هل عاد “الدحيح” من بوابة “التطبيع” ؟
عاد اليوتيوبر المصري أحمد الغندور إلى الشاشات في برنامجه “الدحيح”، وذلك عبر قناة يوتيوب تتبع لـ”نيو ميديا أكاديمي” الإماراتية، المتهمة بالتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، والترويج له لدى الفئات الشبابية، بعد أن انتهت علاقته بمنصة “أي جي بلس”.
وإثر بث أول حلقات البرنامج، تصدر وسم “#قاطع_الدحيح” منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبرز فيه ناشطون عرب خطورة هذه الخطوات التطبيعية، والترويج للاحتلال “الإسرائيلي”، واستغلال القوة الناعمة لمحاربة المحتوى الذي يبرز جرائمه.
وهاجم ناشطون الحلقة الأولى، التي حملت عنوان “الملل” واستعرضت مآسي سجناء خلف القضبان، وتحدث فيها الغندور عن أقدم المعتقلين، معبرين عن غضبهم كون “الدحيح” لم يأتي على ذكر أي سجين عربي أو فلسطيني في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”.
وفي أقل من 24 ساعة، تابع قناة الأكاديمية أكثر من مليون ونصف مليون متابع من جمهور “الدحيح”، حيث يحقق المقطع الواحد من البرنامج ما يعادل ربع مشاهدات قناة “نيو ميديا أكاديمي” طوال السنة.
وتناول ناشطون وعدة منصات معنية بالشأن الفلسطيني، منها موقع “متراس”، كيف سبق أن مولت الأكاديمية ذاتها برنامج “ديلي ناس” الذي يقدمه نصير ياسين وهو شاب من أصول فلسطينية، يروِّج عبر برنامجه للتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”.
ويضم “ديلي ناس” عدداً من المدربين “الإسرائيليين”، كما أن الأكاديمية نفسها قد أطلقها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عقب توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات و”إسرائيل” برعاية أمريكية، في أيلول 2020، بهدف تعزيز أنشطة التطبيع.
وتصف دبي الأكاديمية بأنها المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة، التي تستهدف تأهيل وبناء قدرات كوادر عربية قادرة على قيادة قطاع الإعلام الرقمي سريع النمو إقليمياً وعالمياً، وتنشر عبر مجموعة واسعة من البرامج والمساقات.
وتستعين “نيو ميديا أكاديمي” بمجموعة من شخصيات عالمية مختصة بهذا المجال، من أكاديميين وخبراء ومؤثرين، بينهم “إسرائيليون”، بالتعاون مع منصات وشركات مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”لنكد إن” و”غوغل”.
بدورها، حذرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة “إسرائيل” (BDS)، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، صانعي المحتوى والمؤثرين في المنطقة العربية، من أن برنامج “ناس ديلي” يهدف لتوريطهم في التطبيع مع “إسرائيل” والتغطية على جرائمها.
وذكرت، في بيان لها، أيلول 2020، أن “برنامج ناس ديلي يهدف إلى تدريب ثمانين صانع محتوى عربي تحت إدارة طاقم يضم “اسرائيلين” ويرأسه “الإسرائيلي” جوناثان بليك، وبتمويل من “نيو ميديا أكاديمي” الإمارتية”.
وأضافت أن “الدعم الإماراتي يشكل تواطؤاً صريحاً في الجهود “الإسرائيلية” لغزو عقول شعوبنا وتلميع جرائم نظام الإستعمار الاستيطاني، فضلاً عن تسويق اتفاقية العار مع الاحتلال”.
وبينت أن”البرنامج الذي يقدمع صانع المحتوى نصير ياسين، الغارق في التطبيع، يبث محتوى تطبيعي ناعم، ينتزع “اسرائيل” من سياقها الحقيقي، ويخدم مساعيها لفرض نفسها ككيان طبيعي”.
وعلى إثر الحملة التي قادها الناشطون العرب، أصدر “الدحيح” أحمد الغندور، بياناً عبر “فيسبوك”، قال فيه إن “بعض ردود الفعل حول الحلقة الأولى من برنامجه كانت سلبية وعنيفة وتتفاوت فيه مساحات الاتهام”.
وأضاف: “موقفي من القضية الفلسطينية واضح ومُعلن، وهو الموقف الوحيد اللي أعلنته، لأن صحيح أنا مبفهمش في السياسة ولا بحب الكلام فيها، لكنني قررت إعلان موقفي من اللي بيحصل في فلسطين الفترة اللي فاتت، لأن الإجرام اللي كان بيحصل على أهلنا هناك تجاوز كل تخيل”.
وأوضح الغندور أن “المنصة اللي رجعت عليها، منصة تعليمية في الأساس، لا علاقة لها بناس ديلي، مفيش تمويل ولا دعم ولا غيره”.
وتابع: “بالفعل كان في شراكة بين المنصتين لتدريس كورس صيفي، وانتهت العلاقة تمامًا السنة اللي فاتت. وبالتالي الكلام عن إن المنصة الأولى بتموّل الثانية، أو الثانية بتموّل الأولى هو كلام خاطئ تمامًا. وبناء على هذه المعلومات قررنا بدء التعامل معاهم”.
وبين “الدحيح” أن “محتوى البرنامج لن يتغير. ولن يتحول مع الوقت لأي شيء آخر” مشيراً إلى أنه “لن يكون بوقاً إعلامياً لأي جهة”.
وقال: “عمري بأي شكل ما هكون مُطبِّع، ولا المحتوى اللي بقدمه هيكون تطبيعياً”، مضيفاً: “أنا بقدم محتوى علمياً وهفضل أعمل كده، ومش ناوي أغيّر دا، لأني مبعرفش أعمل حاجة تانية”.
يذكر أن أحمد الغندور عاد إلى برنامجه “الدحيح” بعد انقطاع دام عاما بأكمله، عقب إنهاء عقده مع “أي جي بلس” القطرية، ثم تعاقد مع منصة “شاهد” لإنتاج برنامج “متحف الدحيح”، ولم ينتج سوى 5 حلقات خلال ثلاثة أشهر، ثم توقف تماماً قبل ظهوره من خلال الأكاديمية الإماراتية.
تلفزيون الخبر