اقتصاد

مسح إحصائي حكومي: تحسّن الأمن الغذائي وانخفاض نسبة الأسر المُعدَمة

بين المسح الإحصائي الذي أجراه “المكتب المركزي للإحصاء، بالتعاون مع “برنامج الغذاء العالمي”، أن الأمن الغذائي السوري في تحسن، وأن عدد الأسر السورية المعدمة انخفض بنسبة 45%.

وأظهرت نتائج المسح الجديد لتقييم حالة الأمن الغذائي للأسر في إحدى عشرة محافظة سورية، تطوراً إيجابياً محدوداً، حيث بلغت نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً في العام الحالي نحو 31.2%، مسجلة بذلك انخفاضاً بسيطاً مقارنة بنتائج مسح عام 2015، وفيه بلغت نسبة غير الآمنين غذائياً من الأسر السورية نحو 33%.

كذلك تراجعت نسبة الأسر المعرضة لفقدان أمنها الغذائي من نحو 51 % عام 2015 إلى نحو 45.5 % وفق نتائج المسح الجديد، أما في ما يتعلق بالأسر الآمنة غذائياً، فقد زادت نسبتها من نحو 16% عام 2015 لتصل إلى 23.3% في العام الحالي.

واللافت في النتائج على مستوى المحافظات، أن هناك محافظتين فقط سجلتا زيادة ملحوظة في نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً هما ريف دمشق والسويداء، فالأولى زادت فيها النسبة من 31% في عام 2015 إلى نحو 35.9% في العام الحالي، والثانية زادت فيها النسبة كثيراً، من نحو 33% إلى نحو 46.1%.

وبحسب المسح، هذا حدث في الوقت الذي زادت فيه أيضاً نسبة الأسر الأمنة غذائياً في ريف دمشق من نحو 15% سابقاً إلى نحو 23.9% حالياً، فإن محافظة السويداء سجلت تراجعاً واضحاً في نسبة الأسر الأمنة غذائياً، وذلك من 18% في مسح عام 2015 إلى نحو 13.5% في مسح العام الحالي.

وأوضح المسح أن عودة بعض المناطق لسيطرة الدولة السورية أسهمت في تحسن محدود لحالة الأمن الغذائي، ففي محافظة حلب، التي تحررت كمدينة وأجزاء واسعة من الريف، تظهر نتائج المسح الجديد تراجعاً في نسبة الأسر التي تعاني فعلياً من فقدان لأمنها الغذائي، ومن تهديد بفقده.

وبلغت نسبة الأسر الحلبية الفاقدة للأمن الغذائي في العام الحالي نحو 40.2% مقارنة بنحو 49% في عام 2015، كذلك إن نسبة الأسر الآمنة غذائياً ارتفعت حالياً لتصل إلى 13.2%، فيما كانت تبلغ قبل عامين نحو 9% فقط.

وفي دمشق، انخفضت نسبة الأسر الفاقدة لأمنها الغذائي من 26% في عام 2015 لتصل إلى 20.9% في العام الحالي، كذلك ارتفعت نسبة الأسر الآمنة غذائياً في العاصمة من نحو 24% في عام 2015 إلى نحو 32.4% في العام الحالي.

فيما في المناطق الشرقية والجزيرة، لم يتمكن الباحثون من الوصول إلى الحسكة، فإن نتائج المحافظة تظهر أيضاً متغيرات إيجابية نجمت أساساً بفعل عاملين أساسيين، الأول عودة السكان للاعتماد على الزراعة لتأمين احتياجاتهم بعد زوال تهديد تنظيم “داعش”، والثاني زيادة الشاحنات المرسلة من مؤسسات الدولة إلى المدينة.

ووفق نتائج المسح الجديد، ارتفعت نسبة الأسر الآمنة غذائياً في الحسكة إلى 16.2%، وذلك من 4% قبل نحو عامين، كذلك كان هناك انخفاض مهم في نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً من نحو 51% في عام 2015 إلى نحو 37.1% في العام الحالي.

أما في الساحل، كانت نتائج محافظة طرطوس أكثر من لافتة، إذ إن نسبة الأسر الآمنة غذائياً قفزت من 13% قبل نحو عامين لتسجل في العام الحالي نحو 38.2%، كذلك شهدت الأسر التي تعيش حالة من الانعدام الغذائي تراجعاً واضحاً، وذلك من نحو 30% قبل عامين إلى نحو 21.5%.

وبين المسح في طرطوس أيضاً أن نسبة الأسر المهددة بفقدان أمنها الغذائي تراجعت هي الأخرى من نحو 57% إلى 40.3%، وهنا من دون شك كان للعامل الاقتصادي في المحافظة أثره المباشر في تكوين تلك النسب وتقلبها مقارنة بالمسح السابق.

إن أكثر ملاحظة تثيرها نتائج المسح الجديد هي أن كل المتغيرات الإيجابية التي حدثت تبقى مهددة بالزوال، بدليل أن نسبة الأسر المعرضة لفقدان أمنها الغذائي إما زادت وإما حافظت على مستواها الذي خلصت إليه وفق مسح عام 2015، وقليلة جداً هي المحافظات التي شهدت انخفاضاً في نسبة أسر هذه الشريحة لمصلحة شريحة الأسر الأمنة غذائية.

وعليه إن أي إجراء اقتصادي أو تطور أمني، إما أن يدفع جزءاً من أسر هذه الشريحة نحو الأعلى، أي إلى الشريحة الآمنة غذائياً، أو ينزلق بها إلى الشريحة المعدمة غذائياً.

يذكر أن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، الدكتور محمد سامر الخليل، كان صرح سابقا لوكالة “سانا” أن “الاقتصاد السوري دخل في مرحلة التعافي”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى