سوريين عن جد
جمال مكثّف وذاكرة كبيرة في “سنتيمترات ملوّنة”
الفنّ هو كلّ ما يتحدى مفاهيمنا الثابتة للجمال، هو كلّ ما يستطيع أن يعبّر عمّا يعيشه الناس ويلامس أرواحهم، أوطانهم، واقعهم وخيالهم أحياناً، ومن هذه الأفكار أراد الفنّان جوني سمعان توصيف فنّه في “سنتيمترات ملوّنة” عنوان معرضه.
وعن بداية فكرته قال الرسام جوني سمعان لتلفزيون الخبر”بدأت الفكرة عام 2013 برسم لوحات صغيرة لأفكار متنوعة تم عرضها لأول مرة في مقهى قصيدة نثر باللاذقية، و السنتيمترات الملونة مجموعة من اللوحات التي لا تتجاوز بضع سنتمترات تتحدث عن الحرب و الحب والأصدقاء”.
وأضاف سمعان”كان للتأثير الذي تركته على الحضور الدافع الاكبر للاستمرار بإقامة معارض في مقاهي عديدة ومؤخراً معرض في بيروت في كاليري 392 رميل 393، وكان التفاعل مع اللوحات واضح بأعين الحاضرين حيث كانوا يتأثرون ببعض المواقف ويضحكون عند اخرى “.
وعن المواضيع التي تحملها اللوحات تابع جوني سمعان”اللوحات السنتيمترية هي كغيرها حالة إبداعية معنية بالتفاصيل الجميلة الصغيرة والهامشية وقد يكون الهدف الوحيد منها هو الجمال فقط ورصد جماليات الحياة بطريقة ملونة”.
وأردف”إضافةً إلى أنني أردت أن أجعل الحياة أكثر ألواناً وأكثر خفة ، وأن أضيء على جوانب إنسانية وتفاصيل معاشة بعضها جميل وبعضها يعكس قسوة الواقع”.
وأكمل”فالفنّ بشكل عام يمكن أن يعبر عن ما تعيشه من زاويتك الخاصة التي تقرأ بها واقعك وتقدمه للعالم بأفكار مختزلة وملونة وهو ترجمة للخبرات والمشاهدات التي اكتسبها الفنان خلال ملامسته للحياة بكافة جوانبها”.
وبيّن الرّسام دور الفنّ بحالة الحرب والدمار بقوله” الفن يُخلق من عالم سيء التصميم ، ففي الحروب غالباً ما يظهر الفنّ بقوة ليتحدى الدمار ، يظهر ليعيد صياغة الحياة بطريقة أجمل أو لينتقد أو ليوثق مرحلة ما”.
وعن معرضه الأخير قال سمعان لتلفزيون الخبر” إنّ المعرض الذي أقيم في بيروت في غاليري رميل ضمّ 1800 لوحة صغيرة تقاسمناها مناصفة أنا والرّسام وكائد حيدر ، هو محاولة لإعادة تلوين 1800 يوم من الحرب في سوريا”.
وختم ابن مدينة اللاذقية” لوحاتي هي محاولة لتثبيت صورة جميلة عن سوريا من خلال الفن، وأريد أن أقول أن هناك الكثير من الجمال في سوريا الذي يجب أن يعلم به العالم كله، فهي البرّ وكل ما تبقى من العالم مجموعة من البحار والمحيطات التي لاتشعر بالاستقرار بها”.