استثناءات وسماسرة لتعديل المخططات التنظيمية والبناء في مناطق محظورة بمدينة التل
يعاني أهالي مدينة التل بريف دمشق من مجموعة من المشاكل بدءاً بسوء الوضع المعيشي وانتشار ظاهرة السرقات، مروراً بالضرائب العالية، وارتفاع رسوم الخدمات، وصولا إلى البناء في مناطق محظورة بحسب ما كشف الأهالي لتلفزيون الخبر.
سماسرة للبناء في أماكن محظورة
أكّد مصدر مطلع في مدينة التل لتلفزيون الخبر، أنّه “يوجد داخل مجلس مدينة التل من يسمسر على منح الموافقات والاستثناءات في مناطق محظور البناء فيها وذات كثافة سكانية كبيرة ويقبضون أرقام خيالية”.
وأشار إلى أنّ “الموافقات الممنوحة في منطقة الروز على سبيل المثال تثبت ذلك وتم تعديل مخطط تنظيمي فيها لتحقيق مصالح البعض وقبض مبالغ عليها”.
وبيّن المصدر، أنّ “في بعض مناطق التل الزراعية يتم السماح لصالح مساحة 4000 متر مربع بناء منزل مساحته 80 متر فقط لا أكثر، مؤكداً وجود مخالفات كبيرة في هذا المجال وهناك أبنية مساحتها 150 متر معمّرة على مساحة زراعية 500 متر لا أكثر”.
وأشار إلى أنّ “البناء في الوادي الخاص بالمدينة وحرم الأنهار محرم ولكن بوجود المجلس الحالي ظهرت العديد من المخالفات فيها”، لافتين إلى أنّ “مخالفات مجلس المدينة الحالي خلال العامين الحالي والماضي، هي أكبر من المخالفات التي بنيت في الوقت الذي كانت فيه المدينة خارج السيطرة”.
رسوم وضرائب عالية
أوضح أصحاب الفعاليات التجارية، أنّ “رسم النظافة ارتفع من 10 آلاف العام الماضي إلى 80 ألف ليرة هذا العام، بينما الواقع يؤكد أنّ لا خدمات مقدمة من المجلس البلدي”.
وبين أصحاب الفعاليات التجارية والأهالي أنهم يكنسون الطرقات والأرصفة بأنفسهم، مبينين أنّ “العديد من عمال النظافة يمرون من فوق الأوساخ وكأن الأمر لا يعنيهم”.
وقال أصحاب الفعاليات التجارية لتلفزيون الخبر: “تشكل ضريبة الدخل المفروضة من قبل المالية، حمل كبير علينا”، لافتين إلى أنّه “تم رفعها من 10 آلاف إلى 200 ألف ليرة سورية”.
وتابعوا: “عندما راجعنا الجهة المسؤولة عن سبب ذلك، قالوا لنا من لا يستطيع أن يدفع فليغلق محله”.
وأوضح الأهالي، أنّ “التغيرات التي حصلت في سعر الصرف بالسوق أدت إلى ارتفاع الأسعار وهذا صحيح ولكن هامش الربح أصبح أقل بكثير مما كان قبل”.
وأوضحوا أنّ “الجهات المعنية عن تحديد قيمة الضريبة حتى لا تسأل عن أسعار السلع حيث يقومون بتسعير المواد وفق مزاجهم ويضعون الضريبة عليها”.
وقال الأهالي: “الطريق الرئيسي في المدينة بقي لفترة طويلة (مقشوط) غير مزفت ووصلنا إلى مرحلة بوس الأيدي لكي نحمي ممتلكاتنا من الغبار ولا فائدة “.
وأضافوا: “كرهونا ثيابنا، لكن لولا جهود بعض أصحاب الأيدي البيضاء لكان الطريق إلى الآن على وضعه السابق”.
ولفت الأهالي إلى أنّ “مجلس المدينة أثناء وضع الطريق السيء أدخلوا باص نقل داخلي إلى المدينة مهمته نثر الغبار وبقايا الزفت المطحون على ممتلكاتنا ما دفع العديد من أصحاب الفعاليات التجارية إتلاف بضائعهم قيمتها بالملايين”.
تأخر في توزيع المحروقات
فيما يتعلق باستلام الأهالي مخصصاتهم من المحروقات، أكّدوا أنه “لم يتم استلام مخصصات الدفعة الأولى بعد من المازوت، والغاز المنزلي منذ ثلاثة أشهر وهو موثق على برنامج الشركة”.
وأضافوا، “الخبز لولا وجود السوق السوداء لما استطعنا شراءه رغم ارتفاع سعره إلى 500 ليرة سورية للربطة”.
وحول الكهرباء قالوا: “لا حياة لمن تنادي”، وبسبب الانقطاعات المتكررة تم إتلاف واحتراق الكثير من الأدوات المنزلية مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الموضوع في المدينة”.
ولفت الأهالي إلى وجود ظاهرة جديدة وهي سرقة السيارات مؤكّدين أنّ تم سرقة عدد كبير منذ 15 يوم وبشكل ممنهج من خلال فتح السيارة وأخذ كل القطع الممكن الاستحواذ عليها ليصار بيعهم على الأغلب”.
ضرائب بدلا من استثمارات
وأوضح الأهالي أنّ مجلس مدينة التل (البلدية) وهي من المدن الغنية ولديها أملاك لكن لا يتم استثمارها للحصول على الموارد وإنما ويقومون بفرض الضرائب على المواطنين”.
وفيما يتعلق بـ المليار ونصف التي تم إنفاقها على مشفى التل أكّد الأهالي أنه “لا يوجد سوى عيادات خارجية ومركز غسيل كلى من منظمة دولية وفي حال يحتاج شخص ما لإجراء عمل جراحي لا يمكن ذلك”.
وأضافوا، “حتى الكادر الطبي الذي تم الحديث عنه وأنه موجود داخل المشفى هو وهمي وغير حقيقي ولا يوجد مما ذكر على أرض الواقع”.
ظاهرة عامة
بدوره بيّن مصدر أمني مسؤول في مدينة التل (فضل عدم الشكف عن اسمه) لتلفزيون الخبر أنّ “سرقات السيارات هي ظاهرة حدثت في التل كما حدث في مناطق أخرى من ريف دمشق ومدينة دمشق أيضاً”.
وبيّن المصدر أنّه قسم شرطة العباسيين ألقى القبض على إحدى العصابات التي تمارس سرقت السيارات من المدينة وهي عصابة من مدينة دمشق قدمت إلى التل وسرقت 5 سيارات.
وأوضح المصدر أنّ “السرقات كانت تستهدف فك السيارة وسرقة ما يمكن أخذه منها لا أكثر”، لافتاً إلى إبقاء القبض على عصابة أخرى أيضاً.
وحول موضوع المخالفات وتردي الواقع الخدمي في المدينة حاول مراسل تلفزيون الخبر التواصل مع رئيس المجلس البلدي باسم الصمل لأكثر من مرة ولكن لم يكن هناك أيّة ردود.
على خط مواز، أفادت مصادر مطلعة من المدينة أنّ المجلس البلدي على ما يبدو بدأ بمحاولة إزالة بعض المخالفات الموجودة والتي بنيت خلال الفترة الماضية وذلك جاء على خلفية التغيرات التي حصلت في محافظة ريف دمشق مؤخراً.
قصي أحمد المحمد – تلفزيون الخبر