أبرز ما جاء في حديث الرئيس الأسد مع موقع “ياهو نيوز” الأميركي
وأوضح الأسد في رده على سؤال حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول اللاجئين والمهاجرين أن “هذه القضية أمريكية تتعلق بسيادة الأمة الأمريكية، ولكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها، لكن مسؤوليتي كرئيس، ليست في أن أطلب من أي رئيس أن يسمح للسوريين بأن يدخلوا بلده ويصبحوا لاجئين فيه”.
وتابع الرئيس الأسد: “مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سوريا ليجدوا ملاذا في بلدهم، وبالتالي لن أناقش ما إذا كان هذا صحيحاً أو خاطئاً فهذه قضية أمريكية”.
وأشار الأسد إلى أنه “يمكن لبعض اللاجئين أن يكونوا على صلة بالارهاب، و يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات بالطبع، صوراً لأولئك الإرهابيين في سوريا يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب”.
وبين الرئيس الأسد في حديثه عن عدد الإرهابيين الموجودين بين 4.8 مليون لاجئ سوري أنه “لا أحد لديه أي رقم عن هؤلاء، ولا أحد يعلم، لأن لا أحد يعرف جميع الإرهابيين كي يستنتج نسبتهم، لا أحد على الاطلاق”.
وأضاف: “الأمر لا يتعلق بكبر عدد الإرهابيين المتواجدين بين اللاجئين، فهجوم الحادي عشر من أيلول ارتكبه 15 إرهابياً فقط من بين ملايين المهاجرين، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بالعدد، بل بالنوعية والنوايا”.
وأكد الرئيس بشار الأسد أن “الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية لأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته”.
وتطرق الرئيس الأسد في مقابلته مع موقع ياهو نيوز الالكتروني إلى أمور عدة، أبرزها المناطق الآمنة للسوريين، حيث قال في ذلك: “إن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن وعندما لا يكون هناك إرهابيون وتدفق ودعم لهم من قبل الدول المجاورة والدول الغربية وعندها يمكن أن يكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا”.
وأضاف الأسد أن “الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس مناطق آمنة”، مشيراً إلى أنها “ليست فكرة واقعية على الإطلاق”.
واعتبر الرئيس الأسد أن “أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج تقارباً بين الروس والأمريكيين وهذا جوهري جداً ليس فقط بالنسبة لسوريا”.
كما لفت الرئيس الأسد إلى أنه “من المعيب أن تنشر منظمة العفو الدولية تقريراً دون دليل على الإطلاق مؤكدا أن التقارير التي تنشرها المنظمة تضع مصداقيتها موضع الشك وهي دائما منحازة ومسيسة”.
وقال الرئيس الأسد في سياق حديثه عن الوجود الروسي في سوريا: “نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأمريكيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد اخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد.”
وأردف: “لا تستطيع التحدث عن إرسال قوات إذا لم تكن صادقاً،ولم يكن لك موقف سياسي واضح ليس فقط حيال الإرهاب بل أيضا حيال سيادة سوريا ووحدتها، كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الثقة وعندها تستطيع إرسال قواتك.”
متابعاً: “هذا ما حدث مع الروس، إنهم لم يرسلوا قواتهم وحسب، أولا هناك موقف سياسي واضح فيما يتصل بتلك العوامل وعندها بات بوسع الروس أن يأتوا وأن ينجحوا في محاربة الإرهاب.”
وتحدث الرئيس الأسد عن أسباب نزوح السوريين الذي عزاه لسببين قائلاً:” السوريون نزحوا لسببين، أولهما الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج، ثانياً، الحصار المفروض على سورية، والعديد من الناس لم يغادروا سوريا فقط بسبب القضايا الأمنية، دمشق آمنة اليوم والحياة طبيعية تقريبا ولو ليس بشكل كامل”.
وأجاب الرئيس الأسد رداً على سؤال حول ادعاءات منظمة العفو الدولية بوجود انتهاكات انسانية في سجن صيدنايا: “منظمة العفو الدولية تعرف عن سوريا أكثر مما أعرف أنا.. طبقا لما تقوله.. لا.. هذا غير صحيح.. فهم لم يأتوا إلى سوريا.. ويضعون تقاريرهم استنادا إلى مزاعمهم.”
وأكمل: “يمكن للمنظمة إحضار أي شخص، بصرف النظر عمن يكون، تستطيع أن تزور أي شيء هذه الأيام ونحن نعيش في حقبة الأخبار المزيفة، كما تعرف.. والجميع يعرف هذا.. ولذلك.. لا ينبغي أن نعتمد على هذا”.
كما أكد الرئيس الأسد على أن “كل مؤسسة أمريكية كانت خلال الأزمة السورية ضد الواقع.. كانت عكس الحقيقة.. إنها ليست مؤسسة سورية.. ونحن لا نكترث لما يقولونه.. بالنسبة لي ما أكترث له هو التقارير التي تصلني من السوريين.. وقد أجرينا تحقيقاتنا.. لأن هناك العديد من الادعاءات المتعلقة ليس بجرائم جماعية.. بل بأفعال فردية.. ونحن نحقق بالعديد منها.. وقد تمت معاقبة العديد من الأشخاص.. لكن هذا يحدث في كل حرب.”
ووصف الرئيس الأسد الحرب في حواره قائلاً: “كل حرب هي حرب سيئة.. لا تستطيع التحدث عن حرب جيدة.. في كل حرب يسقط ضحايا.. وفي كل حرب يدفع الناس الأبرياء الثمن.. هذا هو الأمر السيئء في الحرب.. ولهذا نريد أن ننهي هذه الحرب.. لكن سقوط الضحايا لا يعني ألا ندافع عن بلدنا ضد الإرهابيين وضد الغزو الخارجي من خلال أولئك الذين يعملون وكلاء لدول أجنبية..”