“عندما تُنسج الكلمات السورية في البرازيل”… ذكرى رحيل شاعر المهجر الكبير السوري نصر سمعان
يصادف مثل هذا اليوم الثلاثاء 10 أيار من عام 1967 ذكرى رحيل الشاعر السوري الجميل نصر سمعان الذي تردد صدى كلماته فأضحت كحبلٍ من الأقحوان يمتد ما بين مدينته حمص وبطاح السامبا البرازيلية في المهجر.
ولد الشاعر الراحل نصر سليم عيسى سمعان عام 1905 في بلدة القصير بريف محافظة حمص الجنوبي، ودرس الإبتدائية فيها، ثم تابع بالمدرسة الأرثوذكسية العلمية في حمص، واستلهم من طفولته الانتماء العروبي في مدينته حمص والالتزام بعشق ثرى “أم الحجارة السود”.
هاجر الراحل “سمعان” عندما أضحى يافعاً إلى البرازيل للعمل، وكان في سن الخامسة عشر، ويومها كانت الهجرة إلى الدول الأمريكية للعمل هي هاجس جميع الشباب للبدء في بناء مستقبل يساعد على العيش تحت شعار فيما تردد “ملحمة الخبز”.
اعتكف الراحل “سمعان” إضافة لعملهِ على القراءة وتغذية النفس بكل ما تحتويه الكتب من عصير الفكر، وخاصة الدواوين الشعرية من العصر الجاهلي حتى الشعر الحديث، فكان الأدب العربي منهل لتنشئة قلمٍ قام بنقش حروفٍ شعرية مبتدأها الثقافة الأدبية ومنتهاها الموهبة والذائقة الشعرية.
كتب الشاعر الراحل “سمعان” في ساو باولو هواجس اشتياقه لوطنه وقضايا الانتماء العروبي والمناسبات الوطنية والقومية شعراً سمع صوته في بلاد السامبا وتردد الصدى في وطنه السوري الأم.
ساهم الراحل سمعان في تأسيس “العصبة الأندلسية” وهي إحدى دعائم الأدب العربي وحلقاته في البرازيل، وكان أحد أبرز الأدباء فيها حاله حال الشاعر اللبناني رشيد الخوري ومواطنه الياس فرحات ، وكان الراحل “سمعان” أبرز أدباء “النادي الحمصي” الشهير، الذي كان يعتبر أحد أكبر النوادي في بلاد المهجر.
كتب الراحل لأبرز القضايا التي أثّرت بالعرب وقضاياهم ومن ما كتب عن فلسطين:”أفلسطين قدَّستك الض.حايا
وكساكِ الخلود أسنى برودَه (عباءاته)…أنتِ في معزف الحياة نشيد.. لاتملّ الحياة من ترديدَه…أنتِ من قمّة العُلى في مكان…عين صه.يون عين حسودَه”
رحل الشاعر نصر سليم عيسى عن دنيانا في 10 أيار 1967، وفي قلبه الحنين والذكرى والشوق لبلاده وهو الذي كان يردد “قالوا أتصبوا إلى حِمصَ.. قلبي بغير هواها غير خفّاق”
ورد في معجم البابطين عن التعريف بالراحل نصر سمعان وإنتاجه الشعري ما يلي: “ديوان نصر سمعان شاعر العروبة،نسقه وأشرف على طبعه وقدم له: رشيد شكور، دار المراحل، سان باولو 1972، وله قصائد نشرت في مجلة العصبة الأندلسية، منها: (محمد، مارس 1947)، و(من ذكريات العاصي، أكتوبر 1948).
حسن الحايك_تلفزيون الخبر