عزف النشيد الوطني قبل المباريات..بين الحماس والوطنية والطرائف
تحفل مباريات كرة القدم، بالعديد من اللحظات الحماسية، واللقطات اللافتة، والتي تمنح اللعبة روحها ورونقها الخاص، من احتفال صاخب هنا، أو تفاعل مع الجماهير هناك، إلى غضب أحدهم من قرار تحكيمي أو تبديل فني.
ويتفاعل الجمهور المتابع لأي مباراة مع تلك اللقطات، حيث يرتفع “الأدرينالين”، وتتعزز فكرة الانتماء للكيان، فيتحد المشجع مع روح اللاعب، وكأنه هو من في أرض الملعب.
وفي المباريات الدولية بين المنتخبات، يعتبر عزف النشيد الوطني لدولة كل منتخب قبل المباراة، إحدى أهم اللقطات المليئة بالعاطفة، والدراما، وشغف الانتماء، والروح الوطنية.
ومن من متابعي كرة القدم، لم يتغن بجمالية عزف النشيد الوطني لإيطاليا مثلا قبل بدء مبارياتها، ولم يستمتع بأداء لاعبي “الآزوري”، لنشيد بلادهم بكل ما أوتوا، من اندفاع وحماس وقوة.
وتوصل فريق بحثي من جامعة “ستافوردشاير” البريطانية إلى أن حماسة اللاعبين أثناء غناء النشيد الوطني ترجح فوز الفريق بالمباراة، لناحية مشاركة كل لاعبي الفريق في الغناء، قوة الصوت، تعبيرات الوجه، ومدى تلاحم اللاعبين أثناء عزف موسيقى النشيد.
وتختلف طريقة تحية العلم في الملاعب أثناء عزف النشيد، بين دولة وأخرى، باختلاف ثقافة تحية العلم لكل دولة، فيضع البعض يده على الشعار، في حين يضع لاعبو دول أخرى أيديهم على قلوبهم أثناء ترديد النشيد.
ويحيي بعض لاعبي المنتخبات الوطنية علم بلادهم من خلال تكاتف اللاعبين أثناء العزف، أو إمساكهم بيدي بعضهم على شكل سلسلة بشرية، وقد يتوجه لاعبو بعض الدول إلى العلم بنصف استدارة، أو أن يضعوا أيديهم بشكل مستقيم على صدورهم.
ويحفل تاريخ كرة القدم بالعديد من المحطات اللافتة لوقائع حدثت أثناء عزف النشيد الوطني للمنتخبات، حيث التقطت عدسات الكاميرات عدة حركات للاعبين خلال تحية العلم، أثارت لاحقا جدلاً واسعاً.
وتعرض الألماني مسعود أوزيل، للعديد من الانتقادات، بسبب تخلفه عن أداء النشيد الوطني الألماني، حيث لا يحبذ اللاعب ذو الأصول التركية، بدء اللقاء بغير ترديد الدعاء، وفقا لما صرح به.
وأظهرت مؤخرا لقطات مصورة، قيام 4 من لاعبي منتخب المغرب، بالضحك أثناء ترديد النشيد الوطني، قبل لقاء غينيا بيساو، ما جعلهم في مرمى الانتقادات الشديدة من الإعلام المغربي.
كما فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غرامة مالية على الاتحاد الفرنسي بسبب عزف نشيد أندورا بدلا من البانيا، قبل مواجهة المنتخبين ضمن تصفيات يورو 2020.
ويثير حارس ريال مدريد “تيبو كورتوا” الجدل، بسبب تصرفاته أثناء عزف نشيد بلاده بلجيكا، حيث ظهر في أكثر من لقطة، وهو يقوم بوضع يده على وجهه، وكأنه يفكر، عند عزف النشيد.
والطريف أن منتخب جبل طارق، حقق انتصاره الرسمي الأول بالتاريخ، على حساب أرمينيا، عام 2018، بعدما عزف نشيد دولة “ليشتنشتاين” بدلا من نشيد جبل طارق، قبل اللقاء، فيما بدا أنه فأل حسن على الدولة المغمورة كرويا.
وسبق لجوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق، أن اقترح في العام 2005، التوقف عن عزف النشيد الوطني قبل المباريات الدولية، لما تسببه صافرات الاستهجان التي تنفذها الجماهير، تجاه نشيد الخصم، من توترات وحساسيات في اللقاء.
وجاء اقتراح بلاتر بعدما اشتبك لاعبو ومسؤولو فريقي سويسرا وتركيا بالأيدي عقب مباراة بينهما، خلال تصفيات مونديال 2006، حيث أكد ممثلو الفريقين أن الدافع الحقيقي وراء هذا الاشتباك هو تهكم مشجعي كل فريق على النشيد الوطني للفريق الآخر.
يذكر أن الأناشيد الوطنية اكتسبت أهميتها في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، إلا أن تاريخ بعضها أقدم من ذلك بكثير أصلاً، حيث يعتبر النشيد الوطني الهولندي أقدم الأناشيد الوطنية في العالم.
تلفزيون الخبر