العناوين الرئيسيةمحلياتموجوعين

فوج إطفاء اللاذقية 113 .. جهود جبارة وواقع مزر

لكل حرب جبهات، وعلى كل جبهة حكايات عن البطولة والصمود، أبطالها يعيشون بيننا ، يؤدون واجبهم بصمت رغم كل الظروف، لا ينتظرون جزاء ولا شكورا، فما هي ظروفهم؟ هي أبسط حقوقهم أن نسأل .

فوج إطفاء اللاذقية 113، هو وحدة مدنية ذات طابع عسكري، تقوم بأعمال إطفاء الحرائق في أوقات الحرب والسلم، وتقوم بأعمال الإنقاذ البري والبحري، ويتبع الفوج لبلدية اللاذقية ووزارة الإدارة المحلية والبيئة.

يقول آمر الفرقة في فوج إطفاء اللاذقية بهاء بكسراوي لتلفزيون الخبر، “يبلغ تعداد عناصر فوج إطفاء اللاذقية 153 عنصرا تقريبا، ويوجد ضمن الفوج حوالي 20 مركبة منهم سيارات مختلطة، وصهاريج وسيارتين إنقاذ، كما توجد سيارة سلم للطوابق العليا تصل للطابق 10، ولكنها آلية قديمة النوع وحاليا خارجة عن العمل ومركونة في قسم الصيانة”.

ويتابع بكسراوي “يمتلك فوج إطفاء اللاذقية، نخبة من رجال الإطفاء والمنقذين المدربين والخاضعين لدورات غطس بالتعاون مع الضفادع البشرية بالبحرية السورية، حيث يتم كل عام رفد عنصرين أو 3 عناصر من الفوج إلى وزارة الدفاع لتدريبهم على أعمال الغطس”.

ويضيف بهاء “يوجد لدينا نقص كبير في عدد العناصر، بسبب سفر البعض خارج سوريا والتحاق البعض بصفوف الجيش العربي السوري”.

وطالب بهاء بأن يعامل رجل الإطفاء معاملة خاصة في هذه النقطة، بحيث يعفى جميع عناصر الإطفاء من خدمة الاحتياط، لأن إعداد رجل الإطفاء ليس بالأمر السهل، فهي عملية تتطلب 7 شهور من التأهيل والتدريب، ولا يصلح أي شخص لأن يكون رجل إطفاء.

وأردف بكسراوي “أما بالنسبة للحرائق التي اندلعت في الفترة الماضية، فواجه الفوج 46 حريق في يوم واحد فقط، حيث كان الشريط الساحلي من منطقة البهلولية إلى منطقة بانياس بكامله في حالة اشتعال”.

وبين أن “الحرائق التي اندلعت في جبال القرداحة، التهمت مساحات شاسعة من الأراضي الحراجية والزراعية، وتطلبت مجهودا كبيرا من فوج إطفاء اللاذقية، حيث كانت سيارة الإطفاء تهتم ب 3 حرائق دفعة واحدة، ويرافقها عنصر أو عنصرين فقط بسبب قلة عدد العناصر في الفوج حيث يتواجد في الحالة الطبيعية 5 عناصر في المركبة الواحدة”

وأوضح آمر الفرقة “أنه تم طلب المؤازرة من جميع المحافظات، حيث قدمت مركبات من محافظة دمشق وريف دمشق والسويداء وحماه وبلدة دير عطية وجبلة، بالإضافة الى جهود الدفاع المدني ومديرية الزراعة”.

وشرح بكسراوي “أن هذه الحرائق هي الأضخم في تاريخ المحافظة، وامتدت الحرائق لمدة أسبوع مع فترة التبريد التي تضمن عدم اشتعال الحرائق مرة أخرى”.

وكشف أنه قبل سنوات الحرب “كان لدى سوريا طائرتين هليكوبتر تابعتين لوزارة الدفاع، ومجهزتين لإطفاء الحرائق، ولكن في الحرب تعرضت الطائرتين للتخريب، وخرجتا عن الخدمة”

وبين أن وجود الطائرات كان ليشكل فارقا كبيرا، بسبب اندلاع الحرائق في مناطق جبلية وعرة ومنحدرة، لا تستطيع مركبات الإطفاء الوصول اليها، فأجبرنا على الوقوف مكتوفي الأيدي حتى تصل النار إلينا، وهو بالأمر المعيب”.

وطالب آمر الفرقة “بتزويد الفوج بأجهزة الإتصال اللاسلكي، وأكد أن لهم أكثر من 10 سنوات يطالبون بها ولكن دون جدوى، وبالرغم من زيارة وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف منذ سنتين لفوج إطفاء اللاذقية ومطالبته بالأجهزة، إلا أنه لم يتم توفيرها”.

وأكد رجال الفوج 113 أن “فوج إطفاء اللاذقية هو الفوج الوحيد الذي لا يمتلك أجهزة الإتصال اللاسلكي، موضحين أهمية هذه الأجهزة للتواصل بين الإطفائي والسائق أو بين آمر الزمرة والمركز الرئيسي”.

ويرى بكسراوي أن “سبب استشهاد رئيس شعبة الحرائق في دائرة حراج اللاذقية بسام جناد وعامل الإطفاء جلال صقر، هو عدم امتلاكهم لأجهزة إتصال لاسلكي، حيث التفت النيران عليهم ولم يستطيعوا الإتصال مع مركزهم لطلب المساعدة”.

وقال أحد رجال الإطفاء “الشرطة تصادر دراجاتنا النارية وهي وسيلتنا الوحيدة للتنقل وللوصول إلى الفوج، لذلك نطالب بمنح مهمة لكل رجل إطفاء لكي يسير بدراجته النارية بشكل قانوني”.

وأكد رجال الفوج أن “بدل طبيعة العمل لديهم لا يتناسب مع الجهد المبذول من قبلهم، فعمل الإطفائي مصنف من الأعمال الخطرة، ومع ذلك لا يتجاوز بدل طبيعة العمل 8%، في حين أنه يجب ألا يقل عن 80%، فعمال النظافة الذي يعد عملهم أقل خطورة، يتقاضون بدل طبيعة عمل 80%، كما أن تعويض إصابة العمل لدى رجل الإطفاء لا يأخذ بعين الاعتبار خطورة المهنة ويوازي أي عمل حكومي آخر”.

وأوضح أمين نقابة عمال الإطفاء نزار الشوا لتلفزيون الخبر “أنه لا يقدم لرجل الإطفاء سوى بدلة عمل واحدة وزوج من الأحذية، كما أن الألبسة الداخلية والرياضية لم تعد متوافرة، بالإضافة إلى الحالة المزرية لمنامة وأماكن استحمام رجال الإطفاء”.

وقال آمر زمرة السائقين محمد صباغ “أن رجل الإطفاء، يتعرض أثناء عمله، للدخان والاختناق والغازات السامة، وتتجمع هذه الأدخنة في الرئة، ولا يستطيع سوى الحليب معالجتها، وهو أيضا غير متوفر لرجال الفوج ويتم شرائه على نفقتهم الخاصة، كما أكد حاجة الفوج إلى عناصر جديدة، وسيارات خدمة صغيرة يمكنها العبور في الشوارع الضيقة والأزقة”.

وتحدث رئيس قسم الإنقاذ والصيانة بلال عابدين على أن قسم الإنقاذ “مجهز بمركبة إنقاذ مختلطة وزوارق مطاطية ومضخات لسحب المياه، وأن عمليات الصيانة تتم بمجهودات فردية وشخصية .

وتابع “نحاول قدر الامكان الاعتماد على خبراتنا لتفادي أي تكلفة مادية، فتتم تعبئة أجهزة البودرة وصيانة الخراطيم وأجهزة الاقتحام داخل الفوج، كما أكد أن معدات الفوج لم يتم تطويرها منذ عام 2000″.

يذكر أن عناصر فوج إطفاء اللاذقية 113، يخضعون لتدريبات يومية وأسبوعية وتدريبات خاصة، كما أن الفوج مجهز بصالة رياضية متكاملة ومسبح للتدريب على السباحة والغوص.

جاد ونوس – تلفزيون الخبر

نشرت هذه المادة بتاريخ ٢٤ – ١٠ – ٢٠١٩ ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى