المخرج جود سعيد: لن أكون المدير العام لمؤسسة السينما
يرفض المخرج “جود سعيد” بعد خمسة عشر عاماً حقق خلالها أكثر من ستة أفلام سينمائية معظمها من تأليفه أو شارك في كتابتها، أن يصبح مديراً عاماً للمؤسسة العامة للسينما، التي كانت جميع أفلامه من إنتاجها أو شريكة بذلك، قائلاً: “الإدارة لا تستهويني”.
وجاء كلام مخرج “مطر حمص” في معرض رده على سؤال افتراضي لتلفزيون الخبر، حول إمكانية رؤيته يوماً “المدير العام لمؤسسة السينما”، مضيفاً أنه يرى مدير المؤسسة الحالي “سينمائي بامتياز ويحقق مشروعاً محترماً ضمن الممكن” على حد تعبيره
وأوضح في تصريح لتلفزيون الخبر: “لكن لو طلب مني أن أقدم رؤية لآلية الإنتاج في المؤسسة، لحاولت أن أخرج الفيلم السينمائي السوري من قيود الرقابة، وجعله حراً، بشكل يُمَكِّن الشباب أن يعبروا عما يدور في خلدهم من أفكار سينمائية، ولكنت قاسياً جداً في الحكم على سينمائية الفيلم”.
وعند سؤاله عن أي من أفلامه يعتبرها علامة فارقة في مسيرته الفنية، أجاب: أحب أفلامي كلّها بالقدر ذاته، وعندما أنظر إليها اليوم بعد أكثر من خمسة عشر عاماً في صناعة الفيلم أستطيع القول بأن “مرة أخرى” ترك بصمة سواء على صعيد الجمهور وعلى صعيد الاعتراف السينمائي بي في العالم العربي وفي بعض المحافل الدولية.
أما فيلمه “في انتظار الخريف” فيعتبره “سعيد” تجربة سينمائية مختلفة اعتمد فيها على الارتجال، بينما “مطر حمص” فهو الفيلم الذي صنع اسمه، مبيناً أن خصوصية هذا الشريط أنه أُنْجِزَ في فترة حرجة سياسياً وعسكرياً في سوريا، وفي مدينة كانت تحت وطأة النار.
فيلم “مسافرو الحرب”، بحسب مخرجه، هو التجربة الأنضج له على صعيد الصناعة السينمائية، بحكم وجود منتج خارجي، أما الأقرب سينمائياً لقلب “جود” فهما فيلما “درب السما” و”رجل وثلاثة أيام”، وربما ينضم إليهما فيلمه الأخير الذي لم يعرض بعد “رحلة يوسف”.
وعند سؤاله عن سينما الحرب وهل يميل إلى استرجاع الواقع سينمائياً، يقول: لست من الأشخاص الذين يحبون استعادة الواقع في السينما، بل أعتقد أن السينما تخلق واقعها الخاص، فمثلاً فيلم “مسافرو الحرب” أنجز قراءة خاصة في الواقع السوري لذروة الأحداث، من وجهة نظر أشخاص لم يشتركوا في الحرب بل كانوا منفعلين وعانوا من ويلات الحرب.
لكن ما هو العمل الذي يطمح المخرج “سعيد” لصناعته، يوضح: “لا أعرف ما هو العمل الذي أطمح لصناعته، لكن أتمنى أن أستطيع صناعة فيلم يقدم قراءة في مراحل تاريخ سوريا الحديث، ما بين ثمانينات وتسعينات القرن الماضي”.
وبالانتقال إلى أعماله التلفزيونية، ولاسيما مسلسل “أحمر” الذي تعرض لانتقادات واسعة، يبين أنه كان تجربته التلفزيونية الأولى، وأنه يحترمها كثيراً، مع اعترافه بأنها لم تكن تجربة صحية بالمطلق، لأسباب شخصية تتعلق بحياته، يقول: “لم تكن تجربة فاشلة ولاسيئة، لكن شابها بعض الأخطاء، وأنا أتحمل مسؤولية هذه الأخطاء، وإذا كنت سببت الأذية لبعض شركاء هذا العمل فأنا أقدم لهم الاعتذار، ومع ذلك لا أنسحب من هذا العمل”.
وعن رؤيته لمسلسله القادم “خريف العشاق”، فإنه يعتبره رواية تلفزيونية كتبتها بشكل جميل “ديانا جبور”، متناولةً فيها جزءاً من تاريخنا المعاصر، ما بين سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وعبرها تقدم الكثير من الأسئلة، تاركةً الإجابات للمتلقي، وتلك الأسئلة تأتي عبر علاقات حب بين ثلاثة أزواج، تمر بانعطافات عديدة فاعلة ومتفاعلة بالظروف السياسية والاجتماعية.
وعندما نسأله فيما إن كان هذا العمل سيساهم بظهور نجوم جدد على الساحة الفنية، يجيب: “هناك الكثير من الشباب و الشابات في هذا المسلسل، وأتمنى أن يكون بوابة لهم في مستقبلهم المهني، وأعتقد أن بعضهم سيحقق حضوراً لافتاً”.
رامي هاني الخير _تلفزيون الخبر