سياسة

لندن : الولايات المتحدة تسعى لتقسيم سوريا

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن برقية دبلوماسية من خمس صفحات، صادرة عن سفارة بريطانيا في واشنطن، تؤكد سعي واشنطن لتقسيم سوريا.

وبحسب الدبلوماسي وخبير شؤون الشرق الأوسط في السفارة، بنيامين نورمان، لوزارة الخارجية البريطانية في لندن، أوجز الاستراتيجية الأميركية الجديدة للوصول الى تقسيم سوريا، كما عرضها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، خلال اجتماع عقده في واشنطن في الحادي عشر من الشهر الماضي ممثلون عن “مجموعة سوريا” الأميركية.

وبحسب “الأخبار”، حضر الاجتماع إلى جانب ساترفيلد، رئيس فريق سوريا في وزارة الخارجية البريطانية هيو كلاري، ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون، بالإضافة لحليفين عربيين لواشنطن في خطتها التقسيمية حضرا الاجتماع: مستشار وزير الخارجية الأردني نواف وصفي التل، والمسؤول الأمني في وزارة الداخلية السعودي العميد جمال العقيل.

وتحدث ساترفيلد في البرقية الموجزة بصراحة عن الهدف الذي ستعمل الولايات المتحدة على تحقيقه من الآن فصاعداً، وهو التقسيم وفصل الشرق السوري وشمال الشرق السوري عن البلاد.

وقال ساترفيلد، كما جاء في الإيجاز البريطاني، إن “الخطة التي يجب العمل عليها تتألف من خمس نقاط: تقسيم سوريا، تخريب سوتشي، استيعاب تركيا، وإصدار تعليمات إلى الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا لاستعادة جنيف، وتنفيذ ورقة من ثماني نقاط تتضمن الحل في سورية كانت واشنطن قد قدمتها إلى الاجتماع الأخير للمعارضة السورية وممثلي الحكومة في فيينا في السادس والعشرين من الشهر الماضي.

وبحسب الصحيفة، فالمجتمعون أعطوا أنفسهم مهلة عام لتنفيذ هذه الخطة عندما رحبوا، كما قالت الوثيقة، بالاقتراحات الأميركية “ودعوا إلى تحقيق تقدم ملموس في سوريا خلال عام ٢٠١٨، والرد على دعاية الانتصار الروسي”.

وبحسب الوثيقة المسربة، فإن “ساترفيلد أبلغ الحاضرين أن الرئيس دونالد ترامب قرر الإبقاء على قوة عسكرية مهمة في سوريا، رغم هزيمة “داعش”، وأن الإدارة الأميركية خصصت أربعة مليارات دولار سنوياً لهذه العملية التي تقول مصادر غربية إنها ستنفق أيضاً منها على توسيع القواعد الأميركية في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد خصوصاً، في الرميلان في أقصى الشرق السوري، وفي عين العرب (كوباني)، على خط الحدود السورية ــ التركية.

وقال ساترفيلد إن “الهدف من ذلك هو منع الإيرانيين من التمركز على المدى الطويل في سوريا، أو فرض أنفسهم في مسارات الحل السياسي، والمجموعة قررت مواجهة الانفراد الروسي سياسياً في تحديد مستقبل النظام السياسي في سوريا عبر تقديم دعم مادي وسياسي لستيفان دي ميستورا لتصليب مسار جنيف، في مواجهة “سوتشي”.

وبحسب الوثيقة، فالجميع رحّب بهذه الاقتراحات، مع التركيز على أخرى ميدانية وعملية لمواجهة “الرغبة الروسية بالتوصل إلى حل سياسي”.

وأضافت الوثيقة أن “الأمم المتحدة ستلعب دوراً كبيراً في الخطة الأميركية لتقسيم سوريا، والأولوية ستعطى لتصليب مسار جنيف، إذ أبلغ الأميركيون الحاضرين أنهم لن يشاركوا من الآن فصاعداً في اجتماعات أستانا، وأنهم قد خفضوا تمثيلهم الدبلوماسي إلى أدنى مستوى، للعودة بالمسار السياسي إلى جنيف”.

وبين محضر الاجتماع أن “الداعين إليه أقرّوا بأن جنيف فشل رغم الجهود التي بذلها ستيفان دي ميستورا لإنعاشه، وأبدوا تحفظاً على وقف إطلاق النار في سوريا في ظل الشروط الميدانية الحالية ومع تراجع “المعارضة”، واعتبروا أنْ لا فائدة من إدخال اقتراح وقف إطلاق النار في مسار جنيف لأننا في الحقيقة “لا نملك القدرة على منع النظام من قضم الجيوب التي لا تزال المعارضة تحتفظ بها في إدلب والغوطة الشرقية”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى