انحسار ظاهرة “دور الكتب” في حمص…”شوف بقينا فين يا قلبي وهيَّ راحت فين”
أخذت المكتبات في حمص منحىً منحدراً في ظل عزوف الناس عن قراءة الكتب الورقية خاصة بعد انتشار ظاهرة الشبكات العنكبوتية و”البي دي اف”، بالإضافة لأسباب مادية تتعلق بتدهور الحالة المعيشية للناس.
يقول الروائي المحامي عبد الغني ملّوك صاحب مكتبة “دار الرواية الحديثة” في حمص لتلفزيون الخبر: المكتبة هي مكان يحوي الكتب ويرتاده الناس لشراء المطبوعات من كتب ومراجع ومجلات وصحف، لكن في حقيقتها المكتبة هي بيت علم ومخزن حكمة”.
وتابع ملّوك في حديثه “حالياً الناس لا تقرأ مع إنهم يطلقون علينا أمة “إقرأ” حيث أن الأمريكي يقرأ 36 كتاب في السنة، أما الفرنسي يقرأ 40 كتاباً، أما العربي فيقرأ 8 صفحات في السنة وفقاً لآخر الإحصائيات الدولية”.
وأضاف ملّوك: “الذي نجهله هو أن القراءة تنوّر العقل وتزيد الحكمة لأن العقل يُبنى بالقراءة كما تُبنى عضلات الإنسان وقوته بالرياضة”.
وبيّن ملّوك أن “دور الكتب في مدينة حمص كانت فيما مضى مزدهرةً أكثر مما عليه الآن بكثير، ولكن كان صاحب المكتبة لا يفتحها لكي يجعلها جمعية خيرية أو نادٍ ثقافي أو ما شابه ولكن كان يفتحها ليعيش منها بحيث تغطّي المبيعات مصاريف العملية التجارية وتترك له هامش ولو ضئيل للربح”.
ونوّه ملّوك إلى أنه “إذا أردنا أن نتحرّى أسباب العزوف عن اقتناء الكتب فالواضح أن السبب يكمن بأن الناس بالكاد تحصل على الضروريات من أكل وشرب وتعليم خاصة بعد الأزمة التي عصفت بسوريا”.
ولفت ملّوك إلى أنه” كان في حمص مكتبات مزدهرة ومشهورة قديماً مثل مكتبة المتنبي في شارع الدبلان، تبيع الكتب إضافة للعديد من المكتبات التي ما لبثت أن أغلقت أبوابها واستبدلت بيع الكتب ببيع الألبسة الجاهزة أو مطاعم أو ما شابه”.
وتابع ملّوك: “كما أن سور الحديقة العامة عند مركز المدينة كان مكان لبيع الكتب بأسعار مناسبة ويقبل على شرائها الناس”.
وعن مكتبة “دار الرواية الحديثة” تحدّث ملوك: كانت فكرة إنشائها لزيادة الوعي خاصة بعد خروج المسلّحين من حمص، حيث يتم بيع الكتب والمراجع أو إعارتها بثمن زهيد.
وأضاف ملّوك: كما أنني افتتحت فرعاً لإحدى دور النشر ونشرت للشباب الناشئين من شعراء وروائيين بكلفة زهيدة لتشجيع التأليف وإظهار المواهب”.
وختم ملّوك بالتأكيد على أن واقع “دور الكتب” في حمص مزري لعدّة أسباب أهمها أن الناس قد تركت القراءة للبحث عن لقمتها، وهذا ما حوّل المكتبات لرفوفٍ بائسة.
يُذكر أنه قبل أيام أغلقت مكتبة نوبل أبوابها في دمشق، وسبقتها مكتبة ميسلون وقبلها اليقظة والزهراء، في زمن تلوح معالمه وتتنبأ على أننا قد أضحينا تائهين عن سكّة الثقافة، وخارج حسابات العناوين والقرطاس والقلم.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر