العناوين الرئيسيةمحليات

الألبان والأجبان تغيب عن سفرة السوري بعد تحليق أسعارها

“حتّى اللبنة يا ابني ما عاد قدرتي اشتريها”.. هكذا اختصر السوريون وضعهم في ظلّ الواقع الاقتصادي السيئ، إذ طال الغلاء أسعار الألبان والأجبان، فأصبحت “أكلة فاخرة” يعجز عنها أصحاب الدخل المحدود.

تقول أم محمد (ربة منزل): “كانت الأجبان والألبان ومشتقاتها ما تخلى من البراد، اليوم اختلف الوضع كتير، بتصدق إذا بقلك الجبنة من سنة مش فايتة بيتي”.

وقال رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأجبان والألبان بدمشق، عبد الرحمن الصعيدي، لتلفزيون الخبر إن “سعر كيلو الحليب يصل إلى 1700 ل.س من المُربي، ويُباع في المحلات بـ 2000 ليرة وأكثر، هذا انعكاس منطقي لمجموعة من المشكلات التي تحتاج إلى حلول سريعة”.

وتابع: “أكثر المربين عزفوا عن التربية بسبب التكاليف العالية للإنتاج، وعدم توفّر المستلزمات من حلابات، أدوية بيطرية، وغيرها…”.

وأشار الصعيدي إلى أن “التراجع الذي شهدته الثروة الحيوانية في سوريا يصل إلى حوالي 75 بالمئة، وهذا بدوره رفع سعر رأس البقر الواحد إلى أكثر من 3 ملايين ل.س، ناهيك عن تهريب معظمها إلى خارج البلاد خلال سنوات الحرب”.

وأضاف: “ومن أسباب الارتفاع أيضاً هو تراجع نسبة الإنتاج في مباقر الدولة، والذي يقدّر اليوم بحوالي 10 % فقط ممّا كان عليه سابقاً، وهناك تقصير غير مبرر فهناك اليوم مباقر حكوميّة مجهزة، ولكن بدون أبقار! “.

ونوّه: “الاعتماد سابقاً كان بشكل أساسي على مباقر الدولة لإنتاجها كميات ضخمة من الحليب، ويجب العمل على استيراد الأبقار من الأردن وهولندا وغيرها.. وترميم النقص الحاصل، وهذا يحتاج جهود حكومية بطبيعة الحال، فمن غير المنطقي الاعتماد على جهود فردية لتقليص المشكلة”.

وتابع الصعيدي بالقول: “الارتفاع الهائل بأسعار الأعلاف يشكّل جزء كبير من المشكلة، فالمؤسسة العامة للأعلاف رفعت سعر طن الأعلاف الواحد المدعوم للمربي (المقنن العلفي) إلى 1.150.000 ل.س لدورة علفية مدتها شهرين، وهذا يعني أنّ الكمية المُعطاة لشهرين، لا تكفي رأس البقر ليومين فقط”.

وأردف: “لا بد من التحفيز لتشجيع الاستثمار، فالاستثمار يحتاج تسهيلات ودعم، إضافة إلى الإعفاء من الرسوم والضرائب”.

وأشار الصعيدي إلى أنّه خلال اجتماع مع مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حصلوا على وعود بإيجاد حلول لمشكلة “نقص المحروقات”، التي يتم تخصيصها للزراعة والجمعيات الإنتاجية، والتي تشكّل أيضاً حيّزاً من المشكلة.

وذكر أنّ عملية تسعير الألبان والأجبان ومشتقاتها تتم بالتنسيق بين لجان مختصة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والجمعية الحرفية.

وناشد الصعيدي الجهات المعنية إلى ضرورة استيراد الأبقار بالسرعة القصوى وتقديم التسهيلات في سبيل ذلك، على اعتبار أن المشكلة تكمن في “نقص الحليب”، والذي لن يتوفر دون توفّر وتعافي الثروة الحيوانية.

يُذكر أن التجار المحليون أطلقوا نداءات وتحذيرات في وقت سابق حول تراجع الثروة الحيوانية إلى مستوى يهددها بالانقراض، بسبب تهريب الولادات الجديدة، بالتالي تناقصها عاماً بعد آخر.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى