في عيد الفطر.. كيلو “المعمول” بـ 100 ألف والعائلات تلجأ إلى البدائل للتوفير
ينتظر الصائمون عيد الفطر مع صعوبة الأوضاع المعيشية التي اختصرت محاولاتهم بالفرح إلى السعي وراء البحث عن البدائل، ومن أهمها صنع الحلويات بمواد بسيطة وتوفيرية في المنازل.
وقال “أبو سالم” (50 عاماً) لتلفزيون الخبر من أمام إحدى محال الحلويات بمنطقة الميدان في دمشق “تمكنت من إقناع زوجت باختيار نوعاً اقتصادياً واحداً من الحلويات، وخبزه في المنزل بدلاً من شراء المعمول من الأسواق بـ 100 ألف ليرة سورية”.
وقالت “عايدة” (40 عاماً) التي تعمل في إحدى محلات الهدايا: “في الماضي امتلأت موائدنا بالبقلاوة والنمّورة والبلورية والنهش، أما الآن اشتريت مقادير الكعك والمعمول، لكي أُرضي أطفالي، وأوفّر الكثير على جيب زوجي”.
وأضافت:” أن شراء كيلو من السميد والعجوة والجوز والسمن وخبز المعمول في البيت أوفر بكثير من شرائه جاهزاً، لان الأسعار تفوق قدرتنا على الشراء.. إذا اشترينا جاهز بنبقى كل الشهر بلا أكل” ختمت ضاحكة.
وأوضح “أبو رائد” عامل في محل حلويات في منطقة الميدان: “انخفضت نسبة إقبال المواطنين لشراء الحلويات عام 2022، حيث لجأت بعض العائلات لتحضيرها في منازلهم بدافع التوفير، في حين ارتفعت أسعار المواد الخام على أصحاب المحال مع صعوبة في تأمين الغاز، ما أدى إلى زيادة بأسعار الحلويات”.
بدوره، أكد رئيس المكتب التنفيذي في الاتحاد العام للحرفين، وأمين سر جمعية الحلويات سابقاً ماجد حقّي لتلفزيون الخبر أن “القدرة الشرائية الضعيفة للمواطنين حوّلت الحلويات إلى مادة ثانوية في الأعياد، وأعادت بهم إلى تحضيرها في المنازل”.
وأكمل “حقّي”: “عادت العائلات للتعامل مع الحلويات مثلما كان الحال منذ (70 عاماً)، حيث كانت تحضّر أنواع كثيرة منها العجوة والمعمول بالفستق والجوز في المنازل، ولكنّها كانت تستطيع شراء أنواع البقلاوة والبلورية إضافة إلى ذلك”.
وأضاف “حقّي”: “إقبال المواطنين على شراء الحلويات 20 بالمئة فقط، و(الحلونجي) لا يستطيع التلاعب بالمقادير لأن كيلو الطحين يحتاج ثلاثة واق من السمنة، ولكنّه يستطيع التلاعب بالحشوة لتخفيض سعر القطعة على الزبون”.
وقال “حقّي”: “يبحث المواطن عن التوفير، فبات يصنع كيلو المعمول في المنزل بتكلفة 35 ألف بدلاً من شرائه بـ 75 ألف ليرة سورية تقريباً في الأسواق”.
وأشار “حقّي” إلى أن “أسعار الحلويات في الأسواق تحَدَّد بحسب سعر شراء المواد الأولية، فعند شراء كيلو الفستق الحلبي بـ 100 ألف ليرة سورية، حكماً سيُباع كيلو معمول الفستق بـ 100 ألف ليرة سورية، أما البقلاوة مثلاً فسعرها الوسطي نوع جيد 65 ألف ليرة سورية، وكذلك المبرومة”.
وأضاف “حقّي”: “في الماضي بلغ سعر21 كيلو من السمنة 3000 ليرة سورية، أما في هذه الأيام، بلغ سعرها مليون و250 ألف ليرة سورية، عدا عن السمن الحيواني المكلف الذي يدخل في صنع بعض الحلويات”.
يذكر أن الوضع الاقتصادي خلال العام الجاري أثر سلباً بشكل كبير، مقارنة مع الأعوام السابقة ،على معيشة المواطنين عموما، وأرجع بهم الحال إلى اختصار الأصناف والأنواع وحتى عدد وجبات الطعام خلال اليوم.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر