العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

تعرّف على “الحوسبة السحابية” التي تتجه سوريا نحو الاستفادة منها 

قالت وزارة الاتصالات والتقانة إنها وضعت اللبنة الأولى على طريق الاستفادة من ميزات وخدمات الحوسبة السحابية التي بدأت بالدخول إلى البلدان العربية خلال السنوات الماضية.

وبدأت الوزارة مشروعاً في هذا المجال بخبرات وطنية، وتمت استضافته وتشغليه من قبل الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة وسيصبح جاهزاً للعمل على الخدمات الحكومية على الشبكة الحكومية الآمنة.

وبدوره، أوضح أستاذ المعلوماتية في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا د.كادان جمعة، لتلفزيون الخبر أنه “مع الوقت صرنا بحاجة أكثر لموارد معلوماتية، والمقصود بها التخزين والمعالجة للبيانات وهذا يتطلب شراء تجهيزات قد تكون مكلفة جداً وتحتاج لتوفر الكهرباء وكادر بشري مدرّب”.

وتؤمّن الحوسبة السحابية إمكانية استخدام التجهيزات المنتشرة بكثرة في المؤسسات والجامعات والتي لا يستفاد منها وتبقى بلا عمل لساعات طويلة، دون الحاجة لشراء حواسيب أو أجهزة جديدة.

وعرّف “جمعة” الحوسبة السحابية على أنها “نموذج عمل يسمح لنا بالوصول إلى الموارد والمصادر الحاسوبية، من تخزين، تطبيقات، خدمات، بسهولة وبجهد أقل”.

وحول وجودها في البلاد، قال “جمعة” إن “المفهوم موجود منذ ظهوره، إلا أن هناك معوقات فنية حالت دون الاستفادة منها، وبدأت سوريا بالتعاون مع الخارج لتوطين هذه التقانة، إلا أنها بحاجة لأشخاص يديرونها بشكل جيد”.

وظهر أول استخدام لمفردة “حوسبة سحابية” عام 1997، وتشير بصورة مجازية للإشارة إلى الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، القائمة على رسم السحابة المستخدم في الماضي لتمثيل شبكة الهواتف، وحديثاً لوصف وتمثيل الإنترنت في مخططات الشبكات الحاسوبية.

وأشار “جمعة” إلى أن “أول تجربة بالحوسبة السحابية حصلت في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكلنولوجيا، حيث بُنيت أول سحابة لتستضيف المستويات الثلاثة المعروفة، وهي كالتالي: الأول يقدّم البنية التحتية، كتجهيزات بمواصفات معينة لمن يرغب، والثاني يعطي ما يسمى ببيئة العمل وهي منصة لتشغيل البيانات”.

أما عن المستوى الثالث، بيّن “جمعة” أنه “مستوى تقديم البرمجيات كخدمة وهو المستوى الأعلى، وهو يحتاج لمطوّرين للبرمجيات كخدمات ليستفيد منها الآخرون”.

ويميّز الحوسبة السحابية أنها تربط المصادر أو الموارد المعلوماتية مع بعضها، وتُظهرها كمورد مجمّع لا تُكشَف تفاصيل العمليات التي تحدث داخله، مما يسّهل على المستفيد من الخدمة أخذ ما يحتاجه من مساحات تخزين أو تسهيلات برمجية بكل سلاسة. واعتبر “جمعة” أن هذا ما تقدمه اليوم كبرى الشركات وأكثرها ربحاً في العالم.

ولعب موقع “أمازون” الإلكتروني دوراً جوهرياً في تنمية الحوسبة السحابية من خلال تحديث مراكز البيانات بعد انتهاء ما يعرف ب “فقاعة الإنترنت” في بداية الألفينات، والتي كانت تستخدم قدراً ضئيلاً يُقدَّر بنحو 10% من إمكانياتها في وقتٍ واحد مثل معظم شبكات الحاسوب.

ويتطلب تقديم الخدمات السحابية وجود مراكز بيانات، تضم وفقاً لـ “جمعة”، مجموعة من التجهيزات أو الآلات المتصلة مع بعضها، والتي تعمل بشكل جيد بشروط معيارية، نستطيع تجميعها من خلال التطبيقات الخاصة او الأدوات الخاصة حتى نظهرها للآخرين كمورد معلوماتي.

واعتبر “جمعة” أن “سعي وزارة الاتصالات لإدخال الخدمات السحابية إلى سوريا هو أمر مهم للغاية، ويمكن أن نرى مجموعة من مراكز مزودي خدمة الإنترنت قد بُنيت على شكل سحابة لتقديم هذه الخدمة”.

وبيّن أن “الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لديها مركز بيانات ستفتتحه لاحقاً ليقدم هذه الخدمة، والكثير من الجهات مهتمة بها وتدرك مدى أهميتها وربحيتها”.

وأكد “جمعة” أنه “من الطبيعي أن يكون هناك ارتباط بين المشغل الثالث وميزة الـ 5G، مع الحوسبة السحابية، حيث أن الـ 5G، ستنتج عنها كميات كبيرة من البيانات وبحاجة إلى معالجات كثيرة وهذا ما ستوفره الحوسبة السحابية”.

وأشار إلى أن “التحول الرقمي والتقانات الجديدة، مثل الذكاء الصنعي وما يُعرف بـ “سلسلة الكتل” والتي تعد العملات الرقمية إحدى تطبيقاتها، فهي مترابطة مع بعضها وتحتاج حتى تدخل إلى سوريا حجم بيانات كبيرة وموارد معلوماتية كبيرة يمكن أن تؤمّنها الحوسبة السحابية”.

وتُوفّر الحوسبة السحابية مساحات كبيرة، وإمكانية إجراء نسخ احتياطي لمراكز البيانات وحمايتها في حال حدوث أي مشكلة، بالإضافة لقدرات معالجة كبيرة، وتواصل هام بين الموارد.

وأورد “جمعة” أن “دخول سوريا إلى عالم العملة الرقمية إحدى تطبيقات تقنية (سلسلة الكتل) آنفة الذكر، متعلق بقرار حكومي، وهو ضروري لأنه يساعد في مسائل مثل السجل الصحي للمواطنين على المستوى الوطني، وحماية التعاملات العقارية، وغيرها من التطبيقات التي باتت موجودة في دول أخرى مثل الإمارات وتأخرت سوريا في مواكبتها”.

وختم “جمعة” بالتأكيد على “أهمية رفع مستوى التوعية حول أهمية هذه التقنيات، ليس فقط عبر للإعلام والمؤسسات البحثية، وإنما لمعظم الجهات العامة التي يمكن أن تخفف عنها هذه التقنيات أعباء كثيرة”.

يذكر أن وزارة الاتصالات بيّنت أن هناك خطوات لاحقة في هذا المجال، خلال العام الحالي حتى الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها الشركات والمؤسسات والكيانات وحتى الأفراد الاستفادة من الحوسبة السحابية.

وهاج عزام – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى