التبول اللاإرادي عن الأطفال… الأسباب والعلاج
يُعرف السلس البولي على أنه الإفراغ المتكرر للبول في سرير أو الملابس بشكل لا إرادي، ويتكرر في كل مرحلة من مراحل الطفولة بنسب مختلفة.
ويشرح الدكتور موفق الصوص، أخصائي جراحة بولية، لتلفزيون الخبر أن “السلس البولي يقسم لنوعين، الأول ليلي يحدث أثناء نوم الطفلـ وآخر نهاري يحدث أثناء يقظة الطفل”.
ويضيف الدكتور “الصوص” أن “للسلس البولي يقسم لعدة مراحل أحدها أولي وفيه لم يمر الطفل بفترة تحكم للبول بعد، والثانوي يكون الطفل تحكم في بوله فترة ثم حدث نكس بعد ذلك، وهناك الليلي طبيعياً حتى عمر ٥ سنوات”.
ويتابع “يكون التبول في الفراش أكثر انتشاراً في مرحلة الطفولة المبكرة ثم تقل نسبته كلما كبر الطفل في السن، حيث يعاني منه في عمر 5 سنوات ما بين 15-20% من الأطفال، وتقل النسبة إلى 16% في ست 7 سنوات، وتنخفض إلى 3% في عمر 10 سنوات”.
ويطلق على سلس البول الليلي عند الاطفال مصطلح “بوال الفراش” عند تحقق عدة عوامل، منها “تكراره في الفراش أو الملابس مرتين أسبوعياً على الأقل ولمدة ثلاثة أشهر متتالية، في حال عمر الطفل أكثر من 5 سنوات، وإذا كانت أسباب التبول غير عضوية”.
ويقول الدكتور “الصوص” إن “حالات بوال الفراش توصف من قبل الأهل بثقل النوم وصعوبة الاستيقاظ خاصة في الليل، كما أن الطفل لا يتذكر أنه تبول وإنما يتفاجأ في الصباح بما حدث له من بلل فراشه وملابسه”.
ويرجع “الصوص” أسباب السلس البولي إلى “مثانة عصبية، نقص الهرمون المضاد لإفراز البول، تأخر نضج المراكز المخية المسؤولة عن التحكم في البول، الإصابة ببعض الأمراض كالسكري، وجود اضطرابات عضوية في الجهاز البولي كغياب المعصرة الإرادية، والإنتانات البولية”.
وتتمثل الأسباب غير العضوية “بالنوم العميق، إحساس الطفل بالغيرة خاصة من وجود طفل جديد في الأسرة، عدم الإحساس بالأمان، الخوف من الظلام أو الأشباح أو الحيوانات خاصة بعد سماع قصص عنها، إضافة إلى أساليب التنشئة الإجتماعية الخاطئة مثل معاقبة الطفل والإساءة له من قبل الوالدين”.
ويتابع الدكتور “الصوص” أن “التدليل الزائد ومحاولة الطفل في جذب الانتباه، الاضطرابات السلوكية والنفسية مثل الخجل والخوف والحركة الزائدة، لهم دور في التسبب بالسلس البولي الليلي للأطفال”.
ويلفت الدكتور “الصوص” إلى أن “معظم الأطفال يتخلصون من بوال الفراش مع تقدم العمر”.
ويعالج السلس البولي بعلاج الأسباب العضوية، وفي حال عدم وجودها، من الممكن أن يصف الطبيب الدواء لفترة قصيرة من الوقت دعماً للعلاج السلوكي وحتماً ليس بديلاً عنه”.
وتشمل الأدوية علاجات تنقص إفراز البول، وتهدئ المثانة، وتنشط الوظيفة الدماغية، إضافة إلى العلاج السلوكي والذي بحدد كمية السوائل التي يشربها الطفل في الليل قبل ٤ساعات من نومه، ويمكن تشجيعه على شرب السوائل في الصباح وبعد الظهيرة حتى لا يشعر بالعطش في المساء.
ويشرح الطبيب أنه يفضل “اجتناب المشروبات الغازية والأطعمة الحاوية على الكافيين في أيّ وقت في اليوم، وهذا لأن الكافيين يمكن أن يثير المثانة، وينبغي اجتنابه في المساء تحديدًا، إضافة إلى ايقاظ الطفل بعد ساعة من نومه ليتبول، التأقلم والدعم الدائمين.
وينصح الدكتور “الصوص” الوالدين، بالتحلي بالصبر، لحل المشكلة مع الطفل زيمكن أن يتضمن العلاج الفعال العديد من الاستراتيجيات ويستغرق في بعض الأحيان بعض الوقت لينجح، والطفل في هذه المرحلة يحتاج للتعبير عن مشاعره والشعور بالإحساس الصحيح من الوالدين اتجاهه.
ويفضل الدكتور “الصوص” عدم “مضايقة الأشقاء للطفل الذي يتبول في فراشه، ويمكن بدلاً من ذلك الإشادة بالطفل لاتباع روتين وقت النوم والمساعدة في التنظيف بعد الحادث، واستخدم أنظمة المكافأة بالملصقات إذا ما كنت تعتقد أنها يمكن أن تساعد على تحفيز الطفل، مع الاطمئنان والدعم والتفاهم، يمكن للطفل التطلع إلى قضاء ليالٍ جافة في المستقبل”.
الجدير بالذكر أن التبول في الفراش أمر لا إرادي، لذا من غير المعقول عقاب الطفل أو مضايقته بسبب ذلك.
تم إعداد هذه المادة بالتعاون ما بين تلفزيون الخبر و”سماعة حكيم”