تهم متبادلة بين سوق الهال والتجار.. من رفع أسعار الخضار؟
لا تزال أسعار الخضار في الأسواق السورية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، وتشكّل عبئاً إضافياً على جيوب المواطنين، التي باتت تفرغها أساسيات الحياة اليومية.
وارتفعت أسعار الخضروات بنسبة تتجاوز ال 100% و200% في بعض الأحيان مع بداية العام الجديد، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الفائت.
وكانت تبلغ قيمة بعض أصناف الخضار في الأشهر الثلاثة الماضية بسوق الهال وفق التالي: 1000 ليرة لكيلو الباذنجان، البندورة بين 400 و600 ليرة، الفليفلة 110 ليرة”.
ورصد تلفزيون الخبر بعض الأسعار في سوق الهال في الشهر الحالي، حيث تراوحت البندورة بين 1300 و 1800 ليرة، والباذنجان بين 2500 إلى 3000 ليرة، والفليفلة تجاوزت ال 3000 ليرة في سوق الهال.
ويقول أحد الباعة في منطقة المزة 86 بدمشق لتلفزيون الخبر، إن “أقل فاتورة لبيع الخضار في بقاليته باتت تتجاوز ال 5000 ليرة، حتى ولو كان يبيعها ب الحبة، فالبندورة تجاوز سعرها 3000 ليرة، والفليفلة تتراوح بين 3500 و 4000، والباذنجان والكوسا والخيار لا تهبط عن ال 3000 ليرة”.
واعتبر البائع أن “تجّار سوق الهال قرروا رفع الدعم عن المواطنين كما فعلت الحكومة، وبالتالي ارتفعت أسعار معظم الخضروات بالتزامن مع قرارات الاستبعاد من الدعم قبل حوالي الأسبوع”.
وينفي أحد تجّار الجملة في سوق الهال بالزبلطاني، في حديثه لتلفزيون الخبر، قيام التجار في السوق برفع الأسعار من تلقاء أنفسهم، وقال “إنهم تفاجأوا بالأسعار التي طلبها الفلاحون مؤخراً لقاء خضارهم”.
وبيّن التاجر أن “هامش الربح الذي يحققه التجار في السوق محدود قياساً بالتكاليف التي يتحملونها من النقل والتعبئة وأجور العمال”.
واعتبر أن الباعة خارج السوق دائماً ما يرجعون أسباب ارتفاع الأسعار ل “مزاج تجار سوق الهال”.
من جانبه، قال عضو لجنة تجار ومصدّري سوق الهال أسامة قزيز، لتلفزيون الخبر إن “سبب ارتفاع أسعار الخضار حالياً يعود لكونها خضاراً شتوية، وكلّها تنتج ضمن بيوت بلاستيكية محمية وتكاليفها مرتفعة”.
وأضاف “قزيز” أن “موجة الصقيع التي ضربت البلاد مؤخراً، زادت الأمر سوءاً، إذ أتلفت ما يعادل 20% من المحاصيل، وما تبقى توقّف نموه، فعلى سبيل المثال البندورة لم تعد تحمرّ، والزهرة بقي حجمها صغيراً”.
وأوضح “قزيز” أن “البيت البلاستيكي الذي كان يعطي مثلاً بالأسبوع 30 صندوق بندورة، بات يعطي بعد موجة الصقيع صندوقين فقط، وقسّ على ذلك محاصيل الباذنجان والكوسا والزهرة”.
وفقدت المناطق التي أصابتها موجات الصقيع وخاصة في المنطقة الساحلية، حوالي 60% من إنتاجها وفقاً ل “قزيز”، فبدلاً من أن يصل لسوق الهال يومياً 50 طن زهرة بات يصل 12 طن، وبدل 200 – 250 طن بندورة يصل فقط 30 طن.
وتابع “قزيز” حديثه بالقول إن “عودة الانخفاض لأسعار الخضار يحتاج لمضي وقت قد يزيد عن 15 يوماً، بعد مضي موجات البرد واستقرار الطقس، حتى تنتج المحاصيل من جديد وتؤمّن الوفرة.”
ويأمل “قزيز” أن يتحقق ذلك خلال ما يعرف ب “الفصل الثاني” من الإنتاج، الذي يبدأ في أوائل شهر آذار المقبل.
وعن حال الفواكه أشار “قزيز” إلى أنها “تضررت بفعل موجة الصقيع لكن بنسبة أقل من الخضار، لأن معظمها مخزّن في البرادات كالرمّان مثلاً، وأما الحمضيات فأوراقها تحميها”.
لذلك فإن أسعار الفواكه الآن في سوق الهال منخفضة ومستقرة حسب ما رصد تلفزيون الخبر في جولته هناك.
وسجلت أسعار البرتقال أبو صرة في سوق الهال ما بين 450 إلى 900 ليرة، بينما أسعار الفريز بين 1200 إلى 2200 ليرة.
وأردف “قزيز” أن “أسعار التفاح مثلاً منخفضة، لأن الأنواع الجيدة لا تنزل إلى الأسواق في هذه الفترة، والسوق ممتلئة الآن بالنخب الثاني وحتى الرابع بأسعار تتراوح بين 700 و 1200 ليرة، بينما الأول والممتاز يتواجد بشكل قليل وأسعاره بين 1800 و 2500 ليرة”.
وعزا “قزيز” ذلك إلى أن “النخب الممتاز والأول يُخزّنان بالبرادات ويتم الاعتناء بهما، ليتم لاحقاً طرحهما إما للتصدير، أو لتلبية حاجات أسواق معينة داخلياً”.
وقال “قزيز” إن “مستهلكنا يشتري بضاعة تتناسب مع دخله، لذا فتتجه الأصناف الممتازة، إذا لم تُصدّر، إلى أسواق معينة بقلب المدينة، أو للمطاعم والمولات والفعاليات الفاخرة”.
وبالحديث عن تراجع تصدير الخضار والفواكه مؤخراً، أفاد “قزيز” أن ” المحاصيل المصرية من خضار وفواكه غطت حاجة السوق الخليجية والعراقية، على حساب محاصيل الأردن وسوريا”.
وأضاف أنه “من حوالي 10 أيام تعرضت البندورة الأردنية لموجة صقيع أقسى من التي ضربت محاصيلنا، ما أدى لتضرر ضخ محاصيلها نحو الخليج والعراق.”
وباتت المحاصيل المصرية أكثر رغبة حسب “قزيز”، لكون السوق هناك أكثر استقراراً، وأسعاره منخفضة نوعاً ما، كما أن طريقة وصول المحاصيل أسهل قياساً بالخضار والفواكه السورية.
وختم “قزيز” حديثه بالقول إن “تصدير كميات من الخضار والفواكه الآن من المنتجات المحلية، سيزيد من أسعارها بسبب محدودية الكميات المنتجة، لذلك هناك إحجام عنه”.
يذكر أن صادرات الخضار والفواكه إلى دول الخليج والعراق، تراجعت في تشرين الأول الفائت بنسبة تجاوزت 60%، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة قرار إيقاف تصدير البطاطا قبلها بشهر تقريباً.
وهاج عزام – تلفزيون الخبر