“المشكاة”… نورٌ من عبق التراث
تعرَّف الأدوات التراثية بأنها كافة الوسائل التي كانت تستخدم بجميع مجالات الحياة الاجتماعية السابقة في الريف والمدينة والبادية.
وكانت تهدف لتلبّي احتياجات الناس وبذات الوقت تُعتبر نوعاً من أثاث المنزل التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومن هذه الأدوات التراثية التي كانت تستخدم للإضاءة “المشكاة”.
يقول الأكاديمي جميل عباس لتلفزيون الخبر: “المشكاوات” ومفردها “مشكاة” كان يوضع فيها مسارج زيتية مثبتة بسلك في حافة الغطاء وتعلَّق هذه المشكاوات بسلاسل من نحاس وأحياناً من الفضة، تتصل بمقابض بارزة مثبتة بالزجاج.
ويتابع عباس: هذه “المشكاة” أضاءت بنورها في عهد من العهود جميع منازل بلاد الشام والعراق ومصر، حتى غدت صناعتها من الصناعات التقليدية البارزة خاصة في العصور الأيوبية والمملوكية.
ويضيف عباس: كانت تزيَّن هذه “المشكاوات” بزخارف متعددة مثل زهرة اللوتس أو أشكال هندسية أو طائر البط وأحيانا كانت تزخرف بكتابات دينية أو حتى بيت من الشعر بالخط الكوفي أو خط الثلث.
ويذكر عبّاس أن صنّاع الزجاج في بلاد الشام كانوا يبدعون في إنتاج هذه “المشكاوات”، حتى أن الرحّالة الغربيين والحجاج الذين كانوا يأتون إلى بيت المقدس أعجبوا بها وبزخارفها البديعة وعادوا إلى بلادهم بالكثير منها.
وهذا ما يفسّر وجود “مشكاوات” بزخارف شرقية ضمن كنوز بعض كنائس ومتاحف الغرب.
ونوّه عباس إلى أن متحف “المتروبليتان” بنيويورك يحتفظ ببعض “المشكاوات” الشرقية التراثية التي تعود لعصور قديمة.
وختم عباس: حالياً اندثرت صناعة “المشكاة” بسبب تكلفتها العالية وتوفّر البدائل الكهربائية، في عصر “الليدات”.
حسن الحايك-تلفزيون الخبر