فايز قزق: مؤسسات الدولة مخترقة بالفساد والعالمية لا تعنيني
قال الفنان فايز قزق: “يجب أن يكون هناك وعي للحكومات السورية القادمة أن هذا البلد في خطورة شديدة وقد يتلاشى، لا بفعل مستعمر بل بفعل ما هُشم بالداخل”.
وتابع قزق في حديثه لبرنامج “المختار” الذي يبث على إذاعة “المدينة إف إم” وتلفزيون الخبر أنه “يجب إعادة اعتبار وبناء المؤسسات الخاصة بالدولة، لأنها مخترقة بسلاسل الفساد المرتبطة ببعضها من تجارة إلى صناعة إلى تعليم وغيرها”.
وأضاف قزق أن “هذه المؤسسات قد تبدو لامعة ومزخرفة من الخارج، لكن السوس نخرها على مدى عقود من الزمن وباتت غير قادرة على إنتاج المأمول منها”.
وأردف قزق أن “المسألة منوطة بخلية حكومية يجب أن تتكون من أشخاص لديهم القدرة على التفكير المستقبلي سواء بالاقتصاد أو التربية والتعليم والمناهج التي يجب أن تكون مستقبلية لا ماضوية”.
وأشار قزق إلى أن “المفهوم العلمي دائماً كان يضيع في مدارسنا وجامعاتنا وهو مرتبط بالمفهوم الإنساني وعندما يُفقد أحدهما يُفقد الآخر”.
وأضاف قزق أنه “لم يكن هناك تطوير على مستوى المؤسسات المنوطة بالثقافة لكي يكون المسرح والسينما منتشرين أكثر، هذا الدرع الذي اسمه ثقافة كان من المفترض أن يكون رافعاً لوعي عدد مهم جداً من السوريين عبر منتج ثقافي يتطور ويُحمى من الدولة”.
وتابع: “لكن الدولة نفسها تركت هذا الأمر والدليل على ذلك أن أضعف وأقل ميزانية في تاريخ الحكومات السورية في ال٥٠ سنة الماضية كانت لوزارة الثقافة التي يفترض أن تكون أرفع وزارة”.
وقال قزق إن ” الحرب ضخمة جداً وتداعياتها ستبقى لعقود”، مضيفاً أنه “لا يوجد مكتبات في البيوت، كما لا يوجد هناك وعي من قبل إدارات المدارس والجامعات لاستدراج التلاميذ إلى القراءة بعيداً عن المنهاج”.
وأضاف قزق أنه “لا يوجد أيضاً مكتبات عامة تفتتح في مكان التجمع السكني، ولا يوجد إحساس على الإطلاق عند الوزارات المعنية بأهمية المكتبة”.
وعن الوصول للعالمية، قال قزق: “كنت على مسارح نيويورك وواشنطن وأوروبا كاملةً، على خشبة المسرح كممثل لا يعنيني أن أكون عالمياً بمعنى الشهرة، بل يعنيني أن أكون مفيداً في هذه المسارح وفي مكان عملي”.
وتساءل قزق عن “الفنون والمسلسلات والفيديوكليبات التي تُقدم على التلفاز هل هي فعلاً فنون ترفع من سوية وعي البشر؟ إذا كانت كذلك فلماذا سقطنا في هذا المسقط، ولماذا كان وَعينا ضعيفاً للحد الذي قمنا بتهديم أنفسنا فقط بمجرد إشارة من الخارج”.
وذكر قزق عن تخليه عن دراسته بالمعهد الزراعي وتوجهه للمعهد العالي للفنون المسرحية أنه “كنت واثقاً أن هذا طريق جميل إذا ما تم قبولي به، لكن لم أكن واثقاً أنني سأقبل بسبب الواسطات والمحسوبيات”.
وعن مسألة الواسطات والمحسوبيات في المعهد قال قزق “أستطيع أن أقول أن المسالة لها أكثر من معنى، فعدد المتقدمين كبير جداً والمعهد هو الوحيد في سوريا، ودوماً كانت اللجنة محكومة بعدد من الأشخاص الذين اختبروا المسرح عبر فترات طويلة من حياتهم بالتالي لم تكن هناك رغبة في أن يدخل أي إنسان بالواسطة”.
وأضاف قزق: “لكن لا أنفي أن هنالك مشاعر كنا نتحسسها عندما يكون هناك إلحاح على شخص ما”، مضيفاً “كنت أتلقى مكالمات وأوراق وكنت أمزقها أمام من يأتي بها لأنني لا أود أن أرتكب جريمة بأن يتخرج هذا الإنسان ولا يكون على قدر المسؤولية”.
ووصف قزق المعهد العالي للفنون المسرحية بأنه “كان هناك صعود وهبوط في أدائه التنظيمي والإداري والمالي، وتم حشر أكثر من منشأة بنفس المبنى وافتتاح أقسام بدون وعي”.
وأضاف قزق: “هذا الشيء لم يتغير أو يتطور، حتى على مستوى النظام الداخلي والمناهج كان يفترض أن تتبدل ولكن دائما ما كان هناك تأجيل، إلى أن أصبح المعهد يعمل بمشيئة الأستاذ الذي يأتي الآن”.
وعن المراكز الثقافية قال قزق: “ما من مركز ثقافي إلا ويبدو بالنسبة لي كمركز حزبي، وليس هناك ما يشجع على الدخول على هذه الأمكنة، ومعظم المسؤولين فيها هم أشخاص لا يطيقون وجود الازدحام في المكان”.
وأضاف قزق أن “هؤلاء الأشخاص يجب عليهم استقبال البشر في المركز بمنتهى الاحترام، كما يجب أن يُحترموا بمرتب حقيقي لكي يكونوا مسؤولين عن عملهم”.
وختم قزق بأن “الثقافة يُفترض أن تكون مُشجعة من قبل الدولة، لأنها جزء من نمو عقل هذا الإنسان الذي تخرج من جامعة ويفترض أن يكون بجواره شيء من الثقافة”.
تلفزيون الخبر