سوريين عن جد
“أنر الزاوية التي انت فيها”.. عنوان مكتبة الحقيقة في اللاذقية
“أنر الزاوية التي انت فيها”.. تتصدر هذه الجملة الرف الأول من مكتبة “الحقيقة” في اللاذقية، حيث يستمر صاحب المكتبة “أبو يعرب” بكتابة الجمل المعبرة ووضعها على رفوف مكتبته التي مازالت تبيع الكتب منذ اكثر من 25 سنة.
ويستمر “أبو يعرب” بفتح المكتبة من الصباح وحتى المساء وفي كل يوم عبارة جديدة وكتاب جديد ومعلومة جديدة يسعى من خلالها “أبو يعرب” لنشر المعلومة والمعرفة التي يعتبرها مشروعه الأول في الحياة.
تلفزيون الخبر التقى صاحب مكتبة “الحقيقة” في اللاذقية (أبو يعرب) الذي قال عن المكتبة “استمرت مكتبة الحقيقة ببيع الكتب منذ العام 1991 وحتى الآن وذلك ايمانا مني بأن الكتاب هو السبيل الوحيد للارتقاء بالأفكار والبحث عن المعرفة”.
وتابع “تحتوي المكتبة على جميع أنواع الكتب السياسية والأدبية والفلسفية وفي كل يوم أقوم بكتابة عبارة جديدة وتعليقها على رفوف المكتبة لكي يقرؤها الشباب الذين يزورون المكتبة، اضافة إلى أن أغلب زوار المكتبة بعد قراءة الكتاب يعودون إلى المكتبة ونتناقش في الكتب التي اشتروها أو أخذوها من قسم الإعارة”.
وأضاف “أبو يعرب” : “هناك العديد من الكتب التي لم تتم طباعتها وموجودة على شبكة الانترنت، ولذلك أقوم بسحب الكتب من شبكة الانترنت وطباعتها لمرة واحدة فقط ووضعها في قسم الإعارة في المكتبة لكي يستفيد الشباب”.
وأوضح “أبو يعرب”: “كنا في السابق نطبع الكثير من الكتب ونعرضها للبيع إلا أن ارتفاع تكلفة الطباعة الورق لم يساعدنا لذلك اكتفيت بطباعة نسخة واحدة من كل كتاب غير متوفر ووضعها في قسم الإعارة”.
وبيّن صاحب المكتبة “تحرير العقل من النقل الخاطئ للمعلومة هو الغاية الأساسية من وجود مكتبة الحقيقة دفع الشباب لمعرفة الماضي ودراسته دراسة علمية وليس حفظه ونقله كما هو، المطلوب هو فهم الشباب للتاريخ ومن ثم وضعه على الرف والقول له “ابق بعيدا اتعبتنا واتعبناك”.
وأوضح “مكتبة الحقيقة تسعى من خلال بيع واعارة الكتب وكتابة الجمل على رفوفها إلى خلق ناس جدد يتجادلون من أجل فيلسوف وليس من أجل الدين، خلق شباب جديد يدخل إلى المكتبة لشراء كتاب وليس للسؤال عن تصغير كتاب للغش في الامتحان”
وتابع “مكتبة الحقيقة لا تبيع سوى الكتب فقط لاغير، رغم الظروف المادية الصعبة لم أحاول تغير المكتبة أو بيع الدفاتر او القرطاسية لتبقى رائحة الكتب فقط عابقة في المكان وكتبت على واجهة المكتبة “لا يوجد لدينا مصغرات ولا نساهم في فساد العلم، الرجاء عدم السؤال وشارك معنا في محاربة هذه الظاهرة المحزنة والمخجلة”.
مكتبة “الحقيقة” في اللاذقية تشبه الرجل الحكيم الذي يجلس قريبا من الشباب حيث يستطيعون سؤاله أثناء ذهابهم إلى الجامعة وعند عودتهم فهي قريبة من الجامعة، وروح صاحبها موجودة في زوايا المكتبة فلا يمكن لأي كتاب جديد ألا يجد مكان له على رفوفها ولا يمكن لصاحبها أن يبخل به على أي شاب يبحث عن المعرفة.