هل يصل داءا الفطر الأسود والأبيض إلى سوريا؟.. الطب يجيب
انتشر كلاً من دائي الفطر الأسود والأبيض في الهند قبل نحو شهر، بعد الارتفاع القياسي بأعداد الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد فيها.
وتسبب الفطر الأسود بداية بعدد من الوفيات، وهو داء ظهر لدى المرضى المتعافين من فيروس “كورونا”، وانتقل هذا الداء من الهند، إلى عدة دول، عربياً كانت البداية في مصر، وأخيراً في العراق التي بدأت تحارب هذا الداء.
وبدورها، أكدت أخصائية الأمراض الصدرية، الدكتورة نوار برادعي، لتلفزيون الخبر، أن “داء الفطر الأسود يمكن أن يصل إلى سوريا في أي وقت، ولسنا في منأى عنه”.
وشرحت “برادعي” أن “الفطر الأسود، ليس داءاً جديداً، بل هو مرض فطري قديم وموجود منذ زمن بعيد، لكن ازداد ظهوره حالياً عند المرضى المثبطين مناعياً وممن تعالجوا بجرعات عالية من “الكورتزون” وليس كل المتعافين من داء كورونا”.
وعن كيفية إصابة الإنسان به، بينت “برادعي” أن “الأبواغ الفطرية موجودة في التربة، كالموجودة في الحدائق، أو من خلال الأوراق المتعفنة، كذلك في المستشفيات توجد في أجهزة ترطيب الهواء غير المعقمة”.
وأكدت “برادعي” على أن “هذا الداء غير معدي، ولا ينتقل من مريض إلى آخر، وبالتالي لا يسبب وباءً، ويمكن علاجه بالمضادات الفطرية في حال تم اكتشافه في وقت مبكر، ويتم التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة حفاظاً على حياة المريض”.
وأشارت إلى أن “العلاج الجراحي يتم بمراحل متقدمة عند وجود أغشية ميتة فيجب إزالتها حرصاً على حياة المريض، كوجود أذية في الجيوب الأنفية، في الجلد، العينين، فيتم إجراء عمل استئصالي للإصابة”.
أما عن داء الفطر الأبيض، فبينت الدكتورة “برادعي” أنه “داء فطري أيضاً، غير مميت، ويعالج بمضادات الفطور ويصيب المرضى المثبطين مناعياً، ومنهم مرضى داء السكري غير المضبوط”.
وتؤكد الأخصائية على أنه “خلال علاج مرضى كورونا، استخدمت صادات حيوية ومثبطات مناعية شديدة، وبعضها بشكل عشوائي لا سيما من المرضى الذين فضلوا العلاج منزلياً بوصفات من الانترنت”.
وتابعت “الأمر الذي دفع بعضهم إلى استخدام الكورتزون، للعلاج دون الحاجة إليه، وهو مثبط مناعي شديد، وبالتالي أثر ذلك على جهازهم المناعي، ويزيد احتمالية الإصابة بالأمراض”.
ولفتت “برادعي” إلى أن “الخطورة لا تقف عند دائي الفطر الأسود أو الأبيض، بل خطورة استخدام الصادات الحيوية بشكل عشوائي، تجعلنا عرضة لوجود انتانات جرثومية تتغلب على أي صاد حيوي ولا يمكن علاجها”.
وتنصح “برادعي” للوقاية من المرض، لدى أصحاب المناعة الضعيفة، على “ارتداء الكمامة، والملابس الواقية الخاصة بالمرضى، كذلك الاهتمام بالعقامة في المستشفيات، ويمكن إعطاء لهؤلاء المرضى، مضاد فطري سابق للمرض”.
الجدير بالذكر أن 50% من الوفيات التي يتسبب بها الفطر الأسود، تعود إلى التشخيص المتأخر للمرض، الذي يستحيل فيه علاج الداء، بحسب “برادعي”.
وكانت سجلت وزارة الصحة العراقية 15 حالة إصابة بالفطر الأسود، وأربع وفيات، بعد أيام فقط على تشخيص أول حالة فيه.
لين السعدي – تلفزيون الخبر