مدارس دمشق وريفها: مشاكل “تاريخية” وأزمات مستجدة.. و “جهود”
واحد من كل عشرة صنابير مياه صالحة للاستخدام ربما يحالف الحظ الطالب ويشرب الماء النظيف منها, حمامات متسخة بلا أدنى مقومات للنظافة, أبواب مُكسرة بلا أقفال , إشغالات في الفناء الخارجي للمدرسة وخبز يابس أيضاً.
ما سبق ليس مقدمة وصفية لموضوع تعبير من ضرب الخيال وإنما صور حصل تلفزيون الخبر عليها توثق معاناة عدد من مدارس العاصمة دمشق قبل أسبوع من افتتاح المدارس.
وتقول مصادر خاصة لتلفزيون الخبر إن معظم مدارس دمشق إذا لم نقل جميعها لديها مشكلة بصنابير المياه من ناحية قلة العدد وعدم صيانتها وإصلاحها، فالمشكلة ليست وليدة العام الدراسي السابق أو الحالي.
وتصف المصادر المشكلة أنها ” قديمة قدم النظام التعليمي السوري”, وتنوه لتلفزيون الخبر أن الحمامات لا تنظف بشكل يومي ودوري.
وتلفت مصادر لتلفزيون الخبر أن معظم مدارس العاصمة تعاني من نقص في عدد المدرسين المختصين الذين يطلبون العمل الإداري مع بداية العام الدراسي وتقبل مديرية التربية طلباتهم ” بالواسطة”.
وتضيف أن مدارس في قطاع برزة تبرز فيها مشاكل جلية في القاعات الصفية التي تفتقر للإنارة الجيدة والمقاعد تحتاج لإصلاح وتنظيف.
ومع عودة فايروس كورونا للواجهة مع متحور جديد , تشير مصادر لتلفزيون الخبر من مدرسة التنوخي الاعدادية في منطقة المزة فيلات غربية إلى أن المدرسة عانت من نقص في حصص المنظفات والمعقمات العام الفائت, وتنوه المصادر أن هذه المشكلة تؤرق معظم مدارس العاصمة.
“فوضى خلاقة وتسيب ” هكذا تصف مصادر أهلية لتلفزيون الخبر حال مدرسة النجدي البغدادي الاعدادية في شارع المدارس بمنطقة المزة, في حين تعاني مدرسة الواقدي بالقصاع من حالة تسيب.
وتلفت مصادر لتلفزيون الخبر أن مدرسة غازي خالدي في منطقة المهاجرين تتقاضى رسوم مالية من الطلاب مقابل السماح لهم بالتواصل الهاتفي من عائلاتهم كل دقيقة على الأرضي (تُكلف 100ل.س وكل دقيقة خليوية 150ل.س).
تربية دمشق: نحن مستعدون
وفي تصريح لتلفزيون الخبر، أكّد مدير تربية دمشق سليمان اليونس لتلفزيون الخبر أنّ المديرية أنهت جميع الإجراءات اللازمة للاستعداد للعام الدراسي الجديد سواء فيما يتعلق بتأمين الكتب أو تجهيز القواعد الصفية بكافة مستلزمات العملية التعليمية في جميع مدارس دمشق”.
وبيّن يونس أنّ “المديرية أولت اهتماماً كبيراً لموضوع تأمين المدارس فيما يتعلق بتطبيق الإجراءات الاحترازية لفايروس كورونا المستجد حيث تم تعقيم المدارس بشكل كامل بحيث تكون الحالة الصحية بحالة الجهوزية”.
وأوضح يونس أنّ “عدد الطلاب الذين ستستقبلهم مدارس دمشق لهذا العام الدراسي نحو 180 ألف طالب تلميذ”، لافتاً إلى أنّ “مدارس دمشق تستقبل عدد كبير من الطلاب من محافظي دمشق والقنيطرة”.
وأشار اليونس إلى انهّ تم “إدخال عدد من المدارس التي تضررت نتيجة الإر..هاب في العملية التعليمة، كما يتم العمل على تجهيز عدد من المدارس خلال الشهر الأول من العام ستكون في الخدمة وجاهزة لاستقبال الطلاب”.
وكشف مدير تربية دمشق عن وجود نقص في مدرسي بعض الاختصاصات كمدرسي مادة الرياضيات مشيراً أن “المديرية تغطي النقص الحاصل من خلال إجراء عقود ووكالات للمعلمين”.
ريف دمشق: ترميم النقص بـ “العقود”
بدوره، أكّد مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج لتلفزيون الخبر أن تربية الريف أنهت كافة الاستعدادات اللازمة للعام الدراسي الجديد، مبيناً أنها عملت على تنفيذ دورات تدريبية للمعلمين الوكلاء، بالإضافة إلى دورات لتلاميذ الفئة (ب)، ودورات لأمناء المخابر والمكتبات شملت ما يقارب /518/ متدرباً.
وبيّن فرج أنّ “المديرية عملت على سدّ الشواغر في الكوادر التدريسيّة بالاستعانة بالخريجين من الفئة الأولى الناجحين في مسابقة العقود حيث تم توقيع صكوك التعاقد معهم وإرسالها إلى الجهاز المركزي للرقابة المالية لتأشيرها ومن ثم تجهيز كتب مباشراتهم في المدارس”.
أما بخصوص ترميم الشواغر الإدارية، قال فرج: “عُقدت اللجنة الرباعية الخاصة بتكليف مدير، ومعاون مدير، وموجه للمدارس وستصدر تكاليفهم لدى قريباً، كما عُقدت اللجنة الفرعية لترميم شواغر أمناء السر والمخابر والمكتبات للمناطق التعليمية جميعها”.
وكشف فرج عن إحداث مديرية تربية ريف دمشق ثانوية للمتفوقين في جديدة عرطوز وإعادة تفعيل ثانوية المتفوقين الأولى في دوما في محاولة لاستيعاب أكبر كمّ من المتفوقين حيث وصل عدد مدارس المتفوقين إلى أربع مدارس مفعلة ضمن المحافظة. بالإضافة إلى إدخال مدارس في الخدمة بعد الانتهاء من أعمال الترميم.
وأشار فرج إلى أنّ “مديريّة التربية في ريف دمشق مستمرّة في تطبيق البروتوكول الصّحي والاجراءات الاحترازية من وباء كورونا المستجد، وذلك بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر والمجالس المحليّة من خلال العمل على تعقيم الأبنية المدرسية قبيل افتتاحها، وتوزيع مرشات ومواد التعقيم اللازمة للحدّ من انتشار الوباء”.
وأشار فرج إلى أنه يجري توزيع ما يزيد عن خمسة ملايين كتاب مدرسيّ لمستودعات الكتب ضمن المحافظة، لتُسلّم بعدها إلى المدارس عن طريق المستودعات الفرعيّة في المناطق التعليميّة.
قصي محمد- صفاء صلال -تلفزيون الخبر