“هات احكيلنا آخر نوكتي”.. ماهو أصل “عيد الأربعاء” الطريف في حمص؟
يعود مصطلح “فلكلور” إلى اللغة الألمانية ويعني علم الشعوب وكل منطقة في سورية تتميز بفلكلورها أو تراثها وثقافتها الخاصة الممتدة عبر الزمان لتصبح رمزا راسخا ممثلا لها، وإحدى هذه المناطق هي محافظة حمص التي تشتهر بيوم الأربعاء الطريف.
وهذا اليوم يطلقون عليه الحماصنة لقب “عيد الأربعاء” وهو يوم لتبادل الطرفة حتى أن إحدى المأثورات التي يقولها الحماصنة فيما بينهم في هذا اليوم ” اليوم الأربعاء هات احكيلنا شو آخر نكتة”؟.
ويقول الأكاديمي مروان الأحمد لتلفزيون الخبر إنه غير معلوم بالضبط ما هو سر وأسطورة يوم الأربعاء ولكن قصص التراث والفلكلور تتناقل عدّة أسباب لاصطلاح عيد الأربعاء وتعلّقه بالطرفة والنكتة في حمص.
ويتابع الأحمد أن إحدى الأسباب هو سبب ديني حيث تقول الحكايات إنه تعرضت حمص ذات يوم لهجوم عليها فخشي الحماصنة انهم لن يستطيعوا صلاة الجمعة بسبب اقتراب الهجوم عليهم فصلّوا صلاة الجمعة يوم الاربعاء وهذا ما استغربه سكان المناطق المجاورة بشكل طريف لأن صلاة الجمعة لا تجوز الا يوم الجمعة.
ويضيف الأحمد: وتتناقل القصص سبب آخر لعيد الأربعاء في حمص وهو سبب تاريخي حيث أن المغول اقتربوا من حمص واشتهر المغول بفظائعهم التي ارتكبوها في المدن التي دخلوا اليها واحتلّوها، ولم يعلم أهل حمص كيف سيدافعون عن مدينتهم أمام الزحف المغولي الهائل فقرروا التظاهر بالجنون أمام ذلك الزحف الذي وصل إلى حمص يوم الأربعاء.
ويتابع الأحمد: وكان من المتعارف عليه في ذلك الزمان أن الجنون ينتقل بالعدوى لذلك خشي المغول من ما اعتقدوا أنه مرض وظنّ المغول أن هواء هذه المدينة يُذهب العقل فتركوا حمص في حالها التي نجت من مذبحة يومها.
ويذكر الأحمد: يوجد سبب آخر لأسطورة أربعاء حمص يتحدّث عن ملك في العصور القديمة اسمه شمس، حيث اعتاد الملك شمس على الاحتفال كل يوم أربعاء وكان يدعوا السكان للاحتفال في محيط قصره بالرقص والغناء.
ويختم الأحمد: يبقى يوم الأربعاء يحتل مكاناً خاصاً لدى الحماصنة فهو امتداد للأساطير الشفاهية و”الفلكلور” الوثيق المتعلق بهذه المدينة التي تتمسّك كثيراً بالنكتة لدورها الإيجابي في الهروب من القلق والحزن إلى التعالي على الواقع بضحكة وابتسامة.
حسن الحايك_ تلفزيون الخبر