سياسة

روسيا لم تسمع بالانسحاب الأمريكي .. وترامب يكرر “المتاجرة” بالأكراد: “لم نتخلَ عنكم”

قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة وتركيا لم تبلغا روسيا مسبقا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا”.

وأضاف للصحفيين بحسب “رويترز” أن “روسيا ستنتظر لترى عدد أفراد القوات الأمريكية الذين سيتم سحبهم مشيرا إلى أن التفاصيل الأخرى المتعلقة بالخطط لا تزال غير واضحة. وأضاف “نتابع الوضع عن كثب شديد”.

من جهته وبعد إعلان سحب القوات الأميركية من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، أكّد الرئيس الأميركي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة “لم تتخلَ عن الأكراد”.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخلَ بأي شكل كان عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون”.

وشهدت تصريحات الرئيس الأمريكي ، تناقضًا خلال الساعات الماضية حول موقفه من تركيا والعملية العسكرية المرتقبة التي تريد أنقرة شنها في منطقة شرق الفرات.

وتباينت التصريحات التي أطلقها ترامب عبر حسابه في “تويتر” يوم، الثلاثاء 8 من تشرين الأول، بين المديح تارة وأهمية تركيا التجارية والعسكرية، وبين التهديد بتدمير اقتصادها.

وقال ترامب إن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة، وتصنع إطار الفولاذ الهيكلي للطائرات الأمريكية “F35”.

وأضاف أن “تركيا كانت جيدة في التعامل معها وساعدتني في إنقاذ العديد من الأرواح في إدلب، كما أطلقت سراح القس الأمريكي آندرو برونسون، وهي عضو مهم في حلف الناتو”.

لكن في المقابل جدد ترامب تهديده لتركيا بتدمير اقتصادها وعملتها التي وصفها بـ”الهشة للغاية” في حال شنها قتال غير ضروري في منطقة شرق الفرات.

وكان ترامب هدد تركيا، بالقول “سأدمر وأهدم الاقتصاد التركي (مثلما فعلت ذلك سابقًا) في حال فعل تركيا أي شيء سأعتبره، انطلاقا من حكمتي العظيمة والتي لا مثيل لها، متجاوزا للحدود”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، كتبت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر “لن تقبل القوات المسلحة التركية أبداً بتأسيس ممرّ للإرهاب على حدودنا، اكتملت جميع استعداداتنا للعملية”.

وأضافت الدفاع التركية “من المهم إقامة منطقة آمنة للإسهام في سلام واستقرار منطقتنا وكي يعيش السوريون حياة آمنة” بحسب وصفها.

وكانت قوات “قسد” اعتبرت قرار الرئيس الأميركي “طعنةً بالظهر” حيث أثار القرار معارضةً كبيرة في أوساط مؤيّديه ومعارضيه داخلياً، إذ اعتبروه تخلياً عن القوات الكردية التي كانت حليفاً رئيسياً لواشنطن في المعركة ضدّ تنظيم “داعش” في سوريا.

وعلى وقع التهديد التركي، دعا وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، في تصريحات صحفية الأكراد إلى “العودة إلى الوطن”، وقال يوم الثلاثاء “ننصح من ضلّ الطريق أن يعود إلى الوطن لأن الوطن هو مصيره النهائي”.

وأضاف المقداد متوجهاً إلى الانفصاليين “نقول لهؤلاء إنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، في النهاية الوطن يرحّب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا”.

وتابع المقداد “سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة”.

وفي إطار الردود الدولية المتخوّفة من تبعات عملية تركية في الشمال السوري، حيث تحتجز “قسد” آلافاً من مسلّحي “داعش” وعائلاتهم، أعرب متحدّث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الثلاثاء عن “قلق بلاده من خطط تركيا المزمعة”.

وقال وزير الدولة في الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أندرو موريسون “كنا واضحين تماماً مع تركيا بأنه لا بدّ من تجنّب العمل العسكري المنفرد لأنه سيزعزع استقرار المنطقة ويهدّد جهود إنزال الهزيمة النهائية بداعش”.

وفي وقت سابق، أوضح مسؤول أميركي كبير أن قرار ترمب سحب قوات أميركية متمركزة في سوريا قرب الحدود التركية لا يشمل سوى نحو 50 إلى 100 جندي فقط من أفراد القوات الخاصة “سيُنقلون إلى قواعد أخرى” داخل سوريا.

كما أنه لم يتضح حجم الانسحاب الأمريكي من المنطقة أم أنه سيقتصر على المنطقة التي قد تشن عليها تركيا عمليتها المحتملة

وكانت أنقرة وواشنطن اتفقتا، في 7 من آب الماضي، على إقامة ماتسمى “المنطقة الآمنة” لإزالة المخاوف التركية من قوات “قسد” الموجودة على الحدود والتي تعتبرها “إرهابية”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى