«بعدنا صغار» رسومات جدارية ليافعين وشباب للتوعية بالزواج المبكر
تقف أم طالب أمام جدار الثانوية المهنية النسوية في مدينة النبك بريف دمشق، تغمس السيدة ريشتها بوعاء اللون الأزرق ثم تخرجه لتكمل تلوين الكتاب الأزرق الذي رسمته على الحائط مشاركة عدد من الشباب واليافعين برسم جدارية”بعدنا صغار” تهدف للتوعية بخطر الزواج المبكر، تخبر السيدة تلفزيون الخبر أنها تزوجت في سن السادسة عشر ونتج عن زواجها المبكر حرمانها من تكملة تعليمها المدرسي والانكفاء في البيت الاهتمام بأمور المنزل والانجاب .
تقول السيدة لتلفزيون الخبر بلهجة نبكية خاصة : شاركت ضمن هذه الفعالية لأنني لا أرغب في أن تعيش أي فتاة تجربة الزواج المبكر لأن هذه التجربة تدمر حياة الفتاة.
وتصف السيدة الخمسينية فتحية أن الزواج في عمر صغير يحكم على الفتاة بالإعدام عن التنفس والعيش .
تتوقف السيدة عن الرسم تضع على لوح خشبي فرشاتها لتجلس وتشرب المتة ثم تستأنف حديثها مع تلفزيون الخبر كل ما كانت الفتاة أكبر وانضج كل ما عرفت تختار شريك لحياتها والشريك المفترض يكون سند بكل معنى الكلمة .
خضعت السيدة في عام 2005 لدورة محو أمية واجتازتها لتكسب المركز الأول فيها .
بجانب أم طالب تقف الشابة شهد على لوح خشبي ، تشرح لتلفزيون الخبر عن رسمتها: رسمت ساعة رملية في أسفلها فتاة صغيرة ترتدي فستان زفاف واعلاها العاب وكتب وبينهما حبل الذي ينهي حياة الفتاة .
تتابع حديثها: الناس المتخلفة الذين يشجعون بناتهم على الزواج في مبكر كالساعة التي رسمتها يغرقون الفتاة بالرمل حتى تموت وهذا ما تعيشه الفتيات اللواتي خضن تجربة الزواج المبكر .
تربت السيدة الثلاثينية رولا دعاس على كتف ابنتها التي تنهمك في الرسم، قطعت أم غزل عدة كيلومترات من دمشق إلى النبك مع ابنتها غزل لتشارك في الرسم على جدار المدرسة، تقول لتلفزيون الخبر : الزواج المبكر ليس من مصلحة الفتاة ولا حتى عائلتها في المستقبل .
وترى السيدة أن الأهم هو اتمام الفتيات لدراستهن لأن ما يفيدهن هو علمهن بالدرجة الأولى .
يترجم المشاركون بالرسم من يافعين وشباب آمالهم بالقضاء على ظاهرة الزواج المبكر من خلال ما خطت اياديهم على الجدران متحدين أشعة شمس شهر آب .
تقول مسؤولة العلاقات العامة في مؤسسة موج صاحبة مبادرة « بعدنا صغار» لتلفزيون الخبر: مشروع بعدنا صغار الذي يهتم بقضية الزواج المبكر ولد منذ ستة أشهر واستخدم الفن كأداة لإيصال رسالة مجتمعية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
وتلغت أن 30 لوحة ر سكن على جدران المدرسة من قبل عدد من اليافعين والشباب بالإضافة لمشاركة عدد من الأهالي في الرسم للتوعية بمخاطر الزواج المبكر.
واختارت المبادرة مدرسة الثانوية المهنية باعتبارها تقع على طريق عام ونقطة عبور لأهالي البنك والقلمون عموماً.
الجدير بذكره أن نسبة التزويج المبكر في سوريا ارتفعت إلى 46% بعد أن كانت 13% قبل عام 2011.
صفاء صلال_تلفزيون الخبر_دمشق