كي لا نفاجأ بالشتاء: اللاذقانيون يحبسون الأنفاس.. و تجهيزات المحافظة مرهونة بأول مطرة
لم يأت الشتاء هذا العام مفاجئاً للمعنيين في محافظة اللاذقية كما كل عام، بل تأخر عن الأعوام السابقة، ما يجعل لزاماً على الجهات الخدمية في المحافظة أن تكون قد أعدت العدة جيداً لشتاء لا يتكرر فيه سيناريو فيضان مياه الأمطار ودخولها إلى منازل المواطنين، كما حدث في الشتاء الماضي.
معاناة الانتظار
مع أول مطرة خجولة صباح الاثنين، حبس اللاذقانيون المنتظرون في كراجات اللاذقية أنفاسهم، فمعاناتهم اليومية مع الانتظار الطويل لوسيلة مواصلات والركض خلف السرفيس للظفر بمقعد، لا ينقصه سوى التبلل بالمطر.
وخاصة مع عدم وجود مظلات في الكراج سوى على الأطراف، في حين أن السرافيس تدخل إلى منتصف الكراج حيث لا مظلات تقي من الأمطار.
بدوره، أكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل في المحافظة مالك الخير لتلفزيون الخبر: أن “المحافظة تعمل على دراسة واقع الكراجات الشرقية والفاروس بالاضافة لكراج جبلة، وحاجة كل كراج لمظلات تقي المواطن حر الصيف ومطر الشتاء”.
وأوضح الخير أن “المظلات الموجودة في الكراجات صغيرة ولا تفي بالغرض المراد منها، ولذلك نسعى لتوسيعها ليتكمن المواطنون من التوقف في ظلها”.
كما أشار الخير إلى “العمل على ترقيع الشوارع والساحات الموجودة في الكراجات والتي يوجد فيها حفريات حتى لا تتحول إلى برك ومستنقعات نتيجة الأمطار”.
وبالنسبة لمواقف الباصات في المدينة، أوضح الخيّر أنه “سيتم توجيه مجلس مدينة اللاذقية لصيانة مواقف الباصات كافة الموجودة ضمن نطاق المدينة”.
انتظار بلا مظلات
أمام منافذ البيع في المخابز العامة والخاصة والأكشاك، يتكرر مشهد المواطنين الواقفين بدون مظلات تقيهم حر الشمس أو مطر الشتاء، ما يزيد من هموم المواطن المثقلة بالانتظار واللهاث وراء الحاجات المعيشية.
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التموين والمحروقات علي يوسف لتلفزيون الخبر : إن “جميع الأفران الحكومية في المحافظة تم تزويدها بالمظلات عند طاقات البيع”.
وتابع يوسف “أما الأفران الخاصة فالمظلات فيها صغيرة وسنسعى جاهدين ليتم تركيب مظلات على مداخل الأفران الخاصة بالإضافة إلى تركيب مظلات للأفران التي لا توجد فيها أي مظلة”.
وشدد يوسف على أن “وجود المظلة أمام كل فرن ضروري، وبذلك تجنب المواطنين الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة أو الأمطار في فصل الشتاء”.
استراتيجية سنوية لتوزيع المازوت
وفيما يتعلق بتوزيع مازوت التدفئة، كانت المحافظة أعلنت السير باستراتيجتها السنوية القائمة على البدء بالتوزيع من المناطق الجبلية الأكثر برودة باتجاه المدن.
وأوضح يوسف أن فرع “شركة سادكوب قام بتوزيع 5 مليون ليتر، بمعدل 6 صهاريج يوميا سعة 24 الف ليتر، حيث بدأ التوزيع من القرى البعيدة بما فيها القرى التي اندلعت فيها الحرائق، بالإضافة إلى تزويد المدارس في الريف بمعدل صهريجين يومياً”.
استعداد الفوهات المطرية
ومع هطول أول مطرة الاثنين ايذاناً بقدوم فصل الشتاء، استرجعت أذهان اللاذقانيين مشاهد الفيضانات التي دخلت إلى منازل المواطنين الأرضية، في عدد من أحياء المدينة، وخاصة عند دوار الأزهري خلال الشتاء الماضي.
وعن الاجراءات التي قام بها مجلس مدينة اللاذقية استعداداً للشتاء، قال رئيس دائرة الصيانة في مجلس مدينة اللاذقية المهندس ثائر جعفر لتلفزيون الخبر: “بدأت ورشات مديرية الخدمات والصيانة استعداداتها من بداية أيلول الماضي، حيث عزّلت ورشات دائرة الصيانة الفوهات المطرية في مختلف انحاء المدينة وضمن الشوارع الرئيسية”.
وأضاف جعفر : “كما قامت الورشات بتركيب الشبك المعدني المفقود للفوهات المطرية على طريق الشاطئ، شارع الجمهورية، شارع سورية، إضافة لرفع الفوهات المطرية إلى منسوبها في شارع الجمهورية وطريق سقوبين.
وتابع جعفر : “كما تم العمل على انشاء فوهات مطرية في حي الزراعة، بالإضافة إلى تعزيل المجاري المائية الواقعة ضمن المخطط التنظيمي للمدينة ومنها تعزيل ساقية موسى في مروج دمسرخو، وتعزيل القناة المطرية على طريق حلب وإزالة التعديات من قبل أصحاب المنشأت وتركيب معابر جديدة”.
وأوضح جعفر أنه “تم تشكيل مجموعات طوارئ ضمن المديرية، مهمتها العمل على مدار الساعة لتفادي العواصف المطرية وفتح الفوهات المطرية في حال انسدادها وإزالة أغصان الأشجار من الشوارع وصيانة أعمدة الإنارة وقص تداخلات أغصان الأشجار في اسلاك الشبكة الكهربائية”.
ودعا جعفر “المواطنين للتعاون مع عمال مجلس مدينة اللاذقية للحفاظ على النظافة وعدم رمي الأكياس ضمن الشوارع لأنها تؤدي لإنسداد الشبك المعدني للفوهات المطرية ومنع جريان المياه ضمن الفوهات التي يزيد عددها عن 12 ألف فوهة مطرية”.
٤٠ مدرسة بحاجة للصيانة
أما فيما يتعلق بتجهيزات المدارس في المحافظة، قال رئيس دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية اللاذقية المهندس طالب سلمان لتلفزيون الخبر: “يوجد ٤٠ مدرسة من أصل ١٠٠٠ مدرسة في المحافظة بحاجة ملحة للعزل”.
وتابع ” بسبب وجود رشح وتسرب مياه، كمدرسة غسان حرفوش في مدينة اللاذقية بالإضافة لمدارس في العقيبة والقصيبة ومناطق أخرى”.
كما أشار سلمان إلى “وجود نوافذ متكسرة ولمبات إنارة محترقة بالاضافة لأعطال أخرى، حيث تقوم الدائرة على إصلاحها من الموازنة البسيطة، وابتداء من المدارس الأكثر حاجة”.
وفي السياق، بيّن سلمان أن “وزير التربية وجه لتخصيص كل مدرسة بمبلغ ٢٥٠ الف ليرة لشراء القرطاسية ولوازمها، بالاضافة لتخصيصها بمبلغ ٥٠٠ ألف ليرة لتتكفل لجنة الشراء في المدرسة بأعمال الصيانة البسيطة بدون الرجوع لدائرة الأبنية المدرسية”.
وأكد سلمان “استعداد دائرة الأبنية المدرسية لحل أي مشكلة تطرأ في أي مدرسة خلال فصل الشتاء”.
تصريحات المعنيين في المحافظة تشي بأن المحافظة قد أعدت العدة لاستقبال الشتاء باجراءات تم اتخاذها وأخرى لا تزال قيد الدراسة والتفعيل، وتبقى هذه الاستعدادات خاضعة لاختبار أول هطول مطري غزير ليس من المفروض أن يفاجئ المحافظة.
تلفزيون الخبر _ اللاذقية