التكيَّة المولويَّة تراث من مدينة اللاذقية
شهدت مدينة اللاذقيَّة قديماً وجود العديد من الزوايا والتكايا، وكان أبرزها التكية المولوية.
والتكية لفظ كان يطلق على الأماكن المعدة للزهاد وأتباع الطرق الصوفية، وكانت تجري فيها الأذكار والأوراد، وتتألف التكية من عدة أقسام وأجنحة خصص بعضها للعبادة والتعليم وبعضها الآخر لإعداد الطعام للفقراء والمسافرين ونومهم.
وبحسب ما زود به تلفزيون الخبر من مضر كنعان في لجنة الدراسات التاريخية والأثرية بمديرية أوقاف اللاذقية: دخلت الطريقة المولوية الصوفية إلى بلاد الشام بعد الحكم العثماني، أنشأها (جلال الدين الرومي) إحياءً لذكرى شيخه (شمس الدين التبريزي).
وتميزت الطريقة بإحياء حلقات الذكر عبر الأناشيد الدينية وقراءة الأشعار والرقص على إيقاع آلات الطرب وخاصةً الناي.. وتمثل رقصتهم نظاماً روحياً يرمز إلى التحام الفكر المولوي باللامحدود، وتقود إلى علاقة متحركة بين الإنسان والله.
وكانت تقع التكيَّة المولويَّة في اللاذقية في حي القلعة، ويعود تاريخ بنائها إلى عهد السلطان عبد العزيز سنة 1280هـ (1863م) وانتهى البناء في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
وأرخ بناءها الشيخ الحاج (عبد اللطيف الصوفي) وجاء في مذكراته المخطوطة: لقد كتبت هذا التاريخ لأجل باب تكية مولوية اللاذقيَّة حين تم بناؤها بدايةً زمن المرحوم السلطان عبد العزيز ثم أتمها السلطان عبد الحميد.
ولقد بنيت التكيَّة بجوار ضريح والدة (إبراهيم بن أدهم) وبناؤها من حجر يتألف من طابقين، يحتوي الأرضي منهما على 11 غرفة ومطبخ وأربع غرف مؤونة وغرفة ضمنها ضريح والدة السلطان إبراهيم.
ويعد أبرز من توالى على مشيخة التكيَّة: محمد صائب الحموي المولوي الذي توفى عام 1908م وبعده ابنه محمد راغب الذي بوفاته انتهت الطريقة المولوية في اللاذقيَّة.
وهُدمت التكية في اللاذقية وتمت وإزالة الضريح عام 1976م في عمليات توسيع شارع ميسلون و”تجميل” حي القلعة، لتخسر اللاذقية معلماً مهماً من معالمها القديمة.
الجدير بالذكر أنه بُني مكان التكية المولوية في اللاذقية مصرف التسليف الشعبي في شارع ميسلون.
زياد علي سعيد _ تلفزيون الخبر_ اللاذقية