سياسة

ماهي “الفوضى الخلاقة” في السياسة الأمريكية؟

يقوم مصطلح “الفوضى الخلاقة” على مبدأ يقول إن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار سوف يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد يوفر الأمن والازدهار والحرية.

ووُجِدَ هذا المصطلح في مرجعيات وسياسات قديمة متعددة، غير أن الباحثين الغربيين اهتموا بدراسته تحديداً بعد أن استخدمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “كوندليزا رايس،” حيث قالت: إن “هناك من يقول أن الديمقراطية تقود إلى الفوضى والصراع والإرهاب، والحقيقة إن العكس هو الصحيح”.

و كانت رايس صرّحت في عام 2005 لصحيفة “الواشنطن بوست” بالقول إن “الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية، هي من نوع الفوضى الخلاقة التي قد تنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حالياً”.

وتعبر هذه النظرية بشكل خاص، عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط أو كل مكان تسعى فيه لتحقيق مصلحة معينة.

قام بصياغتها الأولية الخبير “مايكل لادين”، أحد أبرز المختصين في الدراسات الاستراتيجية في معهد “أمريكان إنتربرايز”، الذي كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش يلجأ إليه للاستفادة منه في صياغة رؤيته الاستراتيجية للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط والحروب والنزاعات والتحولات الإقليمية.

و تم تكليف هذا الخبير بوضع خطة لتغيير هوية دول منطقة الشرق الأوسط، من داخلها سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً خلال عشر سنوات.

ويرى أنصار الفوضى إمكانية أن تكون خلاقة إذا وجدت وراءها قوى نظامية وتوجيهية معينة تحكمها وتؤطرها، بمعنى أن الفوضى ليست هي الغاية ولا نهاية المطاف بل هي حاله انتقالية مؤقتة إلى حالة مثالية دائمة.

وثمة من يرى أن الفوضى الخلاّقة تعبر عن تغطية للفشل الأمريكي، فالفوضى لم تكن ولن تكون خلاقة أو بنّاءة، بأي شكل من الأشكال، إلا إذا كان المقصود بالخلاقة هنا التي تصب في مصلحة أمريكا، وبذلك تكون بنّاءة وخلاقة للولايات المتّحدة ولكنها هدّامة ومدمرة للجميع.

وتعاني دول الشرق الأوسط التي رفضت التطبيع مع “اسرائيل”، والتي رفضت سياسات أمريكا في المنطقة او حاولت الخروج من سلطتها وهيمنتها، من فوضى تهدد وجودها كدول، عملت أمريكا ومن يقف في صفها على استمرارها، مستغلة سوء أوضاعها الداخلية لتحقيق مصالحها.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى