العناوين الرئيسيةفلاش

وزير الإدارة المحلية “يكرُّم” الغطّاس الذي خاطر بحياته في حلب.. والغطّاس لم يسمع بالتكريم

مضى أكثر من أسبوع على قيام أحد غطّاسي فوج إطفاء حلب بانتشال جثة يافع سقط في بئر بريف المحافظة، ولاقى الغطّاس عبد السلام دباغ احتفاءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً للظروف الصعبة التي نفذ فيها المهمة.

ويعاني “دبّاغ”، البالغ من العمر 52 عاماً، من عدة مشاكل صحيّة كارتفاع ضغط الدم، وضعف حركة القلب واختلال في الشريان المغذي للعين، ما يجعل تنفيذ مهمة النزول إلى بئر بعمق 63 متراً، يشكل تهديداً صحيّاً له.ض

وينفذ هذه المهام عادةً غطّاسون لم يتجاوزوا الأربعين من العمر، لقدرتهم على التحمّل والمناورة أكثر، بحسب مدير الإطفاء في وزارة الإدارة المحلية العميد سعود رميلة في حديث لتلفزيون الخبر.

ودفع عدم تواجد غطّاسين شباب في فوج الإطفاء بـ “دبّاغ” لأن ينفذ المهمة متجاهلاً مخاطرها، وحول ذلك قال مدير الإطفاء، إن “قيام الغطّاس بالتطوع لانتشال جثة اليافع، جاء لكونه يمتلك خبرة في هذا المجال، أكثر من غيره من الغطّاسين في الفوج”.

وأضاف “رميلة” أن “هذا العمل هو واجب على عناصر الإطفاء، وهم يقومون به على امتداد الأراضي السورية بشكل يومي، سواء بالحريق أو الغريق”.

صعوبة المهمة والخطورة الكبيرة التي شكّلتها على حياة الغطّاس، دفعتنا للسؤال عن تكريمٍ أو مكافأة قد تُمنَح في مثل هذه الحالات، وأجاب مدير الإطفاء في الوزارة أنه “تم توجيه ثناء باسم وزير الإدارة المحلية، كما أن المحافظة ومجلس المدينة لا يقصّرون في مثل هذه الحالات”.

من جانبه أكد الغطّاس عبد السلام دبّاغ في حديث لتلفزيون الخبر، أنه لم يتلقَ تكريماً من أي جهة رسمية يتبع لها، أو حتى برقية ثناء، بعد أن مضى على الحادثة حوالي الأسبوع، وإنما حصل على تكريم ماديّ من جهة خاصة”.

وشكر “دبّاغ” زملاءه، واعتبر أن “نجاحه بالمهمة كان بفضل مساعدتهم، وأن عمل الفوج متكامل ولا يتم دون جهد الجماعة”.

ومن جانبه، أكد قائد فوج إطفاء حلب العقيد محسن كناني لتلفزيون الخبر، إنه “لم يتم تكريم أي عنصر من المساهمين بعملية انتشال جثة اليافع من قبل الوزارة أو الفوج، حتى الآن”.

وأضاف “كناني” أنه “ينتظر عادةً تكريماً من المحافظة أو مجلس المدينة، وفي حال لم يحدث خلال عدة أيام، يبادر لتكريم العناصر بنفسه”.

وأشار إلى أن “الفوج لديه 6 غطّاسين بأعمار متقدمة، وسبب النقص في الفئة الشابة خاصةً، يعود لعدم تقدّم متطوعين لهذا الاختصاص”.

وبيّن “كناني” أن “الفوج سيرسل اثنين من عناصره خلال صيف هذا العام، لتلقي تدريبات في القاعدة البحرية في اللاذقية لتفادي هذا النقص”.

يذكر أن فوج إطفاء حلب عاتب عبر صفحته على “فيسبوك” وسائل الإعلام على عدم تغطية الحادثة وإعطائها الأهمية، وقارن ذلك مع التفاعل الكبير الذي أثارته قضية الطفل المغربي ريّان الذي توفي بعد سقوطه في بئر.

واعتبر الفوج أن الغطّاس عبد السلام دبّاغ أنجز المهمة خلال وقتٍ قياسي قُدّر بـ 54 دقيقة، رغم الإمكانيات المحدودة وظروف العمل الصعبة.

وهاج عزام – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى