العناوين الرئيسيةمحليات

معلمة من جبلة تكسر النمطية وتسلم “الجلاء المدرسي” لطالبتها المريضة في منزلها

مازال لمعلم ستينيات القرن الماضي مكانةَ مهمةَ لدى الكثيرين، المعلم الذي كان يطوف على بيوت الطلبة مساءَ، ليطمئن على دراستهم، ومتابعتهم لواجباتهم اليومية، الذي يجلس مع العائلة كشخص قريب منهم، يبحث معهم سبل التعاون الخاصة بتربية الطفل، يطمأن على صحتهم ويشجعهم باهتماماتهم، فكان مثالاَ لجميع من درّسهم.

حيث كسرت المعلمة “حلا حمود” البروتوكول المتبع في مدارس البلاد، في يوم تسليم “الجلاءات”، التي من المفترض أن تعطى للطلاب في المدرسة، حيث زارت المعلمة طالبتها من الصف الأول التي تعاني جراء مرض مؤلم، في منزلها بمدينة جبلة.

وقالت المعلمة حلا، لتلفزيون الخبر: “مريم طالبتي المتفوقة، في الصف الأول بمدرسة العزة في جبلة، أجبرها مرضها، على الغياب عن المدرسة لعدة أسابيع، وترك مكانها فراغ كبير بالصف”.

وعن زيارتها لمنزل “مريم”، قالت المعلمة التي مضى على ممارستها المهنة حوالي العشر سنوات: “منذ بدأت بمهنتي كمعلمة، أحببت أن أكون قريبة من الطالب، وألا يقتصر عملي على القاعة الدرسية والتعليم، فالمعلم له أثر كبير في المرحلة العمرية للطالب أخلاقياَ ونفسياَ، فكان هذا سبب واضح لقيامي بالزيارة”.

وتابعت المعلمة: “السبب الآخر لزيارتي هو مرض الطفلة، الذي آلمني جداَ، بعد كل معاناتها، كان أبسط مايمكن أن أقدمه، هو رسم بسمة على فمها، علها تنسى أيام المستشفى وآلام العلاج المستمر”.

وأضافت “استقبلتني طالبتي بفرح وحب شديدين، سلمتها جلاءها وشهادة التفوق وهديتها بعد تعاون كبير من قبل إدارتي في مدرسة “العزة” بجبلة، لإكمال هذه الفرحة”.

وأكملت المعلمة “أخبرت مريم بأني ورفاقها بانتظارها في المدرسة، فهذا يحفزها بالتغلب على آلامها وتعبها، طلبت عائلتها مني بأن أنصح الطفلة بالغذاء الجيد وتناول الأدوية بشكل منتظم، كونها تحبني على حد قولهم.”

وختمت المعلمة “حلا” “أطفالنا كنزنا، والمدرسة هي الأسرة الثانية للطفل، وفيها يبني شخصيته، و”مريم” ستكون أقوى على المرض بمحيط محب لها”.

وأشارت إلى أنه “من المفترض أن يكون في كل مدرسة مشرف صحي خريج تمريض على أقل تقدير، ليكون الكتف الذي يتكئ عليه الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، وهجمات آلمية، تحتاج لإسعافات أولية سريعة.”

وتؤكد دراسات أن للمعلم الدور الأبرز في تنمية تلاميذه، والارتقاء بهم ورفع مستواهم الفكري والثقافي، وتنمية قدراتهم الإبداعية، إضافة إلى إكسابهم الثقة بالنفس وتحفيزهم على النجاح وغرس المحبة والقيم المجتمعية السليمة في نفوسهم، كون المعلم يكمل دور الأسرة بتحقيق التوازن المطلوب في شخصية الطالب.

شذى يوسف – تلفزيون الخبر- اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى