العناوين الرئيسيةفلاش

ثلاثة أشهر حاسمة بين طفل سوري وحلمه بالنطق .. هل من منقذ؟

في إشارةٍ بعينيه يُفهمك ما يريد وهو الطفل الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره، ولد فاقداً لحاسة السمع وفقد معها حلمه بالنطق، إلا أن والد الطفل، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لم يفقد الأمل في تلبية حاجة ابنه، وظلّ يسعى جاهداً لتأمين علاجٍ لابنه مهما كلّفه الأمر.

تشير التقارير الطبية إلى أن الطفل بحاجة إلى عمل جراحي لزراعة الحلزون، فيما يعمل والد الطفل 16 ساعة خلال اليوم لتأمين وارد مالي أكبر، يساعده على ادخار المال ليتمكن من دفع تكاليف علاج طفله.

60 مليون ليرة سورية هي تكلفة جهاز الحلزون، لكن المشكلة تكمن بعدم توفره

يقول والد الطفل: “أحاول ادخار المال وبعض الأقارب والأصدقاء عرضوا عليّ المساعدة في تأمين المبلغ، فيما تعهدت جمعيتَان في حلب بالمساهمة بحوالي 7 ملايين ليرة سورية من مجمل المبلغ في حال تم إجراء العمل الجراحي”.

وللمفارقة، يقول والد الطفل إن سعر جهاز الحلزون في حال تأمينه إلى سوريا يبلغ ضعف سعره في دول الجوار، لكن لا تبدو المشكلة في تأمين المال وحده وإنما في تأمين الجهاز.

قيصر على رقاب المرضى

لعل القطاع الصحي من أبرز القطاعات المتضررة جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، فالكثير من المواد والأدوات الطبية باتت مفقودة نتيجة الحصار، والمرضى هم المتضررون دون أدنى شك.

يقول والد الطفل متحدثاً لتلفزيون الخبر: “إن وكلاء حصريين لأجهزة الحلزون في سوريا لم يتمكنوا من تأمين الجهاز المطلوب لأن العقوبات على سوريا تفرض منع التعاملات المالية، أي أن الوكلاء ليس بوسعهم دفع المبلغ المطلوب ثمنه بالعملة الصعبة للشركات المصنّعة”.

لكن ماذا عن دور الجمعيات المتخصصة؟

يقول والد الطفل لتلفزيون الخبر: “إنه لجأ إلى منظمة آمال المعنية بمعالجة فاقدي السمع والنطق”. وبعد معاناة طويلة تمكن من أخذ موعد لإجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، ثم حجز مطرحاً لطفله في المنظمة برقم 125، على أمل أن يتم تأمين جهاز الحلزون.

والمبشر، بحسب الوالد، أن دور الطفل في إجراء العملية قفز من الـ 125 إلى 55 لكن أمام الطفل ثلاثة أشهر فقط ليكمل السنة الثالثة من عمره، وبعدها لن تتمكن المنظمة من إجراء العمل الجراحي المطلوب لأن الطفل يكون قد تجاوز العمر المحدد لإجراء العمل الجراحي بنظام المنظمة، في حين أن جهاز الحلزون لم يتم تأمينه بعد حتى عن طريق المنظمة المتخصصة.

ويعلّق والد الطفل الآمال على وزارة الصحة في تأمين الجهاز المطلوب لا سيما وأنه يقف حائراً أمام أخبار متفرقة عن وصول أحدث أجهزة الأيفون وأحدث السيارات إلى سوريا متجاوزين في ذلك كل العقوبات المفروضة.

أما الطفل ذو العامين ونيّف يواظب على الذهاب إلى روضة تُعنى بالأطفال الصم، في حين أن التأخر في تأمين جهاز الحلزون خلال الأشهر القليلة المتبقية من شأنه أن يحرم الطفل من النطق والسمع مدى الحياة.. فهل من منقذ !

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى