“المبيضة والخناق” عقابيل موجة كورونا الرابعة محلياً.. واختصاصي: “حاضرة يومياً في عياداتنا”
كشف اختصاصي الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي، الأستاذ في كلية الطب بجامعة حماة، الدكتور محمد يوسف حسن، تفشّي حالات الإصابة بالمبيضات والخناق الحلئي بشكل ملحوظ، كردة فعل مناعيّة عند الإصابة بفيروس كورونا، حسب ما صرّح به لتلفزيون الخبر.
وبهذا الخصوص، قال حسن: “تتضمّن الإصابة بفيروس كورونا طيفاً من الأدوية المستخدمة في العلاج، والتي يترتب عليها العديد من الآثار الجانبية، في ظل إنشغال الجهاز المناعي للجسم بمقاومة الفيروس”.
وأضاف: “بعض الأطباء والصيادلة يُسرفون في وصف الصادات الحيوية واسعة الطيف الجرثومي، والتي تقضي على النبيت الجرثومي الطبيعي في جسم الإنسان، الموجود في جوف الفم والأنف والقناة الهضمية، ويلعب دور هام في التوازن الحيوي الموضعي”.
وتابع: “عند فقدانه، تغدو الفرصة سانحة لنمو عضيات ممرضة كالفطريات (ومنها المبيضات بشكل شائع والفطر العفني الأسود بشكل أقل…)، إضافةً إلى عضيات أخرى مثل الفيروسات الحلئية”.
وأشار إلى أن: “العضيات المذكورة تستغل فرصة الإنشغال المناعي للجسم بمواجهة الفيروس خلال الإصابة، والإنهاك الناتج عنه، لتتكاثر وتُعطي مظاهر مرضية عدة تزيد من معاناة المريض”.
وحول شدة الانتشار والأعراض، قال حسن: “فطر المبيضات شائع بشكل ملحوظ يفوق الفطر الأسود، وتشيع الإصابة عادةً بجوف الفم والبلعوم، وتسبب صعوبة في البلع وألم حلق، إضافة إلى ارتفاع في الحرارة”.
وعن آليّة الاستطباب، أجاب: “العلاج يكون باستخدام مضادات فطور موضعة أو مضادات فيروسيّة لمواجهة فيروس الحلأ بشكليها الموضع والجهازي (عبر الفم)”.
وأضاف: “مضادات الفطور المُستخدمة هي النيسناتين – الفلوكونازول – الاتراكونازول – الكيتوكونازول، أمّا الأمفوتيريسين فهو خاص بمواجهة (الفطر الأسود)، ومن مضادات الفيروسات الشائعة: الأسايكلوفير”.
وأوضح: “هذه الإصابات بمجملها سهلة التدبير وسريعة الاستجابة في حال التشخيص المبكر، ولا يشمل ذلك الإصابة بالفطر الأسود بطبيعة الحال”.
وأشار إلى أن: “الإصابة بالفطر الأسود تحتاج وقتاً أطول لتحقيق الشفاء، وتتطلب ضبطاً لعوامل الخطر الأساسية كالداء السكري، وتنسيقاً بين العلاج الداخلي (الطب الباطني) والجراحي (التنضير الجراحي بتجريف مناطق الإصابة)”.
ونوّه بأن: “نسب الوفيات بالفطر الأسود عالية، أما الإصابة بالمبيضات والفيروسات الحلئية فهي سهلة إلى حد ما”.
وتابع حسن بالقول: “تُشاهد الإصابات بالمبيضات يومياً في عياداتنا، أما الإصابة بالخناق الحلئي فتصنّف على أنها أندر وأشد، كما أن هذه التشخيصات متواترة سابقاً، لكن تمّ لحظها بشكل غير مسبوق خلال هذه الموجة بسبب العدد الكبير للإصابات”.
يُذكر أن الشائع للتشخيص بعدوى هذه الفيروسات ظهور فطريات بيضاء على شكل بقع تطال سطح اللسان، الحلق، والبلعوم.
تجدر الإشارة إلى أن غزو “كانديدا” والمعروفة بالمبيضة
تتم السيطرة عليه غالباً، لكن في بعض الحالات كالمرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، قد تغزو المبيضة النسج العميقة إضافة إلى الدّم، وتُسبِّب داء المبيضات الجهازي الذي يُهدِّد الحياة.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر