أسطورة ألعاب القوى .. ابنة مدينة محردة الغزالة السورية “غادة شعاع”
الغزالة السورية غادة شعاع ، بطلة ألعاب القوى العالمية ، كثر تداول اسمها واسم بلدنا سوريا عاليآ في المسابقات الرياضية الدولية والألعاب الأولمبية، وفازت بالجوائز العالمية الأولى في ألعاب القوى ،الكثير من الجوائز ،الميداليات الذهبية والفضية ،والتتويج حول العالم.
ولدت شعاع في العام 1972 في بلدة محردة في محافظة حماة، أظهرت موهبة فطرية خلال ممارستها لكرة السلة في مدرستها وفي النادي الذي يحمل اسم بلدتها(محردة)، ونظرا لموهبتها وقوتها البدنية دفعها مدرس الرياضة للمشاركة خارج منطقتها.
وانتزعت المركز الأول بعد ذلك في بطولة سوريا لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية فحازت على المركز الأول بسهولة وكانت في الثانية عشرة من عمرها.
استمرت غادة في ممارسة ألعاب القوى وتحديداً سباقات الضاحية حتى عام 1989 قبل أن تتحول إلى ممارسة كرة السلة جنباً إلى جنب مع ألعاب القوى وتربعت خلال فترة وجيزة على عرش أبرز لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة.
استعان بها ناديا الثورة الدمشقي ونادي الجلاء الحلبي في مشاركاتهما الخارجية واختيرت مرات عدة كأفضل لاعبة عربية في بطولات إقليمية ،وتلقت عدة عروض للاحتراف من أندية خارج سوريا قبل أن تعود إلى حبها الأول وتتفرغ نهائيا لألعاب القوى.
وشاركت مع المنتخب السوري في دورة الألعاب العربية السابعة في دمشق 1992 اتجهت غادة شعاع إلى رياضة فردية، استلهمت مقوماتها من البيئة القروية حيث الطبيعة والسهل وتسلق الشجر والجبال ،فأصبحت في هذه اللعبة واحدة من أشهر الرياضين في العالم ، وحققت انجازات مذهلة على مستوى العالم.
وكانت دورة ألعاب البحر المتوسط الـ12 في كاب داغد بفرنسا عام 1993 بداية دخول شعاع العالمية ،عندما تخلت عن المشي خطوة خطوة وقفزت برقمها 890 نقطة فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية،وتجدر الإشارة انها سجلت مشاركتها العالمية الأولى في بطولة العالم عام 1991 في طوكيو وحلت في المركز 24 (5066 نقطة).
وسطرت غادة اسمها في سجل العالمية أيضاً في دورة النوايا الحسنة في مدينة “سان بطرسبرغ” الروسية عام 1994 بميدالية برونزية مسجلة 6361 نقطة، وفي العام ذاته أحرزت ذهبية الألعاب الآسيوية في هيروشيما مسجلة 6260 نقطة.
ثم مهد لقاء “غوتسيش النمساوي” الدولي عام 1995 لشعاع الفوز في بطولة العالم منتزعة المركز الاول، بعد ان أبعدت كبرى بطلات العالم وسجلت 6760 نقطة “وكان أفضل رقم عالمي، فتوجهت إليها الأنظار في “مونديال غوتنبرغ” في السويد.
و انتزعت اللقب العالمي لها ولسوريا مسجلة 6651 نقطة بعد ان قهرت عملاقات، في مقدمهن الاميركية جاكي جوينر كيرسي والالمانيتين سابين بروان وهايكه دريشلر.
ولم تخيب آمال سوريا في دورة “اتلانتا” في 1996، فكانت غادة الذهبية ذات ال 27 عاماً بصوتٍ مدوٍ ، وتفوقت على المشاركات جميعهن، لتنال الميدالية الذهبية الأولى لسوريا في تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة.
وحازت بذلك على الميدالية الأولمبية الثانية لسوريا بعد فضية المصارع البطل السوري جوزيف عطية في دورة لوس انجيلس عام 1984. فلقيت تكريما كبيرا في بلادها من قبل الرئيس حافظ الاسد.
واختتمت مسيرتها الدولية بإحرازها البرونزية السباعية في بطولة العالم عام 1999 في اشبيلية، بعد أن تراجع أداءها بسبب الإصابة ، ثم اخفقت في “سيدني 2000” وانسحبت بعد سباق ال100 م حواجز، بداعي الاصابة.