ثقافة وفن

في ذكرى وفاة “مطرب الجبل”.. فهد بلان أحد عناوين الأغنية السورية

يذكّرنا يوم 26 آب بوفاة المطرب السوري فهد بلان الذي رحل في العام 1997 بعد أن شكل حالة فنية مميزة بصوته الجبلي الشامخ كما صخور جبل العرب، تاركاً إرثاً فنياً راسخاً من خلال نبرته العريضة الصاخبة التي مازال كثيرون إلى اليوم يحاولون استحضارها.

ولد “بلان” في 22 آذار 1933 في قرية ملح بالسويداء، وكان والده “حمود” من مشاهير القوة الجسدية والكرم، ولكن بعد تفتت أسرة فهد بلان غادر مع والدته من قرية ملح.
عمل فهد بلان في البدء بكثير من الأعمال، ومن أحدها أن عمل مرافق سائق باص من وإلى دمشق، ومن خلالها، اشترك في مسابقة فنية وأدى أغنية الفنان الكبير فريد الأطرش في أغنية “تطلع يا قمر بالليل” ونجح بشكل كبير.

وبعد ذلك تقدم في دمشق إلى الإذاعة السورية وعمل في كورس الإذاعة إلى حين كانت أغنيته الأولى مع “آه يا قلبي” وبعدها “آه يا غزال الربى” التي لحنت من قبل رجل غير موسيقي على إيقاع عزف من قبله على الطاولة.

تزوج “بلان” ثلاث مرات الأولى من الفنانة المصرية مريم فخر الدين ثم الفنانة اللبنانية صباح والفنانة اللبنانية آمال عفيش، والتي أنجب منها إيهاب بلان.

تعرف “بلان” على الملحن والأب الموسيقي للظاهرة الفنية في الأغنية العربية والسورية عبد الفتاح سكر الذي لحن له مجموعة من الأغاني الشهيرة مثل “واشرح لها”، و”جس الطبيب”، و”لاركب حدك يالماتور”.

ومما لحن له “سكر” أيضاً “تحت التفاحة”، و”يا عيني لا تدمعي”، و”هالأكحل العينين”، و”يا سالمة” و”يا ساحر العينين” و”يا بنات المكلا”.
استطاع فهد بلان أن يصل إلى النجومية بسرعة، وأصبح أحد المطربين المميزين في سوريا، وقدم في الإذاعة السورية الكثير من الأغاني، وحقق انتشاراً واسعاً في أرجاء الوطن العربي، خاصة حين استقر به المقام لفترة في مصر.

حيث حقق في مصر نجاحاً مضاعفاً في حضور عمالقة الغناء أمثال فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، ومن أغانيه الشهيرة الأخرى “ألفين سلام، وركبنا ع الحصان”، كما مثل بلان في عدد من الأفلام (لسنا ملائكة وفرسان الغرام والقاهرون).

في عام 1967، أثرت الحرب وتوابعها على نشاط فهد بلان فسافر إلى دمشق وحين عاد إلى مصر قبل وفاته بسنوات قليلة شارك في حفل غنائي واستقبل استقبالاً رائعاً.

كما استطاع “بلان” اجتذاب كلمات الإطراء من أفواه شخصيات كبيرة مثل أم كلثوم التي شهدت له بأنه يقدم لوناً جديداً في الغناء العربي، وكذلك والموسيقار سيد مكاوي.

توفي فهد بلان عن عمر يناهز الـ 64 على أرض وطنه، بعد أن عاد إليها مرة أخرى بعد فترة قضاها في مصر، لتودع البلاد سفيراً لأغنيتها، عمل طوال حياته على نقل معالم وجمال الأغنية السورية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى