سياسة

وثيقة روسية تحذر من أن بعض “ النخبة “ في دمشق تراهن فقط على “الانتصار العسكري”

حذّرت وثيقة روسية، أُعدت كورقة أساسية لـ”منتدى فالداي” المقرب من الكرملين الذي يُعقد حالياً في موسكو بمشاركة وزير الخارجية سيرغي لافروف، من أن ” بعض “النخبة” في دمشق تراهن فقط على “الانتصار العسكري” أكثر من التسوية “.

كما حذرت الوثيقة من أن “نية أميركا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد، ستؤدي إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254”.

إلى ذلك، استعرضت الورقة، التي أعدها فايسلي كوزنتوف مدير “مركز الدراسات العربية والإسلامية”، وفيتالي نعومكين رئيس “معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم”، وأرينا زفيوغيلسوكايا الباحثة في “مركز الدراسات العربية والإسلامية” “قواعد اللعبة” في منطقة الشرق الأوسط باعتبار أن عام 2017 شكّل “نقطة انعطاف” .

وأشارت مقدمة الوثيقة إلى أن ” التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط أثبتت أهمية الدولة باعتبارها المؤسسة الأساسية التي يمكن إصلاحها، ما يعني ضرورة الحفاظ على ازدواجية “تقوية الدولة وحل النزاعات، أمران هما في صلب الأولويات للاعبين الدوليين في المنطقة”، قبل أن تستعرض تسعة اتجاهات في منطقة الشرق الأوسط ” .

وأشارت الوثيقة إلى أنه “على العكس من المخاوف السابقة، فإن “أياً من الدول لم تُمحَ من الخريطة، ولم تُزل أي دولة بسبب الصراعات” وأنه مع أن بعض الأمور لا تزال جارية وخلقت تحديات للحكومات فإن “الخوف من الصراع والانهيار بات عاملاً رئيسياً في النفسية العامة في الشرق الأوسط سواء في أوساط النخب أو العموم” .

وتناول العامل الثاني زيادة “دور المجتمع المدني” في الشرق الأوسط ومع أن “تقوية المجتمع المدني في المنطقة لم يكن متوقعاً كنتيجة لعملية التحول”، فإن عدد الجمعيات تضاعف مرات عدة، إما بسبب تشجيع الحكومات ضمن عملية الإصلاح وإما بسبب تراجع سلطة الدولة، ما دفع الناس كي تقوم بمبادرات لتقوية دورها وتنظيم نفسها، كما هو الحال في مناطق المعارضة في سوريا.

وجاء الاتجاه الثالث في الوثيقة تحت عنوان “اللاعبون الإقليميون يحددون الأجندة”، وأشارت إلى أنه ” في الحرب الباردة كانت الكلمة لأميركا والاتحاد السوفياتي، لكن في الوقت الراهن مع أن الدور الأبرز هو لروسيا وأميركا رغم الصعوبات بينهما ”
فلا بد لهما أن “تأخذا بالاعتبار الوقائع الجديدة التي خلقت بسبب قوة اللاعبين الإقليميين، صحيح أن الدول الكبرى لديها قدرة أكبر”، لكن هناك محدودية للتأثير والفرض على المحليين والإقليميين سواء كان هؤلاء اللاعبون تابعين لدول أو غير ذلك، في إشارة إلى الميليشيات”

وقالت الوثيقة إن ” هزيمة “داعش” في العراق وسوريا كانت عامل توحيد بين اللاعبين، وإن التنظيم خسر معظم الأراضي التي يسيطر عليها “لكن الأسباب الحقيقية للإرهاب لم تُزل خصوصاً في العراق”، قبل أن تشير إلى بدء ظهور اختلاف أولويات بين القوى الكبرى والإقليمية التي أسهمت في هزيمة “داعش”” .

ومهّد هذا للانتقال إلى الاتجاه الخامس المتعلق بظهور بـ”هشاشة في التحالفات” بسبب أن كل دولة باتت تعطي الأولوية لمصالحها المباشرة على حساب مصالح الحلف التي هي فيه، وكانت الورقة تشير إلى التوتر بين تركيا وأميركا العضوتين في “حلف شمال الأطلسي”، (ناتو) بسبب دعم واشنطن للأكراد مقابل تعاون أميركي – روسي أو روسي – تركي.

وخصصت فقرة عن سوريا باعتبار أن “الحل السياسي في سوريا بات أولوية عاجلة”، وعلى عكس المعلن من أن إدارة دونالد ترمب أوقفت برنامج دعم «الجيش الحر”، فإن الورقة قالت إن “واشنطن زادت الدعم للمعارضة السورية”من دون تقديم دليل على ذلك لكن الأهم أنها أشارت إلى أن “زيادة العلاقة بين أميركا والقوات الكردية” وأن “نية أميركا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد، ستؤدي إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254 “.

كما لاحظت اتجاه اللاعبين الخارجيين للانتقال من التركيز على البعد العسكري إلى “التسوية السياسية” مع ملاحظة أن “بعض النخبة في الحكومة السورية لديهم آمال أكبر في الانتصار العسكري أكثر من نتائج حل بموجب المفاوضات”.

وخلصت الوثيقة إلى أن “الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط مهم لكنه ليس الأداة الوحيدة لدى الكرملين لصنع سياسة في المنطقة وقللت من القول: إن “المحتوى العسكري في السياسة الروسية، قد يدفع اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى احترام روسيا الساعية إلى منافسة دول كبرى أخرى في المنطقة”، لكن أشارت إلى أن التجربة أثبتت أنه “ليست هناك دولة قادرة وحدها على الوصول إلى حلول دائمة في الشرق الأوسط”.

وبدأت أعمال “منتدى فالداي” الاثنين ، بجلسة أدارها نعومكين عن دور روسيا في الشرق الأوسط بمشاركة لافروف، ونظيره الإيراني جواد ظريف، والمستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان، ووزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي، للإجابة عن تساؤلات تتعلق بالوضع الراهن في المنطقة ومصالح روسيا، باعتبار أن المحتوى الرئيسي للأجندة الإقليمية.

ويضم برنامج المنتدى جلسة عن سوريا بمشاركة شخصيات بينهم رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي إلى سوريا، للإجابة عن أسئلة، هي: “ما آليات المجتمع الدولي لتسريع الحل السياسية؟ كيف ترى الدول الفاعلة دورها في الإعمار؟ كيف يمكن تسهيل عودة اللاجئين؟ ما دور اللاعبين الخارجيين في الحفاظ على استقرار الدولة السورية ما بعد الحرب؟”.

متابعة – عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى