“من مدريد إلى مستر كيري” .. محطات خلدت اسم “المعلم” في ذاكرة السوريين
حاز اسم الراحل وليد المعلم مكانة خاصة في عقول السوريين لوجوده الدائم والمؤثر في أغلب المواقف المهمة بتاريخ سوريا منذ تسعينات القرن الماضي حتى وفاته.
وعرفت مفاوضات التسوية مع “الإسرائيليين” أداءً متميزاً من “المعلم” حيث قام خلال تلك الفترة بدور أساسي كونه أحد أعضاء الوفد السوري المشارك في مؤتمر السلام بمدريد عام 1991.
ولعب “المعلم” دوراً لافتاً في مرحلة ما بعد مؤتمر مدريد لناحية شغله منصب سفير سوريا في الولايات المتحدة (1990-1999) وذلك انطلاقاً من استمرار مفاوضات التسوية مع “الإسرائيليين” ووصولاً إلى اجتماعات “بلير هاوس” و”شيبردزتاون”.
وكان ل”المعلم” بصمة كبيرة في الدفاع عن سوريا بعد قضية اغتيال الحريري 2005 وما نتج عنها من اتهامات لسوريا لجهة زعمهم بضلوعها في عملية الاغتيال.
ومع بدء الحرب على سوريا برز “المعلم” عبر مؤتمراته الصحفية ولقاءاته المختلفة مدافعاً عن سوريا وشعبها ومُقدماً الصورة الحقيقة لما يجري على الأرض من أعمال ارهاب عسكرية واقتصادية وخرق للقانون الدولي بحق سوريا أرضاً وشعباً وقيادةً.
وترأس “المعلم” وفد الجمهورية العربية السورية لمؤتمر “جنيف 2” عام 2014 حيث قام “بسرقة الأضواء” من جميع الحاضرين بكلمة سيصعب محوها من ذاكرة السوريين وكل من حضر المؤتمر.
وسببت الكلمة حدوث تجاذب بين “المعلم” والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد محاولة الأخير مقاطعة كلمة الوفد السوري لكن “المعلم” استمر في خطابه متجاهلاً 6 تنبيهات من كي مون عن طريق قرع الجرس كنوع من التذكير بالوقت.
وقام بان كي مون بعدها بمقاطعة “المعلم” قائلاً “هل لك أن تنهي كلامك أخذت إلى الآن 25 دقيقة”، ليرد “المعلم” ببساطة شديدة “أنا قطعت كل تلك المسافة بالطائرة لأتحدث عن سوريا أعطني بضع دقائق فقط”.
وعاد بان كي مون لمقاطعة “المعلم” بحجة الوقت ليأتي جواب رئيس الوفد السوري “سوريا دائماً تفي بوعودها.. لا أستطيع أن أجزئ هذه الكلمة ولا أستطيع أن أعدك أن أنهيها علي أن أكملها كلها”.
وشهدت كلمة “المعلم” حادثة مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري شكلت صدمة للعنجهية الأمريكية التي حاول كيري من خلالها لعب دور الوصي على سوريا.
وفي نهاية كلمة “المعلم” لوح بإصبعه موجهاً رسالة إلى كيري قائلاً “لا أحد في العالم.. سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريين أنفسهم” .
وأدرج “المعلم” في أب 2011 ضمن لائحة الشخصيات السورية التي تخضع لعقوبات أميركية والتي يمنع التعامل المالي معها ويتم حجز أموالها الموجودة في المصارف الأميركية أو على الأراضي الأميركية.
كما شملته العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين سوريين والتي تنص على تجميد الأصول وحظر السفر إلى بلدان الاتحاد.
وكانت نعت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والمغتربين وليد المعلم الذي وافته المنية فجر 16 تشرين الثاني 2020 دون تحديد سبب الوفاة.
يذكر أن الراحل وليد المعلم شغل منصب وزير خارجية الجمهورية العربية السورية منذ 2006 خلفاً لفاروق الشرع كما استلم مهام نائب رئيس مجلس الوزراء منذ 2012.
تلفزيون الخبر