“حنين الخضري”.. تمنحُ الخشب روحاً وحياة..
لا تحتاج لكي تكون مبدعا في مجال ما، أن تدرس وتتعلم أكاديميا ذاك المجال، بل تكفيك موهبة نمت في داخلك، مع اهتمام ومثابرة ورغبة في التطوير للوصول إلى مستويات أعلى.
حنين الخضري، شابة من مدينة حمص، تجد في الريشة والألوان كل ما تحتاجه للوصول بأفكارها وخيالها إلى المكان الذي تريده، وهي التي ترسم كل شيء تخشى فقدانه، كما كتبت في إحدى مذكراتها.
تتحدث حنين لتلفزيون الخبر عن بداياتها في الرسم وتقول: “لم يكن هناك نقطة زمنية معينة بدأت عندها بالرسم، حيث أنني لا أذكر سوى أن الفرشاة كانت بين يدي والألوان باليد الأخرى”.
“لكن يمكنني القول، أن عائلتي والمجتمع المحيط بي بدأ بملاحظة ظهور موهبتي بالرسم في عام 2016”.
وتضيف: ” بدأت الرسم بأدوات بسيطة جدا، وهي الأدوات المعروفة والمتوفرة بين يدي الجميع، كورق الدفاتر المدرسية ودفاتر الرسم والألوان المائية والخشبية”.
وتابعت: ” توقفت لفترة من الزمن عن الرسم وذلك بهدف التفرغ للدراسة أثناء البكالوريا، وكان حلمي هو دخول فرع هندسة العمارة، وقدمت فحص القبول ونجحت به إلا أن مجموعي لم يساعدني في التسجيل، ما سبب لي إحباطاً كبيراً أثر على حبي للرسم فابتعدت عنه فترة من الزمن”.
وتشير حنين إلى نقطة العودة لهوايتها المفضلة، قائلة أن “سبب رجوعي للرسم والفرشاة مجددا هو هدية قدمت لي من شخصين عزيزين علي، وكانت عبارة عن دفتر رسم فقط”.
” فكان لهذا تأثير ودعم نفسي ومعنوي كبير علي، ما دفعني للعودة، حيث بدأت برسمة بسيطة لساعة حمص، لأتابع بعدها بتعلم رسم المعالم الأثرية الموجودة في المدينة”.
وتضيف حنين:” كنت أشارك أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت دعما وتشجيعا كبيرين من أقربائي ورفاقي، فازداد الوقت الذي أقضيه في الرسم وتطور معه أسلوبي وطريقتي في ذلك”.
وتتحدث حنين عن طرق الرسم التي تتبعها وبينت أن “الرسم لا يقتصر على الورق وحسب، بل أرسم على مواد و خامات كثيرة وبألوان متنوعة، بسيطة ومتواضعة في الوقت نفسه”.
وأردفت “أما بالنسبة للألوان، والتي أراها نقطة قوة وتميز، فقد جربت الرسم بالرمان وبأقلام الكحلة وبألوان الباستل والفحم والحبر، أو أي شيء كان متوفرا بين يدي لأرسمه على الورق والخشب والكرتون وغيرها”.
“كما أتبع طريقة من خلال الرسم دون إبراز ملامح الوجوه “كفيروز”مثلا، وأرسم الشخصيات الفنية والصور الشخصية عند توصية أحد ما ولا أمانع من بيعها مقابل مبلغ مالي متوسط، إلا أنني لا أبيع أياً من لوحاتي الخاصة”.
وعن دور أهلها تقول حنين “كان لهم الدور الأكبر والأهم باستمراري بالرسم، وأطمح في المستقبل أن اطوّر الأدوات التي أستخدمها وأنوّع بها أكثر، وأن أزور مدنا وبلدانا لأتعرف على السكان والمعالم الأثرية والقديمة وأرسمها”.
وتتمنى من الجميع أن يتابع أعمالها ولوحاتها التي تنشرها عبر حسابها على موقع “فيسبوك” والذي يضم كل الأعمال التي قامت بها، وتأمل أن تنال إعجاب المتابعين لها.
وتوجه حنين رسالة للجميع بأنه” قد يشعر الإنسان خلال ظروف معينة أن موهبته بدون فائدة، أو يحبطه المحيطون به والتقليل من أهميتها وأنها مضيعة للوقت، لكن لا بد أن يأتي اليوم الذي تكون موهبته سابقة لاسمه وسبباً بنجاحه وتكوين هويته”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص