سوريين عن جد

قائد الثورة السورية الكبرى .. “سلطان باشا الأطرش” في ذكرى وفاته

“ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، والإيمان أقوى من كل سلاح، وكأس الحنظل في العز أشهى من ماء الحياة مع الذل”، هذه كانت آخر الكلمات التي أوصى بها قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش أبناء أمته.

ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريا بمحافظة السويداء عام 1889، والده ذوقان الأطرش، أعدمه الاتراك شنقاً بسبب مقاومته الاحتلال العثماني في العام 1911.

وأدى سلطان باشا الأطرش، الخدمة العسكرية في بلاد الرومللي (البلقان)، ومنذ عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق، فأصبحت بلدته “القرياّ” ملجأً ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية الكبرى، فيما بعد.

وفي تموز 1922، ظهرت الشرارة الأولى للثورة السورية الكبرى، عقب اعتقال الشاب اللبناني “أدهم خنجر”، من مضافة سلطان باشا، بينما كان غائباً عنها.

وكان خنجر لجأ إليها نتيجة اشتراكه بعملية اغتيال الجنرال الفرنسي “غورو”، واعتقال الفرنسيين لخنجر من المضافة اعتبره سلطان باشا اعتداء على التقاليد العربية الأصيلة في حماية الدخيل.

فجهز سلطان قوة من رجاله واشتبك معهم، و أسر أربعة من جنودهم، وبعد اعتقال الباشا ورفاقه الجنود الأربعة، لجأت فرنسا إلى خديعة المجلس النيابي.

وطالب المجلس النيابي من سلطان إطلاق سراح الجنود الفرنسيين، مقابل إطلاقهم سراح أدهم خنجر، وبعد تسليم فرنسا الجنود، سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش.

لجأ، حينها، سلطان باشا الأطرش ورفاقه إلى الأردن مؤقتاً، عقب اعدام أدهم خنجر، حيث عادوا بعد سنة إلى جبل العرب، وكان الاطرش اكتسب شعبيةً كبيرة في ذلك الوقت.

وفي عام 1925، أعلن سلطان باشا الأطرش رسمياً، الحرب ضد الفرنسيين، لتعم الثورة كافة الأراضي السورية، مدة عامين كاملين، قاد سلطان باشا خلالهما أشهر المعارك.

وقدمت فرنسا على أثر اشتعال الثورة السورية الكبرى، عروضاً كثيرة للباشا بغية إخمادها، ليقابلها الاطرش بالرفض القاطع، مطالباً بالوحدة السورية الكاملة.

وأخمد الاحتلال الفرنسي الثورة السورية الكبرى، بعد أن قام بتعذيب السكان في حال تعاونهم مع الثوار، فلجأوا حينها إلى الاردن، وشنوا هجوما على القوات الفرنسية انطلاقاً من هناك، إلا أن قوات الانتدابين الفرنسي والبريطاني حاصروا الثوار وقطعوا عنهم الغذاء والماء.

وتراجع زخم العمليات الحربية، بسبب قلة السلاح لدى الثوار، نتيجة الحصار الذي فُرض عليهم، لتتنتهز فرنسا الفرصة وتعرض عليهم الاستسلام، وتحكم على سلطان الأطرش بالإعدام، لكن رفض ومن معه الاستسلام و تسليم السلاح، وقرروا الرحيل إلى أن يعود الاستقلال.

غادر حينها سلطان باشا الأطرش إلى وادي السرحان في السعودية، ليغادرها وينتقل للاردن حتى عام 1937، حيث عاد إلى سوريا، بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية، التي أسقط بموجبها حكم الإعدام عنه، مواصلاً معارضته للانتداب حتى الاستقلال سنة 1946.

كما دعا الاطرش في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين بعد نكبتها، وبالفعل تطوع المئات من الشباب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948.

وتوفي سلطان باشا الأطرش في ال26 من آذار عام 1982، إثر نوبة قلبية حادة، عن عمر يناهز الـ 90 عاماً، في محافظته السويداء، وحضر جنازته أكثر من نصف مليون شخص، بعد أن حفر اسمه في التاريخ ليكون علامة واضحة لايمكن أن تمحوها السنين.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى