد تشرين لاستكمال كأس الجمهورية، بلقاء الوحدة بالدور ربع النهائي.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى