صور رسخت المطران لوقا الخوري رجلاً حراً في وجدان السوريين
ليس بالسهل عليك وانت تقرأ خبر وفاة المطران لوقا الخوري ألا تتوقف أمام سيل الحب العارم من مختلف الأوساط السورية لروح الراحل حيث تحولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال 24 ساعه الماضية إلى “جدارية” من المرثيات التي تنعي ما تم الإجماع بأنه “فقيد الوطن”.
وحجز الراحل مكانه في قلوب جميع السوريين من مختلف المشارب والطوائف كونه نادى بمقاومة الاحتلال والإرهاب وسعى لحماية المواطن البسيط وتأمين حقوقه.
ومن منا لم يستذكر عند سماع نبأ الوفاة مشهد الصلاة المشتركة التي أقامها الراحل في الجامع الأموي بدمشق من أجل السلام لسوريا والمنطقة، أو ينسى سعي المطران الدائم لنشر المحبة والتسامح وتعميق فكرة أننا سوريين قبل أي انتماء.
ومع بداية الحرب على سوريا حاول الغرب العزف على وتر حقوق المسيحيين بالمشرق في محاولة لخلق فتنة بين السوريين لكن الراحل الخوري كان من أوائل من تنبه لهذه اللعبة وتصدى لها بكل قوته وإيمانه.
وقام المطران الراحل في 2011 بطرد السفيرين الأمريكي والفرنسي بدمشق خلال زيارتهما كنيسة الصليب المقدس وأخبرهما أنهما “غير مرحب بهما” لتبدأ بعدها رحلة اسقاط الخطة الأمريكية-“الإسرائيلية” الهادفة لتفريغ المشرق من المسيحيين.
وأكد الخوري مراراً وتكراراً أن مسيحيو سوريا ليسوا بحاجة إلى الولايات المتحدة وغيرها للدفاع عن حقوقهم بل ٱن عليها تخفيف الضغط التي تمارسه عبر إيقاف إرسال التكفيريين للبلد الذي كان مهد انطلاق نور السيد المسيح نحو العالم أجمع.
وكان الخوري من أكبر الداعمين للفكر المقاوم والمنادين بضرورة التمسك بخط المقاومة كونه السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلالات كما كان دائم التذكير بأحقية قضية الجولان السوري المحتل والقضية الفلسطينية وصمود شعبهما بوجه العدو وأساليبه الوحشية.
ونعت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس صاحب السيادة المطران لوقا الخوري معاون غبطة البطريرك الذي وافته المنية في مشفى بيروت مساء 5 كانون الثاني 2020عن عمر ناهز 75 عاماً.
يذكر أن لوقا الخوري من مواليد دمشق عام 1945 وسمي مطراناً ومعاوناً بطريركياً لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عام 1999 وخدم في كنائس الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر