العناوين الرئيسيةموجوعين

الحسكة تودّع العيد دون مياه للشرب مع استمرار توقف العمل بمحطة علوك 

ودّع سكان مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للمحافظة، عيد الأضحى وعطلته، والذي اختفت فيه كل مظاهر البهجة، دون مياه للشرب مع استمرار انقطاعها عنهم للشهر الثالث على التوالي بشكل متقطع، وبشكل تام منذ شهر كامل.

كل تلك المدة مع صمت تام من قبل المنظمات الدولية والإنسانية ذات الشأن، إضافة لعدم معرفة ما توصلت إليه الاتصالات الروسية (الطرف الضامن) مع الجانب التركي من طرف ومع قوات “قسد” من طرف أخر خلال الشهر الفائت لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل القطع التام على الأقل.

وتتفاقم مشكلة استمرار انقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر للأسبوع الرابع على التوالي، بشكل يومي، مع ندرة مصادر المياه واحتكارها ،بسبب توقف العمل بالمصدر الوحيد للمياه (محطة مياه علوك) بريف رأس العين المحتلة من قبل المحتل التركي من طرف وقطع الكهرباء عنها من قبل “قسد” من طرف أخر.

المشكلة الجديدة القديمة و التي بلغ عمرها عامين كاملين أي منذ احتلال الجيش التركي لمنطقة رأس العين بعد انسحاب قوات “قسد” منها بناء على اتفاق ( أمريكي – تركي -قسدي ) لم تجد أذاناً صاغية لدى الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية والدول المسؤولة بضرورة تحييد محطة علوك عن الصراعات العسكرية بين المجموعات المسلحة.

في ظل غياب كامل للحلول الدائمة البديلة عن محطة علوك تستمر معضلة انقطاع المياه عن مليون مدني سوري بشكل تام ، ما يضطر السكان إلى الاعتماد على مياه الآبار والصهاريج ومياه غير آمنه المصدر للشرب وعلى الآبار المنزلية التي تم حفرها للأغراض المنزلية من غسيل وأمور أخرى.

مع خلق مشاكل جديدة بدأت تطفوا على سطح الأزمة من خلال استغلالها من قبل ما يسمى بــ”تجار الحرب” من خلال رفع سعر برميل المياه عبر الصهاريج الخاصة إلى 2000 ل.س ضمن أحياء وسط مدينة الحسكة و1000 ل.س في الأحياء الأخرى ورفع سعر طرد المياه المعدنية والذي وصل لحدود الــ4000 ل.س ما زاد من معاناة الأسر مالياً ومادياً.

إضافة لتسجيل عدد كبير من حالات الإسهال والإمراض المعوية لدى الأطفال وكبار السن نتيجة شرب المياه من الصهاريج أو من الآبار أو المياه المعدنية ذات المنشأ غير المعروف والتي تدخل عبر معبر سيمالكا النهري غير الشرعي مع إقليم شمال العراق من تجار وجهات محسوبة على قوات “قسد”.

حيث تحول موضوع الحصول على المياه في مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها إلى ظاهرة مشابها لظاهرة الحصول على الكهرباء من خلال (موالدات الامبيرات الخاصة )، وكذلك المياه يتم الاعتماد على شرائها من الصهاريج الخاصة و التي بدأت تزداد أعدادها بشكل كبير مع دخول المياه إلى بورصة التجارة و المنافسة.

ومع غياب الحلول الحكومية الاستراتيجية والتي يمنعها تواجد الاحتلال الأمريكي وممارسات ومضايقات “قسد”، والوعود الخلبية التي لم ترى النور من قبل ما يسمى “الإدارة الذاتية” التي تقودها “قسد” والتي تسيطر على مساحات واسعة من المحافظة يبقى مليون مواطن سوري بين مطرقة الاحتلال وسندان ندرة مصادر المياه واحتكارها وارتفاع الأسعار.

في حين تقوم محافظة الحسكة بالتعاون مع مشروع المياه المشترك بين الصليب الأحمر و الهلال الأحمر إلى جانب مبادرات عدة جماعية وخيرية وفردية بتوفير صهاريج ويتم توزيعها ضمن أحياء مركز مدينة الحسكة لملئ الخزانات الكبيرة التي تم تركيبها ضمن شوارع المدينة لتوفير المياه للسكان رغم الشكاوي الأهلية العديدة على طريقة التوزيع وعدم الالتزام بالمواعيد والكميات وقلة الخزانات الموزعة.

ويطالب سكان مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والبالغ عددهم مليون نسمة بضرورة تحييد محطة أبار علوك بريف رأس العين المحتلة عن جميع الصراعات العسكرية، وذلك باعتبارها المصدر الوحيد والمتاح لمياه الشرب حالياً في ظل ظروف الحرب والحصار الأمريكي والغربي و الأزمة الصحية العالمية.

عطية العطية – تلفزيون الخبر- الحسكة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى