العناوين الرئيسية

من شباط إلى نيسان .. حمص والسبع خميسات

لا يمكن أن يمرّ شهر شباط في حمص مرور الكرام دون الحديث عن “الخميسات”، ويعتقد أن اسم شباط أتى من الفعل “شبط” والذي يعني الجلد أو السوط نسبة للبرد الشديد ومن هنا أتى المثل الشهير “الصيت للمربعانية والفعل لشباط” كناية عن البرد الشديد الذي يمهّد لفصل الربيع بخميسه الأشهر “خميس الحلاوة”.

يقول الأكاديمي مازن إسماعيل لتلفزيون الخبر: حمص تتميز بسبعة “خميسات” متتالية أولها “الخميس التايه” و هو على ارتباط بظهور هلال شهر شباط أي “تايه” و محتار بموعد ظهور الهلال ثم يأتي خميس “الشعنونة” المرتبط بتقلبات شباط “اللي ما عكلامه رباط”.

و يتابع اسماعيل: الخميس الثالث هو “خميس المجنونة” نسبة لجنون الطقس والخميس الرابع هو خميس القطاط تعبيرا عن ذروة موسم تكاثر القطط، والخميس الخامس هو خميس النبات حيث كان يرمي الحماصنة بعض الأعشاب في بئر الحظ بقلعة حمص.

و يذكر اسماعيل: أمّا الخميس السادس وهو الأشهر “خميس الحلاوة” و الخميس الأخير و الختامي هو “خميس المشايخ”.

و أردف اسماعيل: “خميس الحلاوة” سُمّي بهذا الاسم لأن الناس تتوجّه إلى “الجبّانات” و توزّع الحلويات على أرواح الأموات لجميع المارّين مقابل قراءة الفاتحة على أرواح “المتوفّين” إحياء لذكراهم في حب الحلاوة لذلك كان يتم ترديد جملة “الله يرحم الأموات شو كانو يحبّو الحلاوات”.

No photo description available.

و عن “خميس الحلاوة” في حمص يقول الحلواني أسامة الساحلي لتلفزيون الخبر: اشتهر هذا الخميس في حمص بأنواع حلاوته المميزة، و من أشهر الحلويات “القرمشلية” أو “الخبزية” بلونيها الأحمر والأبيض والتي يتم تركيبها على واجهات المحلّات بشكل هرمي حتى أن بعض الظرفاء الحماصنة يقولون “أهرامات القرمشلية أقدم من أهرامات الجيزة”.

و يتابع الساحلي: كما يتم تداول حلوى “البشمينا” التي تُصنع من الطحين والسمن و يتم غليها بالقطر وتُطوى وترتَّب بطريقة شائعة، بالإضافة لحلوى “السمسمية” التي لها نصيب من اسمها حيث تُصنع من السمسم الأبيض و “الناطف” ولن ننسى الحلوى التي تشبه “الغرَّيبة” بلونيها الأبيض والأحمر و تُسمّى “بلاطة جهنّم” بالإضافة للراحة و الجوزية والحلاوة الشوشية و العديد من الحلويات.

و ذكر الساحلي: في هذا الخميس يقف باعة الحلوى على أبواب محلّاتهم ليرددوا: “لا تنسوا الأموات اللّي بيحبّوا الحلاوات” كما كانوا يرددون “يا ستّي قولي لجدّي بحب الحلاوة” .

و ختم الساحلي: رغم الأقدمية التاريخية المجهولة للخميسات في حمص يبقى “خميس الحلاوة” له مكانته حتى أيامنا هذه، حيث لا يغيب عن الحماصنة أبداً إحياء ذكر “أجدادنا الأموات اللي كان ضرسهم طيب و يحبّوا الحلاوات”.

حسن الحايك_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى