العناوين الرئيسيةثقافة وفن

المشاركون في معرض الكتاب يخشون سقوط المطر.. وأسعار الكتب ثقيلة على السوريين

يخلق منظر الكتب ضمن معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد الوطنية، شعوراً أولياً بالرغبة بالتخلي عن كل أنواع التكنولوجيا، والإبحار بين العناوين والأسماء القديمة منها والحديثة، ولو لساعة من الزمن.

لكنك سريعاً ما تكتشف، أنك كسوري، عليك أن تتعامل مع هذه المتعة “الكمالية”، شراء الكتب، على مبدأ “شم ولا تدوق”، فالأسعار لحقت الدولار، حيث تزامن افتتاح المعرض مع ارتفاعه الجنوني خلال الأسابيع الماضية، عدا عن الأثر الذي تركته ارتفاعاته السابقة على أسعار الكتب.

وشرحت إحدى المشاركات من دار نشر معروفة لتلفزيون الخبر أن “توقيت افتتاح المعرض لهذا العام كان سيئاً بالنسبة للمشاركين، الذين يخشون الآن من هطول المطر في أي لحظة، الأمر الذي سيشكل كارثة حقيقية”.

وتابعت: “الكتب المعروضة في مدخل المكتبة وساحتها، لا يسترها سوى شوادر متصلة، تحتوي فراغات في أماكن اتصالها، فإذا هطل المطر ستكون كمية كبيرة من هذه الكتب معرض للتلف”.

وأضافت: “في السنوات السابقة كان المعرض يقام في أواخر شهر آب، سابقاً لمعرض دمشق الدولي أو متزامناً معه بضعة أيام، لكن هذا العام كان القرار بتقديم موعد معرض دمشق الدولي وتأخير معرض الكتاب، في غير صالحنا كدور نشر من عدة نواح”.

وبيّنت المشاركة “تزامن المعرض مع بداية العام الدراسي وتكاليف تجهيز مونة الشتاء للأسرة السورية، أضعف القدرة الشرائية للسوري، الضعيفة أساساً، وتسهم في جعل الإقبال الكبير الذي نشهده “للفرجة” في معظم الأحيان”.

ونوهت المشاركة إلى أن “ارتفاع الدولار خلال الأسابيع الماضية ساهم بارتفاع تكاليف الشحن والنقل، ما سبب خسارة لمن حافظ على الأسعار السابقة، ودفع الكثر إلى زيادة الأسعار لتتناسب مع التكاليف، خاصة بالنسبة للدور غير السورية المشاركة، وهناك بعض الدور استغلت الوضع لترفع أسعار نسخ مطبوعة منذ أعوام، لتزيد أرباحها”.

وأشادت المشاركة من ناحية أخرى “بالتنظيم الجيد قياساً للأعوام السابقة، من نواحي التعامل بعدالة مع جميع الدور المشاركة وفتح الباب للدخول إلى المعرض من اتجاه مختلف كل يوم، إلى جانب الاهتمام بأمن المعرض ونظافته وتنظيم المواعيد وتوفير المستودعات المناسبة والنقل إلى أرض المعرض”.

ويلاحظ الزائر للمعرض أن الأجنحة التي تتضمن كتباً و روايات للأطفال، هي التي تشهد أعلى نسبة إقبال، رغم أن أسعار العناوين الجيدة مرتفعة، كما يصف أحد الآباء الزوار، الذي يزور المعرض خصيصاً من أجل أولاده”.

بدورهم طلاب الجامعات يشكلون نسبة لافتة من الزوار، ويقول حسان “أبحث عن كتب مفيدة لإتمام رسالتي في الماجستير، زرت المعرض في السنة الماضية، وأستطيع القول أن الخيارات أوسع هذا العام”.

وتبحث لمياء عن كتاب في تخصصها “الكيمياء” بين أجنحة المعرض، في محاولة للاستفادة من حسم المعرض على أسعار الكتب، التي تثقل كاهل الأسرة السورية، خاصة في المرحلة الجامعية.

ويصف أحد المشاركين لتلفزيون الخبر “الحركة هذا العام أفضل، والإنتاج أغزر، حيث نرى عناوين جديدة كثيرة في جميع المجالات، وهناك حركة إقبال جيدة بشكل عام”.

وقالت “صفاء” وهي إحدى الزائرات من محبات القراءة والاطلاع على كل جديد: “الأسعار تشكل عبئاً على السوري نظراً لدخله المحدود جداً، مع أنه من حيث المبدأ وبالنسبة لبعض الكتب هي تستحق، لكن جيوبنا لا تحتمل ما يدفعنا لتحميل معظم الكتب إلكترونياً”.

واعتبرت السيدة أن ” البديل الإلكتروني لا يمكن أن يعطي متعة الكتاب الورقي، لكنه يقدم متعة “اقتصادية”، فدخلنا الحالي يريد منا البقاء جاهلين، واعتبار شراء الكتب متعة كمالية، عليها ألا تكون أولوية لنا”.

يذكر أن افتتاح معرض الكتاب الدولي في دورته الحادية والثلاثين، تم في 12 أيلول الحالي ويستمر لغاية 22 منه، ويشارك فيه إضافة إلى سوريا، ست دول وهي لبنان والعراق ومصر وعمان وإيران والدنمارك عبر أكثر من 235 دار نشر بينها 150 دار سوريّة بما يزيد على 50 ألف عنوان.

ويشهد المعرض حفلات توقيع لزهاء 400 كتاباً، فضلاً عن برنامج ثقافي غني ومتنوع يتضمن مهرجانا سينمائياً لأفلام سورية وأجنبية.

إضافة إلى الاحتفاء بشخصية المعرض الفيلسوف الشاعر “أبو العلاء المعري”، فضلاً عن ندوات فكرية ومعارض فن تشكيلي ومخطوطات وأمسيات شعرية وقصصية لأدباء سوريين وعرب.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى