العناوين الرئيسيةموجوعين

أطفال حمص في العيد..بين مسدسات الخرز و ” لمّ البلاستيك”

من منا لم ينتظر قدوم العيد في صغره بلهفة كبيرة، ونام بالقرب من ملابسه التي “سيدشنها” صباح اليوم التالي مع جمع ” العيدية” بعد مباركة الأهل والأقارب ليركض مسرعا ويشتري بعض” الفتيش” والمسدسات الخرزية.

مع قدوم الحرب على كل السوريين تغير مفهوم العيد في شكله و بهجته عما سبق، وبالنسبة للأطفال لم يعد يعني عيد الأضحى ملابس وأحذية جديدة، أو مباركات وعيديات و هدايا.

انقسم الأطفال إلى فئتين تعبران بشكل مصغّر عن واقع الحال في البلاد بأكملها، فتجد أطفالا بملابس برّاقة وتسريحات شعر على ” آخر موضة” يسرعون صبيحة العيد لشراء مسدسات وبنادق خرزية عهدوا رؤيتها بشكلها الحقيقي خلال الحرب.

أسلحتهم الخرزية تنتشر بين أيديهم دون إدراك من أهلهم لخطر الإصابة بها، أو تأثيراتها السلبية على سلوكهم، حيث تنمي هذه الألعاب العدوانية والعنف وكثيرا ما بتنا نسمع مقولات” لا تقرب برشّك”، ناهيك عن الإصابات التي تؤدي أحيانا لتضرر كبير في العين كونها الهدف المفضل لديهم.

وعلى المقلب الآخر، ضاعت طفولة البعض ممّن كبروا قبل أوانهم وأصبحوا رجالا بعمر الطفولة، حيث أجبرت الظروف المعيشية الصعبة بعض الأطفال على العمل مبكرا دون مرورهم أو تذكرهم لسنين الطفولة.

وفي حمص، امتلأت بعض الشوارع ببقايا طلقات الخرز الملونة وصياح الأطفال على “جبهاتهم” المصطنعة، بينما انتشر بعضهم الآخر في الشمس الحارقة على جنبات الأرصفة، لجمع بقايا البلاستيك والكرتون وكل ما يمكن بيعه لإعادة تدويره لاحقا.

وقال حيدرة (10 سنوات) لتلفزيون الخبر” أبي ميّت وأخواتي صغار”، ولم أدخل المدرسة بتاتا لأننا بحاجة للمال وليس العلم، أخرج كل يوم مع رفاقي لجمع بعض البلاستيك وبيعه في الحارة وتصل” يوميتي لخمسة آلاف ليرة حسب الشغل”.

وأضاف حسن (16 عاما)” أركب دراجتي الهوائية وأبحث في نهاية خطوط السرافيس وقرب المولات الكبيرة عن بعض الكرتون والبلاستيك وأجمعها في السلة لأبيعها مساء على الكيلو وشو ما طلع منيح، أنا الكبير في إخوتي وواجبي تأمين الحاجيات اليومية”.

بينما أشار سامر (15 عاما) ” إلى أنه يعمل بهذه “المصلحة” منذ عمر العاشرة، ويقوم بجمع أي شي يباع من بلاستيك و نايلون وكرتون وخبز وبطاريات وكراسي متكسرة و غيرها.

وأضاف” أنا في المدرسة ومن الأوائل في صفي ولا أخجل من عملي، وبالطبع لن أترك المدرسة حيث أقوم بالعمل بعد عودتي إلى المنزل أيام الدوام، وتزداد ساعات العمل صيفا في العطلة، فالحال صعب و” بدنا نعيش”.

يذكر أنه وبعد اندلاع الحرب في سوريا دمّرت آلاف المدارس وتعرض الكثير منها للتضرر مع تسرب آلاف الأطفال أيضا، وعزوفهم عن التعلم نتيجة الأوضاع الاقتصادية الراهنة واتجاههم للعمل في ظروف صعبة وغير إنسانية في بعض الحالات.

عمار ابراهيم_تلفزيون الخبر_حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى