ما هو “السعار” أو داء “الكَلَب”؟
في الكثير من الأحيان نسمع قصص عن شخص عضه كلب وتم أخذه للإسعاف فوراً وإعطائه إبر كي لا يُصاب بداء “الكَلَب”، ماهو هذا الداء وكيف نتعامل معه؟ هو ما سنتناوله في هذه المادة.
وعرفت الدكتورة أية العلان داء “الكَلَب” بأنه “التهاب دماغ ونخاع حاد ومترقِّ يصيب الجملة العصبية المركزية ناتج عن الإصابة بفيروس الكَلَب الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الربدية وهو مرض قاتل بنسبة تصل ل100%”.
وبحسب ما أوضحت العلان عبر “تلفزيون الخبر”، نميز شكلين للمرض “الشكل الحضري ويكون لدى الكلاب المنزلية والقطط والشكل الحراجي يشاهد لدى الثعالب والراكون والذئب والنمس والخفافيش”.
وشرحت العلان الطريقة الأساسية للعدوى بالمرض حيث “تتم عن طريق لعاب الحيوان المصاب خلال العضّ ونوهت إلى أن الفيروس غير قادر على اختراق الجلد السليم وينتقل عن طريق جرح أو عن طريق الأغشية المخاطية كالملتحمة”.
وتحدثت العلان أن الفيروس “يستهدف الأعصاب المحيطية وينتقل بالنقل الراجع عبر المحاوير العصبية ليصل إلى الجملة العصبية المركزية حيث ينحصر تكاثر الفيروس في الدماغ فقط وتتراوح فترة الحضانة بين 10 أيام إلى عام كامل”.
وقالت العلان إن المرض يشخص سريرياً بشكلين “الطور البادري ويشاهد في بداية المرض بأعراض عامة تتمثل بالحمى والتعب والدعث والصداع والغثيان والإقياء والحلق المؤلم والسعال الجاف، وأهم هذه الأعراض والذي يعتبر موجهاً للإصابة هو المذل أي الخدر أو تشوش الحس في مكان الأذية”.
والشكل الثاني “مرحلة فرط الاستثارة نشاهدها في (السّعار الساحق) يتظاهر بسيلان لعاب وتعرق واضطرابات حركية شديدة، وخوف وحالات من الهياج وانعدام النوم والاختلاجات والتقلصات التوترية الرمعية ورهاب الماء والهواء” و(السّعار الهادئ) وينتقل فيه المريض من الطور البادري إلى المرحلة الشللية مباشرة”.
ووفق العلان “إما أن يحدث الموت خلال أيام قليلة أثناء إحدى نوبات الاختلاج أو تتطور نحو المرحلة الشللية مع حدوث شلل نومي في عضلات الرأس و يموت المريض بعد 3-5 أيام بسبب الشلل التنفسي أو القلبي وللأسف الإنذار سيء جداً في كلا الشكلين”.
وأفادت العلان أن “المميز في الإصابة بفيروس الكَلَب هو ارتفاع الكريات البيضاء لتصل إلى 20.000-30.000/ملم³ على عكس الإصابات الفيروسية بشكل عام التي ينخفض فيها تعداد الكريات البيضاء”.
وحول العلاج أجابت العلان “بدايةً يجب غسل أذية العضات والسحجات مباشرة بالماء الصابوني مع تنضير مكانها وإزالة النسج المتهتكة مع أهمية الإشارة إلى عدم استعمال المواد المخرشة كالكحول لأنها تزيد من نفوذ الفيروس إلى الجملة العصبية المركزية وترك الجرح مفتوح حتى يتندب”.
وتابعت العلان “حقن الأمينوغلوبولين النوعي 20وحدة/كغ لمحاصرة الفيروس و منع انتشاره قبل حدوث الإصابة والبدء المبكر باللقاح مثل HDC أو PRVC”.
وأوضحت العلان أنه “لا توجد معالجة نوعية في المظاهر السريرية ولا تتراجع الأذيات العصبية المركزية وكل ما يمكن فعله هو تقديم العناية الطبية المشددة للمريض مع توازن السوائل والشوارد ومعالجة وذمة الدماغ”.
ونوهت العلان إلى أنه ” يتم وقاية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة حقناً باللقاح، بالإضافة إلى تلقيح الكلاب والقطط باللقاح المعطل وقتل الحيوانات الشاردة”.
تم إعداد هذه المادة بالتعاون بين تلفزيون الخبر و”سماعة حكيم”.