العناوين الرئيسيةمحليات

محطة حلب الحرارية على وشك الإقلاع .. ما الذي سيتغير بوضع الكهرباء في سوريا ؟

أكدّت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء اقتراب موعد التشغيل النهائي لمحطة حلب الحرارية، وللربط على الشبكة بينما يرى الخبراء أنّ ما سيتم إنتاجه من المجموعة الخامسة فيها، تأثيره على الواقع الكهربائي في سوريا لن يتجاوز 3% مقارنة بالاحتياجات الإجمالية.

من البدايات

تجاوزاً للوعود التي أطلقت قبل عام 2020، أعلنت وزارة الكهرباء رسمياً في شباط من عام 2020 وصولها إلى توقيع اتفاقية مع إحدى شركات الدول الصديقة- شركة “مبنا” الإيرانية- لإعادة تأهيل المجموعتين الأولى والخامسة في المحطة الحرارية بحلب.

وتبلغ القيمة المالية الإجمالية للعقد الذي تم إبرامه مع الجانب الإيراني حينها، نحو 123 مليوناً و450 ألف يورو بمدة تنفيذ 23 شهراً والتي تتضمن صيانة المجموعة (1) و(5) والمساعدات للمجموعتين والمساعدات العامة.

وأعلن وزير الكهرباء غسان الزامل في نهاية كانون الثاني من عام 2021، خلال مؤتمر مؤتمر صحفي، عن المباشرة بإعادة تأهيل المجموعتين المذكورتين واللتين سترفدان الشبكة الكهربائية بـ 400 ميغا واط.

وأعلنت الوزارة بعد تصريح “الزامل” بـ 7 أشهر، عن وصول أول شحنة من التجهيزات الأساسية اللازمة لإعادة تأهيل المحطة حيث تمت المباشرة بتركيبها استكمالاً لعمليات إعادة التأهيل التي تجري فيها والتي تضمنت 5 محولات كهربائية تسهم في عمليات صيانة مجموعات المحطة ووضعها بالخدمة.

وفي وقت سابق، كان وزير الكهرباء صرح خلال اجتماع الحكومة في حلب حينها بأن “سبب تأخير العمل بإعادة تأهيل المحطة الحرارية هو العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشركات والدول المتعاملة مع سوريا”.

وعود الكهرباء بإعادة تشغيل المجموعة الخامسة؟

بعد المباشرة ووصول التجهيزات، أعلن وزير الكهرباء في 12 كانون الأول 2021 عبر برنامج “المختار” الذي يُبث عبر “المدينة اف ام”، وتلفزيون الخبر أن “العنفتان الخامسة والأولى في محطة توليد حلب ستدخلان في الخدمة في الشهر الثاني والخامس من عام 2022 على التوالي”.

وعاد وزير الكهرباء، وبعد أسبوعين ليتحدث مع تلفزيون الخبر في 26 كانون الأول 2021 حول المحطة وبين حينها أنّ “الوزارة حالياً تعمل وتبذل جهود كبيرة لإدخال مشاريع جديدة في الخدمة منها إعادة تشغيل وتأهيل المجموعة الخامسة في محطة توليد حلب والتي من المتوقع أن تبدأ بالإنتاج نهاية اذار 2022”.

وتابع “الزامل” أن “المجموعة الأولى في المحطة المذكورة يتم التحضير لها أيضاً لإعادة تشغيلها بعد 5 أشهر من تشغيل المجموعة الخامسة أي في شهر آب 2022”.

وتفقد وزير الكهرباء في الرابع والعشرين من نيسان الماضي، للمرة الثانية في غضون شهر، أعمال صيانة وتأهيل المجموعة الخامسة في حلب، أكّد حينها أنّ المجموعة الخامسة ستقلع بشكل نهائي في النصف الثاني من حزيران 2022 لرفد الشبكة بالكهرباء وبطاقة تصل إلى 195 ميغا واط.

شركة “مبنا” الإيرانية تضع الكرة في ملعب “الكهرباء”

ربما فاجأت الشركة المتعهدة للمحطة الحرارية المسؤولين في الوزارة، حيث نشرت صفحة “المستشارية الثقافية الإيرانية – سورية”، على موقع “فيسبوك” خبراً معنون بأن: محطة حلب للكهرباء عادت إلى العمل بجهود شركة مبنا الإيرانية العالمية”/ مرفقاً بصورة تؤكّد ذلك.

وقال الصفحة المذكورة: “ستعود الوحدة الخامسة في المحطة الحرارية في حلب لتوليد الكهرباء إلى العمل، بعد إصلاحها من قبل شركة مبنا الإيرانية ومن المتوقع أن تعود الوحدة الأولى أيضاً إلى العمل قريباً”.

وأضافت الصفحة: “شركة مبنا تمكنت بوقت قياسي من إصلاح المحطة وتعد الشركة من بين أكبر 10 مُصنِّعين لمحطات توليد الطاقة في العالم وفقاً لتقييم مجلة Gas Turbine World وهي أول وأكبر مقاول عام لمحطات توليد الطاقة في الشرق الأوسط وغرب آسيا”.

وختمت صفحة المستشارية منشورها بالقول: “تشكّل محطة حلب الحرارية رافعة كبيرة ومهمة في شبكة الكهرباء السورية، حيث كانت تُنتج قبل الحرب 1100 ميغا واط، أي أنها ستحدث تغييراً جذرياً في موضوع الكهرباء إذا ما عادت لكامل طاقتها الإنتاجية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حلب وعموم سوريا”.

تصريحات رسمية

أفادت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء لتلفزيون الخبر حول الإعلان الرسمي لإعادة إقلاع المجموعة الخامسة في محطة توليد حلب، بأنّه لم يتم تحديد توقيت ثابت بعد، وما جرى هو أنّ الشركة المتعهدة انتهت من أعمالها”.

وأضافت المصادر، “إنّ الوزارة لا تزال مستمرة في إجراء الاختبارات الفنية والتجارب اللازمة لمرحلة ما قبل التشغيل النهائي والربط على الشبكة الكهربائية السورية، ومجرد الانتهاء من هذه المرحلة سيتم الإعلان عن التشغيل رسمياً”.

رأي الخبراء في تأثير المجموعة الخامسة

أكّد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس في عام 2021 أنّ البلاد اليوم بحاجة إلى قرابة 7 ألاف ميغا واط ليكون هناك واقع تغذية كهربائية مستقر يلبي متطلبات المستهلكين، فيما أكّدت مصادر أخرى من الوزارة أنّ حاجة البلاد قد تصل إلى 9 ألاف ميغا.

يرى الخبراء أنّ ما سيتم إنتاجه من المحطة الحرارية في حلب هو بالواقع إنجاز يسجل للكهرباء، ولكن تأثيره الفعلي لن يكون كما يتوقعه المواطنين إذا أردنا الاستناد إلى الأرقام التي ذكرت حول حاجة البلاد الفعلية من الكهرباء”.

ويؤكّد الخبراء لتلفزيون الخبر، بالأرقام وبحسبة رياضية بسيطة، أنّ حاجة البلاد اليوم وفق ما ذكره هي 7 آلاف ميغا، رغم أنّ الحاجة اليوم أكثر من ذلك نتيجة انخفاض كميات التوليد مؤخراً نتيجة النقص الذي حصل في المشتقات النفطية.

ويجيب الخبراء: “إذا أردنا حساب نسبة ما ستنتجه المجموعة الخامسة وهو 195 ميغا إلى حاجة البلاد الحالية وهي 7 آلاف ميغا لكانت النتيجة أقل من 3% تقريباً من الحاجات الفعلية، وهذه نسبة قليلة جداً لن تترك تأثيراً واضحة على واقع التغذية الكهربائية في سورية”.

ويعتقد الخبراء أنّ الأشهر الخمسة القادمة ربما تحمل في نهايتها تأثيراً ملموساً بشكل أكبر في مجال الطاقة، مرجعين توقعاتهم إلى أمرين أساسيين هما إقلاع المجموعة الأولى من محطة الرستين في اللاذقية، وإقلاع المجموعة الأولى من محطة توليد حلب.

في وقت سابق، وفي تصريحات إعلامية، أكّد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء فواز الظاهر أنّه من المتوقع إقلاع مجموعة واحدة في محطة توليد كهرباء الرستين في اللاذقية باستطاعة 150 ميغا واط وسترفد الشبكة الكهربائية ما سيحسن من واقع التغذية الكهرباء.

وخلال سنوات الحرب، سجلت اعتداءات عدّة على محطات التوليد أدت إلى خروج عدد منها عن الخدمة كمحطة توليد حلب والزارة ومحردة وزيزون والتيم وتشرين، حيث تم إعادة جزء منها وأخرى لا تزال مدمرة تحتاج إلى عشرات الملايين من العملات الصعبة، وأثرت الحرب على المحطات العاملة، حيث انخفاض كميات التوريدات من الخارج بسبب الحصار الاقتصادي وبسبب خروج أغلبية أبار النفط من السيطرة الحكومية، ما أدى إلى توقف مجموعات توليد عديدة عن الخدمة.

تلفزيون الخبر- قصي المحمد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى