كي لا نفاجأ بالشتاء: الجهات المعنية في حمص تستعد “لكف غدر الشتوية”
يأتي فصل الشتاء في كل عام على “غفلة” من الجهات المعنية، في مشهد اعتاد عليه السوريون، لتبدأ المعاناة ذاتها، و لكن بأشكال وصور تصل إلى حد الكوميديا السوداء، في بعض الحالات.
برك الماء والمستنقعات والسيول، لا بد أن تراها مع أول “مطرة كبيرة”، فهي باتت من العادات و التقاليد الشتوية التي يفتخر بها السوريون، و يتباهون بصورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما الازدحام على السرافيس و حافلات النقل في ساعات الذروة، خاصة مع ازدياد عدد الركاب من الطلبة المتوجهين إلى جامعاتهم و مدارسهم، في وقت هطول المطر أشبه بمشهد رومانسي، يتحول إلى معركة عند وصول الحافلة.
فالمظلات إن وجدت على المواقف، فهي لا تكفي لتتسع لعشرة أشخاص، وحتى أنها لا تستطيع أن تقي نفسها من المطر.
في وقت تشكل طوابير الانتظار للحصول على المواد المقننة أو المحروقات أو الخبز، خطوطا طويلة وعرضية يصعب فك شيفرتها.
فماذا عن الاستعداد لموسم شتاء 2020 – 2021 في مدينة حمص؟ و هل اتخذت تدابير تخفف معاناة المواطنين السنوية؟ وهل تم توفير مستلزمات الشتاء في مدارسها؟.
تربية حمص مستعدة لفصل الشتاء
قال مدير التربية بحمص احمد الابراهيم لتلفزيون الخبر: “اتخذت المديرية عدة إجراءات استعداداً لفصل الشتاء للعام الدراسي الجديد، من خلال تأمين مازوت التدفئة للمدارس، حيث بلغت الكمية الإجمالية 863600 ليتر مازوت وسوف توزع لجميع المدارس بالمحافظة”.
و أشار الابراهيم إلى أنه “من خلال سبر عشوائي ما يزال في بعض المدارس كميات وقود فائض من الفصل الدراسي الثاني الماضي، مما سيساعد على توفير المادة للطلبة خلال فصل الشتاء”.
وأوضح الابراهيم، أنه “عند الحاجة في الفصل الدراسي الثاني لهذا العام إلى كميات إضافية، سيتم توزيع كمية أخرى للمدارس، لتمكين التلاميذ من متابعة تحصليهم في بيئة مناسبة”.
وبين مدير التربية بحمص أنه “وفق الكميات الموجودة والمبالغ المالية المرصودة، سيتم توزيع كمية ما يقارب 50 ليتر للمدفئة الواحدة، مع بدء موسم التدفئة”.
وأضاف الابراهيم، “كما تم إجراء الصيانات الاسعافية الضرورية، والطلب من إدارات المدارس تنظيف “الشوايات” المصارف المطرية، ومصارف المياه في مجارير الصرف الصحي بالمدارس”.
و تابع الابراهيم، “وتم تكليف إدارات المدارس و دائرة الأبنية المدرسية، لإجراء مسح دقيق و معالجة أي حالة تحتاج إلى الصيانة بشكل مباشر”.
وبين الابراهيم أن “المديرية نفذت أعمال صيانة وتأهيل جزئية وكلية شملت 260 مدرسة، بتكلفة نحو 372 مليون ليرة منها 13 مدرسة كانت مغلقة بسبب الأعمال الإرهابية”.
مشيراً إلى أن “أعمال التأهيل الجزئية شملت 200 مدرسة بالمحافظة بتكلفة 150 مليون ليرة، بينما تمت صيانة وتأهيل 60 مدرسة بشكل شامل بقيمة نحو 222 مليون ليرة”.
جهوزية المصارف المطرية
وبين مدير الأشغال العامة في مجلس مدينة حمص المهندس حيدر النقري لتلفزيون الخبر: أنه “استعداداً لفصل الشتاء وللموسم المطري، قامت المديرية من خلال ورشاتها الفنية بتنفيذ عدة أعمال تعزيل المصارف المطرية وترميم حفر بالاسفلت”.
وأضاف المهندس النقري، “وشملت شوارع أحياء المدينة، بالتنسيق مع رؤساء لجان الأحياء، مع الاستمرار بالعمل على أعمال الصيانة بشكل دوري”.
وبين المهندس النقري، أنه “تم إنشاء أكثر من 100 مصرف مطري (شواية)، و50 مصيدة مطرية في المواقع التي كان يحصل فيها تجمعات مائية مطرية سابقا”، مشيراً إلى أن “العمل مستمر في تعزيل كافة المصارف المطرية، في المحاور الرئيسية للمدينة”.
وأوضح المهندس النقري أنه “يتم العمل بالتنسيق مع شركة الصرف الصحي بحمص، على ضخ المصارف المطرية المعطلة و تعزيل مجاري الصرف الصحي والمطري”.
وأضاف المهندس النقري “كما تم تشكيل لجنة طوارئ مختصة بالتعامل مع الغزارات المطرية الكبيرة، بالتنسيق بين مجلس المدينة والصرف الصحي، لمعالجة الحالات الطارئة”.
لا طوابير خبز في حمص
في حمص يتم بيع مادة الخبز عن طريق المعتمدين، و هو إجراء اتبع قبل الأزمة، الأمر الذي ساهم في منع الازدحام على منافذ بيع الخبر بالأفران.
و في بداية العام الحالي، و مع انتشار فايروس كورونا تم إيقاف البيع من منافذ الأفران العامة، وحصر العملية بشكل كلي عن طريق المعتمدين، إلا أن مشكلة عدم جودة الخبز و التلاعب بالوزن مستمرة.
مظلات مواقف حافلات النقل مخربة
تشهد مواقف السرافيس وباصات النقل الداخلي ازدحاماً عند ساعات الذروة، وإن وجد “مظلة” فهي لا تكفي لعدد قليل من المواطنين لتقيهم من الأمطار في حال هطولها.
مع الإشارة إلى أنه مؤخراً تم تركيب عدد منها من قبل جمعيات خيرية، أما خلال فترة الأحداث تعرض معظمها إلى التخريب، وهي بحاجة إلى صيانة و تركيب شماسي إضافية في عدد من المحاور الرئيسية التي تشهد ازدحاما.
و بين عضو المكتب التنفيذي لقطاع للنقل و هندسة المرور بمجلس مدينة حمص المهندس وائل عبيد لتلفزيون الخبر: أن “مظلات المواقف تعرضت إلى تخريب نتيجة الأحداث التي شهدتها مدينة حمص.
وأوضح المهندس عبيد أنه”لا يوجد اعتماد مالي حالياً، لصيانتها نظراً إلى ان الأولوية هي لإشارات المرور والشاخصات المرورية”، مشيراً إلى أنه “بعض الجمعيات الخيرية عملت على تركيب عدد من المظلات على عدة مواقف”.
وبين المهندس عبيد أنه “مع عدم توافر اعتماد مالي، يتم العمل حاليا على السماح للشركات الإعلانية بتركيب مظلات مواقف، تستخدم للدعاية و الإعلان و مواقف، ريثما يتم تأمين اعتمادات مالية لتركيب مظلات جديدة وصيانة القديمة”.
هذا هو واقع حال بعض المرافق الخدمية في مدينة حمص استعداداً لموسم الشتاء، فهل مفاجآت “الشتوية” ستكون وفيّه لعادتها “بكف الغدر” السنوي مع محافظة حمص ؟ أم للجهات المعنية كلام آخر هذا العام؟.
تلفزيون الخبر – حمص