كراجات جبلة واللاذقية .. آلاف المواطنين تحت رحمة جشع “السرافيس”
تتصدر أزمة المواصلات المشهد العام في كراجات المدن وخاصة مدينتي اللاذقية وجبلة حيث ينتشر عشرات المواطنين في مداخل الكراجات وعلى جانبي الطريق المؤدي للكراج، حتى إذا أقبل سرفيس تدافع المنتظرون للظفر بمقعد حتى لو جلسوا أربعة أو حتى خمسة في الصف الواحد.
سرافيس اللاذقية جبلة .. المشكلة الأكبر
معظم من التقيناهم في كراج اللاذقية من ركاب منتظرين رحمة السماء وسائقي سرافيس اللاذقية – جبلة للدخول الى الكراج ونقلهم الى المدينة اكدو معاناتهم اليومية مع ازمة النقل .
سلمى ” طالبة جامعية ” قالت لتلفزيون الخبر : “اضطر يومياً للخروج من المنزل قبل الموعد المحدد بساعتين،حتى أضمن أنني مهما تأخرت في الكراج سأتمكن من الوصول إلى الجامعة قبل موعد الامتحان”.
ولفتت سلمى إلى أن “معاناتها تتجدد يومياً مع أزمة النقل سواء في كراج جبلة أو في اللاذقية، فأعداد السرافيس التي تعمل على الخط قليلة جداً وخاصة في أوقات الذروة عند الصباح والظهيرة”.
بدوره، قال أحمد “موظف في الجامعة: “الوضع اكتر من مزر بكراج جبلة وخاصة من الساعة7 حتى الساعة 9 صباحاً، أما بخصوص الرجعة من اللاذقية لجبلة “فهون بتبلش رحلة ابن بطوطة للبحث عن وسيلة نقل وخاصة وقت الذروة” .
وبين أن “وقت الذروة يبدأ من الساعة 1 وحتى 3 بعد الظهر وفيه تبدأ رحلة البحث عن مقعد في أي آلية نقل ذاهبة الى جبلة وأولها الصعود في باص النقل الداخلي من أمام الجامعة إلى الكراج لتتم بعدها عملية الجري خلف السرفيس الذي يكون سلفاً مكتظاً بالركاب والمقعد الواحد المخصص لـ 3 أشخاص يجلس ضمنه أربعة او خمسة أشخاص”.
فيما كان لـعبدالله “موظف” رأي آخر، اذ قال : “ماعم يشتغل من السرافيس 10 بالمية لذلك نرجو وضع آلية لمراقبة عمل هالسرافيس كما يجب حرمان كل سرفيس لا يدخل الكراجات من مخصصات المازوت” .
وأضاف: “بعد رفع سعر المازوت تشجع بعض أصحاب السرافيس لتعبئة مخصصاتهم من المازوت المدعوم والقيام ببيعها في السوق السوداء ومضاعفة الربح بدون تكبد عناء العمل على الخط”.
وعزا عبدالله “قلة السرافيس إلى تعاقد عدد كبير من أصحابها مع رياض أطفال ومدارس خاصة والتسرب عن الخطوط في أوقات الذروة”.
من جهته، قال مضر: “أزمة السير مستمرة منذ عشر سنوات، ورغم الحلول الاسعافية للمحافظة بتغيير المشرفين على كراج جبلة بالإضافة الى تسيير عدد قليل من باصات النقل الداخلي، لكن الازمة باقية وتتمدد”.
وأضاف: “على العكس ازدادت حدة الأزمة، فكراج جبلة انتظم فيه الحال يوم واحد بعد التغييرات وعاد الى اسوء ما كان عليه في السابق، أما بالنسبة لكراج اللاذقية فالوضع بيبكي، ففيه ازدحام كبير وركض ماراتوني خلف اي سرفيس يدخل إلى الكراج”.
“اما بالنسبة للوصفة السحرية التي اعتمدوها بتشغيل باصات النقل الداخلي من داخل الكراج الى جبلة فعليك ان تنتظر ساعة او اكثر ريثما يتم السماح لاحد الباصات الموجودة في الكراج بنقل المواطنين بحجة تسيير رحلة سابقة الى جبلة منذ بعض الوقت وعلينا الانتظار “.
“المحافظ يوجه باتخاذ حزمة إجراءات”
بدوره قال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل في محافظة اللاذقية مالك الخير لتلفزيون الخبر: “بعد أن تبيّن أن المشرفين على كراج جبلة غير متواجدين ولا يساعدون لجنة السير في مراقبة عمل السرافيس والتزام سائقيها بخطوط السير، فقد وجه المحافظ بإستبدالهم”.
وشدد الخير على أنه “سيتم تطبيق عقوبات رادعة بحق السرافيس المتسربة عن خطوطها بما فيها إلغاء التراخيص الممنوحة لها بالعمل في المحافظة وإلغاء مخصصاتها من المحروقات”.
كما أوضح الخير أنه “في ظل نقص باصات النقل،فإن المحافظة تدعم التعاقد مع شركات نقل داخلي خاصة على غرار بعض المحافظات لدعم خطوط النقل في المحافظة بالإضافة إلى تقديم التسهيلات اللازمة من وضع الخط المناسب ومراكز المبيت ومحطة وقود لتعبئة المحروقات بهدف تخفيف الازدحام”.
وأشار الخير إلى أن “مديرية النقل والهيئات في نقابة النقل البري تعملان على اعداد قوائم للسرافيس وذلك للتفريق بين الملتزمين بعملهم والاخرين المتسربين الذين يسيئون بعدم التزامهم للاهالي ويسيئون لإجراءات الدولة بضبط حركة النقل العام”.
وتشهد محافظة اللاذقية أزمة مواصلات خانقة، زادت حدتها مع بدء العام الدراسي والتسجيل في الجامعات، حيث ينتظر عشرات المواطنين في الكراجات وخاصة بمدينتي اللاذقية وجبلة، ساعة وساعتين للظفر بمقعد داخل سرفيس يأتي بعد طول انتظار.
باسل يوسف- تلفزيون الخبر