التصريحات الأكثر غرابة في 2021.. منافسة شرسة بين وزارتي حماية المستهلك والكهرباء!
فوجئ الرأي العام فى سوريا خلال 2021 بتصريحاتٍ وقرارات مثيرة وغريبة على لسان بعض المسؤولين، نستعرض أبرزها وفقاً لتفاعل السوريين معها عبر منصّات التواصل الاجتماعي.
من التصريحات الحكومية الغريبة التي سجّلت هذا العام، ما قاله وزير الكهرباء، غسان الزامل، حول أسباب زيادة ساعات التقنين خلال الفترة الأخيرة حيث وصلت لأكثر من 20 ساعة انقطاع يومياً.
واعتبر وزير الكهرباء أن “الكثير من الأدوات الكهربائية المستخدمة في المنازل ذات نوعيات رديئة وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، والجدوى منها قليلة، ما ينعكس بشكلٍ سلبي على زيادة الاستهلاك”.
وأضاف وزير الكهرباء: “لذلك طلبت من وزارة الاقتصاد وقف استيراد قائمة من الأدوات الكهربائية ريثما يتحسّن وضع الإنتاج”، ليثير بذلك موجة من الانتقادات من قبل السوريين عبر منصّات التواصل الاجتماعي، على مبدأ: “افرشولنا بيوتنا بما يرضيكم؟! “.
ومن التصريحات الحكومية التي أثارت دهشة السوريين خلال 2021 أيضاً، تحذيرات أطلقتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك للمواطنين من صفحات تحاول زعزعة العلاقة بين وزارتي النفط وحماية المستهلك إضافةً إلى بث روح التفرقة بينهما.
تحذيرات وزارة التجارة من التفريق بينها وبين وزارة النفط، جاءت على وجه التحديد حول موضوعات تتعلّق بملف “توزيع مازوت التدفئة”، لتأتي الردود على ذلك من قبيل: “إيه.. الله لا يجيب فراق بيناتكن”.
ولم تخل الحادثة الأبرز لعام 2021 واقعة “تسرّب الفيول” في بانياس، من التصريحات الغريبة، ففي الوقت الذي وصل به التلوّث النفطي إلى شواطئ اللاذقية شمالاً، ورصد البقع عبر الأقمار الصناعية، ورد تصريح لوزير الكهرباء يؤكّد به أنّ: “الصور المتداولة مزيفة”.
وزير الكهرباء أضاف حول موضوع تسرب الفيول أن “الكمية المتسرّبة لا يمكن أن تكون أكثر من 4 طن فيول كحد أعلى”، ما دفع المتابعين لطرح كثير من إشارات الاستفهام نتيجة المقارنة بين تصريحات المعنيين من جهة، والصور وكلام الاختصاصيين من جهة أخرى.
ومن التصريحات المُثيرة للدهشة خلال 2021 أيضاً دعوة مدير عام شركة كهرباء طرطوس “عبد الحميد منصور” المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية حتى يستطيعوا الاستفادة من ساعة كهرباء كاملة بدلاً من نصف ساعة فقط.
ومن القرارات التي أثارت الجدل وطغت عليها سمة “الغرابة” القرار الذي سمح لمعامل الألبان والأجبان تصنيع منتجات “أشباه الألبان والأجبان”، وتعريفها بأنها “منتجات غذائية يدخل في تركيبها الأساسي الحليب ومشتقاته ويضاف إليه حسب الرغبة الزيوت النباتية غير المهدرجة، النشاء المعدل، أملاح استحلاب، منكهات غذائية مسموحة”.
واشترطت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على المعامل في قرارها “عدم خلط” خطوط إنتاجها من منتجات الألبان، بمنتجات “أشباه الألبان” وعدم تسمية تلك المنتجات بأسماء منتجات الحليب كاللبن واللبنة، واستبدالها بمصطلحات تتناسب مع طبيعة المادة مثل: “كريم مالح، حامض قابل للدهن، تركيبة، قوالب تغطية.. وغيرها”.
وثمة من رأى أنّ القرار هو نوع من “شرعنة الغش” إذ أن اللبن المغشوش موجود في الأسواق وبكثرة، وثمة إقبال عليه نتيجة عدم القدرة على شراء الأفضل، ليتم لاحقاً تجميد هذا القرار بقرار وزاري آخر بينما يتم التوسّع بدراسته مع الجهات المعنية بالأمر.
وفي 4 تشرين الأول حددت وزارة التجارة الداخلية و حماية المستهلك تسعيرة جديدة لأسعار “الدخان الوطني”، وسعرت بموجبه باكيت “الحمرا الطويلة” بـ 725 ل.س فقط لا غير، مع الإشارة إلى تطبيق أشد العقوبات بحق المخالفين.
والمثير للغرابة أنّ القرار لم يتعدى كونه حبر على ورق، ولم ينظر إليه جديّاً حتى من قبل صاحب أصغر “ميني ماركت” في هذه البلاد، حيث يباع الدخان الوطني بأسعار تفوق الأسعار المحددة بنحو الضعف.
لتتصدّر تصريحات حول كيس الخبز واحتماليّة أن يكون “مسرطن” قائمة التصريحات الأكثر غرابة خلال 2021، ولسان حال المواطن يقول: “وأنتوا أجيتوا صاحيين؟”، قبل أن تُعلن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نتائج التحاليل التي تمّت من قبل هيئة الطاقة الذرية السورية، بأنّ: “كيس الخبز لا يحوي أي مواد سامة أو مسرطنة”.
وبعد هذه المنافسة بغرابة التصريحات، ووقعها على المواطن “غير المُهيّئ”، تجدر الإشارة إلى أنّ 2021 لم تنته قبل أن تقر رئاسة مجلس الوزراء تشكيل لجنة دعم إعلامي من مهامها تهيئة الرأي العام قبل صدور قرارات تتعلّق بمعيشة المواطن، إضافةً إلى توحيد الخطاب الإعلامي والمعرفي الموجّه إليه.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر